غير مصنف

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج24

ولازلنا نستكمل قصة أم الأولاد (الشرع حلل أربعة) بكل أحداثها الشيقة والموجعة للقلوب أيضا، قصة تجسد لنا واقعا مريرا لبعض من حولنا.

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج24

منى بين وبين نفسها: ” ألا لعنة الله على كل من يتحدث عن عرض امرأة لا ذنب لها إلا أن كتب عليها الفراق والألم؛ أما عني فلن أفني عمري ولن أضيعه هباءً منثوراً، لن أضيع نفسي بعدك يا عمر، لك أن تذهب حيث تريد وتقع في حب من تريد وتتزوج بمن تشاء، ولكني سأحيى من أجلي، لأجل نفسي أولا ولأجل أولادي ثانية.

ولا أنكر أن معظم النساء العربيات فإن آفتهن أنهن يعتقدن أن اهتمام المرأة منا بنفسها ولاسيما الأرملة والمطلقة جرم في حقها يحسب عليها لا لها، تعتقد دوما أنها خلقت لأن تبيت هي دون عشاء، ولأن تظل هي دون كساء ، تظل متمسكة بكل أبواب الألم لدرجة أنها تنسى كل أبواب الأمل.

المرأة كرمها ديننا، وبها تقام المجتمعات وتعمر البيوت، تقام البيوت وتعمر على صبر النساء، و والله إننا لنصبر، نصبر ونصبر حتى نفنى!

المهم أنني استطعت أن أقنع أولادي، والأهم أنهم اقتنعوا، وحتى لو لم يقتنعوا اليوم فبالتأكيد سيقتنعون غدا، وسيتكيفون على الوضع الجديد.

أما كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين يتسابقون على الزواج من الأرملة والمطلقة، وذلك رحمة بها وبأولادها؟!، ولكن شتان بين المجتمع الذي نعيش فيه وأيام الصحابة رضوان الله عليهم إلا من رحم ربي، فقد بات جل مجتمعنا لا يعرف من الدين إلا التعدد حتى أنهم يغفلون عن شروطه، فإنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه.

ولكني لم أخلق في هذه الدنيا عبثا، كما أنني لم أترك بها سدى، ولم أكلف نهائيا بإرضائي الناس عن أفعالي وعني شخصيا!

لقد مضى شهران على خطبتي من أحمد، ولكنني لا أشعر بأنني سعيدة على الإطلاق، كما وأنني لا أشعر بأنني حزينة.

أحن إلى عمر؟! أحيانا أحن إليه، أنسيت الأيام التي كانت بيننا؟! أبدا أتذكرها في كل وقت وحين، أندمت على تركه؟! مستحيل لم أندم ولن أندم على تركه ولو تكررت الظروف ثانية ما اخترت إلا قراري مجددا ومجددا.

وفي اليوم التالي في العمل…

أحمد: “منى؟!”

منى: “نعم يا أحمد”.

أحمد: “لقد مر على خطبتنا شهران، ألن نعجل بخطوة الزواج لا أطيق صبرا، أعتقد أننا كبارا بالكفاية على موضوع الخطبة وما شابه ذلك”.

منى: “أعتقد أن شهرين ليس بالكفاية يا أحمد، ونظرا لأننا كبارا بما يكفي فيلزمنا ألا نتعجل ونتريث في أمرنا وكل شيء بأوان مكتوب من قبل”.

أحمد: “حسنا ومتى أوانه إذا؟!”

منى: “اصبر يا أحمد… أحمد إن هاتفك يرن أجب عليه ربما شيء هام وضروري”.

أحمد: “أعطني إياه من فضلك يا منى، إنه خلفكِ على المكتب”.

منى: “تفضل”.

أحمد قبل أن يجيب على الهاتف: “منى ثواني قليلة وسأعود إليكِ”.

منى وقد أصابها الشك فيه بينها وبين نفسها: “يا ترى ما كان هذا؟!، أما رأيته هذا كان حقيقيا؟!، بالتأكيد لقد كنت أتخيله وما كان حقيقيا، يجب علي أن أكون قد تخيلته”.

وما إن عاد إليها لم تتردد في سؤاله: “مع من كنت تتحدث؟!”

فأجابها: “عميل يا منى، المهم ماذا قررتِ بخصوص موعد زفافنا؟!”

منى: “حسنا يا أحمد، متى تريده أنت؟!”

أحمد بلهفة: “أتتكلمين بجدية؟!”

منى: “بالطبع، متى تريد أن يكون زفافنا؟”

أحمد: “حسنا، ما رأيكِ في أول خميس من الشهر القادم؟”

منى: “ماذا؟!، أيعني هذا أنه بعد 12 يوما؟!”

أحمد: “نعم، أهناك أي اعتراض على هذا اليوم؟!”

منى بتفكير: “لا عليك، سيكون مناسبا بإذن الله”.

أحمد: “منى ولكنه هناك شيء ما”.

منى باستغراب: :ماذا هناك يا أحمد؟!”

أحمد: “منى.. أعتقد أننا كبرنا بما يكفي على موضوع حفل الزفاف، أعتقد أنه ليس بالأهمية القصوى للتمسك به”.

منى: “أحمد إنه بالأهمية القصوى بالنسبة لي، ومهم للغاية أيضا، حفل الزفاف وشهر العسل أيضا، أم أنك تظن لكوني مطلقة وسبق لي الزواج سأتنازل عن حقوقي؟!”

أحمد: “لا طبعا لا تتنازلي عن أي حق من حقوق، منى أنتِ مشتركة في جمعيات حقوق المرأة؟! أيعقل وهم من قاموا بتسليطكِ علي؟!”

منى:  “يستحسن لك أن تضبط نفسك معي وإلا..”

أحمد بضحكة عالية: “أرجوكِ سيدتي سأضبط حالي معكِ لأنال رضاكِ علي”.

منى وقد بدا عليها الجد: “أحمد أريد أن أطلب منك شيئا، سامحني سأتعبك معي”.

أحمد: “وما الجديد في ذلك؟!”

منى: “أهكذا؟!”

أحمد: “إنني أمزح معكِ بكل تأكيد، منى عليكِ أن تأمريني أمر وعيب علي إن لم ألبي كل أوامركِ، في ماذا تريديني؟”

منى: “أريد منك أن تبقي هذا الهاتف معك، وغدا بإذن الله سآخذه منك”.

أحمد: “وهاتف من هذا؟!”

منى: “إنه هاتف ابنتي روان، لقد أخذته منها حتى تدرس جيدا، وأخشى إن عدت به للمنزل ستستعيده مني، فمن الأفضل أن أبقيه مع أحد أمين، وبكل حياتي لا أجد إنسانا أكثر أمان منك بالطبع”.

أحمد: “مع إن آخر كلمات طيبة الأثر على قلبي إلا إنكِ حقا أم مفترية للغاية”، وتعالت ضحكاتهما.

وبعد عودة منى من العمل دار حوار….

أحمد: “ماذا تريدين مني؟!، ألم أفعل لكِ كل ما طلبته، ماذا تريدين إذاً؟!”

سارة: “لا بكل تأكيد لم تفعل لي كل ما أريده بعد”.

أحمد: “وماذا بعد؟!، إن حفل الزفاف سيتم بعد عدة أيام”.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

وتزداد الأحداث إثارة وتشويق بين الثنائي الجميل، هل تعرف أحدا مر بمثل هذه التجربة الواقعية؟! شاركنا بها.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج17

وأيضا.. قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج16

و..قصـــة أم الأولاد (الشرع حلل أربعـة) ج15

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى