قصص أطفال

حكاية قبل النوم بعنوان الصياد والسمكة الفضية السحرية

إن نوعية قصص أطفال تعمل على تنمية قدرات الطفل العقلية والحسية أيضا والإدراكية، فنجدها تنشأ جوا من الاستمتاع بين الأطفال والآباء حين قراءتها تحديدا حيث أن الطفل يشعر بأن والديه يخصصان الكثير من الوقت لأجله ولأجل مطالعة الكتب لأجله، ولاسيما حينما تكون حكاية قبل النوم.

الحكايــــــــــــــــــة:

يحكى أنه كان هناك صياد يعيش في قرية بسيطة للغاية، يعيش مع زوجته طيبة القلب المحبة لزوجها وأبنائها وبيتها، كانوا جميعا يعيشون في مكان متواضع وبسيط للغاية وبعيد عن الأهل والأقارب، فكان الأبوان يحاولان جهد المستطاع أن يعوضا صغارهما عن البعد عن الأهل والأقارب، ويزيدان لصغارهما من عاطفة الأنس والحب في كل شيء.

الأب كان صيادا ماهرا، اعتاد على صلاة الفجر والذهاب إلى النيل لصيد ما تيسر له من أسماك، كان لا يتوانى في السعي عن رزق صغاره وزوجته، ويحاول جاهدا أن يكفيهم ويلبي احتياجاتهم.

اعتاد على صيد الأسماك بعدة بسيطة للغاية، يأخذ ما يكفيهم من طعام ويبيع الفائض عن حاجتهم ليشتري لوازم المنزل الأخرى من أساسيات واحتياجات لزوجته وصغاره، كان الرضا تجده في كل تفاصيل حياتهم البسيطة في الصغار والكبار.

وفي يوم من الأيام مرض أحد أبناء الصياد، وبالكاد استطاع أن يوفر له المال للذهاب به إلى طبيب القرية، ولكن ما أخبره الطبيب إياه كان كفيلا بذهاب النوم عن عينيه، ابنه يعاني من مرض ولا دواء له إلا بالمدينة، والطبيب بالمدينة والمدينة نفسها تحتاج إلى الكثير من المال!

قرر الصياد أن يكثف من ساعات العمل بعدما يرفع يديه إلى خالقه ويسأله العون، وبالفعل ظل الصياد ثلاثة أيام ليلا نهارا بالنيل لا يخرج منه إلا للاطمئنان على أهله ولاسيما ابنه المريض، وفي نهار اليوم الرابع حينما قام بلم الشباك وفي داخله أمل كبير بصيد المزيد من الأسماك والخير الوفير، ما رأى بشباكه جميعها مجتمعة سوى سمكة فضية لامعة، شكلها الجميل ولمعتها النادرة جعلته لا يبالي بشباكه الفارغة بعد الكثير من الجد والاجتهاد والكثير من الانتظار.

أمسكها بين يديه ويسأل نفسه في حيرة: “يا لها من سمكة غاية في الجمال، لن يطاوعني قلبي في أخذها من النيل”!
وما إن أنهى كلماته حتى فاجأته السمكة السحرية بحديثها إليه: “أيها الصياد اتركني بالمياه، ولا تأخذني”!

تعجب الصياد من أمرها، إنها سمكة سحرية علاوة على كونها نادرة الجمال، فقرر الصياد أن يخبرها بأمر ابنه المريض ربما تعرف دواء أو وصفة طبية له، فهي في النهاية سمكة سحرية!

ابتسمت السمكة الفضية وقالت للصياد: “إنك صياد طيب القلب، انتظرني هنا ولا تتحرك”.

غاصت السمكة في المياه، وما كان من الصياد إلا الانتظار مثلما وعدها ظنا بأنها ستأتيه بحل لابنه المريض، وبعد قليل من الوقت عادت السمكة السحرية وبفمها لؤلؤة نادرة.

أعطتها للصياد وطلبت منه أن يبيعها، وبالمال يداوي ابنه المريض، شكر الصياد طيب القلب السمكة السحرية كثيرا، وهرع إلى زوجته وأبنائه، وذهبوا إلى المدينة وقام ببيع اللؤلؤة، والمفاجأة أنها بيعت بثمن باهظ للغاية، كان كافيا لعلاج الصغير وشراء منزل جديد واسع وأراضي شاسعة من حوله والكثير من الملابس لزوجته وصغاره.

الخلاصــــــــــــــة في أبسط الكلمات:

إن قصة الصياد والسمكة الفضية السحرية، التي تروي كيف أن سمكة فضية تطلب من صياد عجوز أن يضعها في شباكه، علينا أن نعلم ونروي لصغارنا أنها قصة رمزية وليست تقليدية.

تختلف هذه القصة عن الحكايات المعروفة مثل قصة الصياد وسمكته الذهبية التي طلبت منه أن يفيض عليه بالأمنيات الجشعة كالعادة، بدلًا من ذلك نجد بقصة الصياد والسمكة الفضية السحرية النقيض تماما، إذ تقدم قصة السمكة الفضية صيادًا يرغب في العيش ببساطة وسلاسة وقلبه خاليا من الطمع والجشع، ويتعامل مع سمكة غريبة تذهب إليه بنفسها، مما يشير إلى علاقة مختلفة وغير تقليدية بين عالم الإنسان وعالم الطبيعة وهذا من الخيال، لنسمو بعقول صغارنا ونوسع الإدراك لديهم.

العبـــــــــــــرة من القصـــــــــــــة في كلمات يسيرة مبسطة:

علينا أن نعلم صغارنا أن القناعة كنز لا يفنى، وأن الجشع لا يودي إلا بصاحبه.

اقرأ مزيدا من قصص أطفال وحكاية قبل النوم من خلال:

قصص أطفال بالعامية أفضل قصص قبل النوم على الإطلاق

وأيضا/ قصص قبل النوم طويلة بعنوان الحب تضحية!

قصص أطفال مكتوبة قصيرة مليئة بالعبرة والدروس القيمة بالحياة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى