قصص جن

قصص جن بعنوان ” جن الليل الأسود وسر الليالي المظلمة”!

يرى علماء المسلمين في حقيقة الجن أن الجن هم عالم آخر غير عالم الملائكة والإنس، خلقهم الله سبحانه وتعالى من نار، يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها على طبيعتهم وصورتهم الحقيقية، فهم مستترون عن الحواس، وهم نوع من الأرواح العاقلة، المريدة، المكلفة على نحو ما عليه الإنسان، مجردون عن المادة، ولهم قدرة على التشكل، يأكلون، ويشربون، ويتزاوجون، ولهم ذرية، وأهم شيء أنهم محاسبون على أعمالهم في الآخرة.

القصــــــــــــــــــــــــــــة:

يحكى أنه كانت هناك قرية صغيرة في أعماق الصحراء، وكان يلفها الظلام كل ليلة، وكان الناس يتداولون أحاديث بخفية عن جن اسمه “الليل الأسود” يظهر في منتصف الليل.

وفي إحدى الليالي، قرر شاب مخاطر يسمى “أحمد” أن يتحقق من هذه الشائعات والأحاديث المتبادلة بنفسه، فذهب إلى المقبرة القديمة خارج القرية وانتظر حتى منتصف الليل.

وعندما دقت الساعة الثانية عشرة، ظهر ظل أسود ضخم، اقترب من “أحمد” وقال بصوت مخيف: “لماذا جئت إلى هنا؟!”

حاول “أحمد” الهرب مسرعا ولكن قدميه كانتا مغروسة في الأرض رغما عن أنفه، ثم سمع صوتًا داخليًا يقول: “أخبره أنك جئت لتتعلم سر الليالي المظلمة”!

فقال “أحمد” ذلك، وإذا بالجن الأسود ينحني ويقترب منه مخبرا إياه بسر مذهل: “في كل ليلة، تُكتب الأسرار في نجوم السماء، ومن يقرأها يستطيع رؤية المستقبل والتنبؤ به”.

ومن بعدها اختفى الجن، ووجد “أحمد” نفسه في منزله! وفي الليلة التالية نظر “أحمد” إلى السماء وقرأ النجوم، فرأى أحداثًا لم تحدث بعد، بعدما قرأ عمر النجوم، شعر بمسؤولية كبيرة تجاه الأسرار التي اكتشفها، فبدأ يرى أشياء لم يكن يتوقعها من قبل، حوادث سعيدة وأخرى محزنة.

بدأ الناس في القرية يلاحظون أن عمر يتنبأ بالأحداث قبل وقوعها، فتارة يتنبأ بمطر غزير، وتارة أخرى يخبر عن زيارة قريب بعيد، بدأ الناس يثقون به، ولكن في الوقت نفسه بدأوا يخافون منه أيضا، اعتقدوا بأنه ساحر أو أنه يتعامل مع الجن وبشكل مباشر.

وفي إحدى الليالي، رأى عمر في النجوم أن هناك خطرًا كبيرًا قادمًا للقرية بأكملها، رأى عاصفة شديدة قادمة ستدمر البيوت والمحاصيل، فذهب إلى أهل القرية يحذرهم ولكنهم لم يصدقوه في البداية.

وعندما بدأت العاصفة بالظهور في الأفق، أدركوا أنه كان محقًا، واجتمعوا لمواجهة العاصفة، وتمكنوا بفضل الله من تقليل الخسائر على قدر استطاعتهم، وبعد العاصفة زادت ثقة الناس به، ولكنه مع الثقة المكتسبة شعر بثقل المسؤولية، فبدأ يتساءل هل يستمر في استخدام قدرته الجديدة أم يبتعد عنها؟!

فقرر أن يكمل في استخدام قدرته، ولكن بطرق تخدم الخير وحسب، بدأ يساعد الناس في اتخاذ القرارات الصعبة، ويحذرهم من المخاطر قبل وقوعها.

وبدأت القرية في التقدم والازدهار، والناس يعيشون في سلام ووئام، ولكن في الليل كان عمر يرى أشياء أخرى في النجوم، أشياء لم يكن مستعدًا لمواجهتها؛ رأى في النجوم أن هناك شخصًا ما يقترب من القرية، شخص له نوايا سيئة ويريد تدمير كل ما بناه أهل القرية؛ بدأ عمر يفكر في كيفية مواجهة هذا الخطر، لكنه لم يكن متأكدًا مما ينبغي عليه فعله.

وفي تلك الليلة الصعبة، ظهر له جن الليل الأسود مرة أخرى، وقال له: “إن النجوم تخبرك بالمستقبل، ولكنها لا تخبرك كيف تواجهه، ينبغي عليك أن تثق بنفسك وتجد الحل بطريقة أو بأخرى”.

وبعدها اختفى الجن كعادته، تاركا إياه غارقا في التفكير في طريقة لمواجهة الخطر القادم، وبالفعل توصل إلى الحل فقرر أن يجمع حكماء القرية ويتشاور معهم في الأمر، فاجتمعوا في بيت كبير وبدأوا يتناقشون في كيفية حماية القرية.

فقال أحد الشيوخ: “يجب أن نبني سورًا حول القرية لنحمي أنفسنا من الخطر”، وقال الثاني: “لا، ينبغي علينا أولا أن نعلم من هو هذا الشخص وما هي نواياه السيئة تجاهنا”.

أما عن “أحمد” بعد تفكير عميق، قال لهم: “أعتقد أن الحل يكمن في فهم نوايا هذا الشخص ومعرفة ما يريده، فإذا تمكنا من معرفة نواياه وما الذي يريده منا ما كان ليهاجمنا من الأساس”.

اتفقوا جميعا على محاولة معرفة هذا العدو ومعرفة نواياه، تمكن “أحمد” من معرفة المكان الأول الذي سيظهر فيه الشخص المريب، وفي الليلة المحددة انتظروا جميعًا ظهوره ولم يتخلف منهم أحد، وعندما وصل تفاجئوا بأنه شاب يبدو عليه الحزن والضياع.

فسأله عمر: “ما الذي أتى بك إلى هنا؟!”

فقال الشاب الحزين: “إنني أبحث عن كنز قديم سمعت أنه موجود هنا، وأعدائي يلاحقونني لاغتنامه قبل أن أجده، وأنا في أمس الحاجة للكنز لأتمكن من الحياة”!

قرر “أحمد” وأهل القرية مساعدته، وجدوا الكنز معًا، والذي كان عبارة عن كتاب قديم يحتوي على أسرار الزراعة والصناعة.

استعملوا كل الوصفات التي جاءت بالكتاب، واستطاعوا النهوض بالقرية، أما عن الشاب الحزين فقد وجد ما كان يبحث عنه وبات في أمان وسط أهل القرية طيبي القلب.

أما “أحمد” فتعلم أن الحلول تأتي أحيانًا من حيث لا ندري، وأن فهم الآخرين قد يكون يوما ما مفتاح للنجاح.

اقرأ المزيد من قصص جن من خلال:

قصص جن كتاب شمس المعارف الكبرى ونهاية صادمة!

وأيضا/ قصص جن بعنوان تحويل شيطاني من مسحورة لساحرة!

قصص جن بعنوان اتفاق ومساومة على الحياة!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى