قصص الأنبياء

قصة بقرة بني إسرائيل ج6

أحيانا كثيرة ينخدع البشر في أشياء يصعب عليهم الوصول من خلالها للحقيقة، وتندلع شرارة الحرب بينهم من أمور بسيطة للغاية، فغالبا يصدق الإنسان منا كل شيء بسهولة دون أن يتطرق بالبحث وراء الأسباب.

ولكن الأعظم سوءا من كل ذلك، هو عدم التصديق والعمل بما جاء من السماء، ويرجع ذلك كله لكون بني البشر أجلهم جاهلين، وجاهلين أيضا بطبيعة العلاقة الحقيقية للعداوة بينهم وبين إبليس الرجيم وذريته.

قصة بقرة بني إسرائيل الجزء السادس

بقرة بني اسرأئيل الفتى صاحبها.
بقرة بني اسرأئيل الفتى صاحبها.

كاد الناس يمسكون في بعضهم البعض لولا أن ابنة عمه (ابنة القتيل) هدأت من ابن عمها قائلة: “اهدأ يا ابن فوالله إنك لست بأكثر حزنا على فراق والدي مني، ولو أن النار المتقدة بداخلي علمت القاتل لأحرقته، ولكن والدي كان يدعو دائما للإصلاح بين الأسباط”.

الشاب بكل هدوء وسكينة: “وما نتيجة دعائه لهم جميعا بالإصلاح بينهم، لقد قتلوه”!

الابنة: “سيأتي من الأسباط رجال يحققون ويتحرون في مقتل والدي، وسيقدمون لنا القاتل حقنا للدماء”.

الشاب لابنة عمه: “وإن لم يتمكنوا من الوصول للقاتل الحقيقي سيقدمون لنا الدية، وسنأخذه بالطبع لحقن الدماء أيضا”

وعلى الفور وصل الرجال من الأسباط للتحقيق في الجريمة التي وقعت…

قال أحدهم: “إنني أعلم هذا الرجل جيدا، إنه رجل ثري من السبط الآخر، وله ابنة وحيدة، ولكنه ليس لديه أي أعداء”.

قال كبير السبط: “ربما قتله لص أو قاطع طريق”.

أحد التجار من الرجال: “ولكن هل ستتأثر تجارتنا بهذه الفعلة الوحشية؟!”

كبير السبط: “بكل تأكيد، وربما توقفت نهائيا بسبب الفتنة التي على أعتبا اشتعالها بسبب جريمة القتل هذه، إلا إذا وجدنا القاتل وقدمناه حقنا للدماء”.

أحد الرجال: “وكيف سنصل إليه ونحن لا نملك أي معلومة حتى؟!”

أحدهم: “وما العمل إذا يا كبير السبط؟”

كبير السبط: “سنذهب لسيدنا موسى ونسأله أن يسأل ربه على حل هذه المعضلة”.

البقرتان في الحقل…

البقرة الأولى وقد كانت تتحدث عن الطعام، وحقل الفول لذيذ المذاق حين قاطعتها البقرة الصفراء قائلة: “وماذا قال نبي الله موسى للناس؟!”

البقرة الأولى: “لقد طلب منهم أن يذبحوا بقرة”.

البقرة الصفراء: “بقرة؟!، أهذه أنا؟!”

ضحكت البقرة الأولى وقالت: “لماذا أخذتِ الكلام على نفسكِ؟!، الكون مليء بالأبقار، ربما كانت البقرة أنتِ وربما أنا وربما أي بقرة بالحياة؛ ولكنكِ منذ متى وأصبحتِ مهتمة بأمور بني البشر؟!”

البقرة الصفراء: “دعكِ مني وأخبريني هل قاموا بذبح البقرة؟!”

البقرة الأولى: “لم يفعلوا، لقد قالوا لنبي الله موسى أتتخذنا هزوا؟!”

البقرة الصفراء: “يا لجرأتهم؟!، كيف يقولون لنبي الله هكذا؟!،وماذا كان رد النبي عليهم؟!”

البقرة الأولى: “لقد أخبرهم نبي الله قائلا أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين”.

البقرة الصفراء: “ما أعظم رقيه وتأدبه في الحدثي، آه يا ليت قومه يتعلمون شيئا منه”.

البقرة الصفراء: “أخبريني ماذا حدث بعد ذلك؟”

البقرة الأولى: “ولا شيء آخر، لقد عاد القوم لبيوتهم”.

البقرة الصفراء وقد استنكرت على القوم فعلتهم: “وكيف يعودون منازلهم وقد أمرهم الله سبحانه وتعالى بفعل شيء ولم يفعلوه، بل واعتبروه سخرية أيضا، أفي صدورهم قلوبا أم أحجارا صوانة؟!”

وبالسبط الآخر بينما الرجال جالسون يفكرون في الأمر…

كبير السبط: “ماذا سنفعل وقد وردني أن قبيلة القتيل قد استعدوا للهجوم علينا، لو اندلعت بيننا الحرب ستكون حربا مدمرة للغاية”.

أحد الرجال: “سهل للغاية، سنذهب لسيدنا موسى ونسأله عن البقرة وصفاتها”.

كبير السبط: “أخبروني ولماذا نشق على أنفسنا، لقد أخبرنا نبي الله أن نذبح بقرة، أي بقرة، فلماذا نتعب أنفسنا بكثرة السؤال؟!”

أحد الرجال: “لنكسب الوقت، ربما تحل قضية القتل ويكشف القاتل دون تغريم أنفسنا ثمن البقرة”.

بمنزل القتيل…

ابنته: “أيعقل أنك ما زلت هنا يا ابن العم؟!”

الشاب: “إنني لن أترككِ مهما كلفني الأمر، فحمايتكِ واجب معلق برقبتي، فهكذا كانت وصية عمي قبل وفاته”.

الابنة: “تحميني من من؟!”

الشاب: “من أي وكل شيء، من يدري لربما يكون قتلة عمي يريدونكِ أنتِ أيضا؟!”

الابنة: “حقيقة لم أتوقع منك هذا التصرف يا ابن عمي، طوال حياتي وقد ظننتك لست بشجاع ولا مقدام، ولكنك أثبت لي عكس ذلك بتصرفاتكِ معي”.

الشاب: “ولكن هناك أمر وحيد يشغل بالي ويقلقني عليكِ يا ابنة عمي”.

الابنة: “ما هو؟!”

الشاب: “أخشى أن قربي منكِ يعطي الناس الفرصة لنشر الأقاويل عنكِ، وأنتِ لست أهل لذلك، وأنا لم أجد حلا لهذه المعضلة إلا بزواجكِ مني لمنع أي أقاويل في غير محلها”.

الابنة باندهاش: “أنتزوج بمثل هذا الوقت يا ابن عمي؟!”.

الشاب: “إنكِ في أمس الحاجة لمن يواسكِ ويرعاكِ ويرعى مصالحكِ يا ابنة عمي، ولن تجدي من هو أصلح مني لفعل كل ذلك”.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة بقرة بني إسرائيل ج1

قصة بقرة بني إسرائيل ج2

قصة بقرة بني إسرائيل ج3

قصة بقرة بني إسرائيل ج4

قصة بقرة بني إسرائيل ج5

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى