قصص للاطفال غاية في الأهمية لكل أبٍ وأمٍ أرادا الفائدة لصغارهما
للأسف وبكل أسى كثير منا لا يفلح في جعل القراءة جزءاً من حياة أبنائه الصغار، ومهما ذكرنا من الفوائد للقراءة لا يمكننا عدها ولا حصرها، ونحن جميعنا في أمس الحاجة لجعل القراءة من أولويات حياتنا اليومية.
ولقد أكدت الكثير من الدراسات العلمية أن الأطفال الذين تتم قراءة القصص لهم كل يوم قبل سن الدراسة لديهم حصيلة لغوية، على عكس الأطفال الذين لم تُقرأ لهم القصص.
القصة الأولى بعنوان النسور العشرة وقرار الطيران:
من أجمل حواديت الأطفال القصيرة والمميزة جداً…
بيحكوا إنه زمان، كان فيه عشر نسور واقفين بكل هيبة وفخر على حرف قمة جبل عالي جداً، وكانوا بيبصوا للسما والمدى البعيد.
وفجأة، تلاتة منهم خدوا قرار إنهم يطيروا وينزلوا للوادي اللي تحت الجبل عشان يدوروا على أكل.
لو سألتك دلوقتي يا بطل ويا ذكي: “تفتكر فيه كام نسر لسه واقف على قمة الجبل؟”، هتقول إيه؟!
لو قلت إن اللي فاضلين “سبعة”، يبقى أنت شاطر جداً في الحساب والطرح ومفيش كلام.. بس الحياة يا حبيبي مش دايماً بتتحسب بالأرقام، الحياة بتتحسب بالأفعال.
والإجابة الصح هي إن العشر نسور لسه واقفين زي ما هما على قمة الجبل!
عارف ليه؟ لأن التلاتة “قرروا” بس إنهم يطيروا، لكن ولا واحد فيهم فتح جناحه ولا بذل مجهود حقيقي عشان يطير فعلاً.
عشان كده يا شطار: اوعوا تفتكروا إن مجرد “القرار” هو نفسه “التنفيذ”، النية لوحدها مش هتمشيك ولا خطوة، والحماس من غير حركة بيفضل مجرد أحلام طايرة في الهواء.. خليك دايماً من الناس اللي “بتنفذ” وتعمل، مش بس اللي “بتقرر” وتقول!
القصـة الثانيـــــــــة بعنوان (المتآمر والكوبري الدهب):
بيحكوا إنه كان فيه مدينة مشهورة بجمالها وشطارة أهلها في الحرف اليدوية بأنواعها المعروفة كلها وقتها، كل الناس هناك كانوا مبدعين في اللي بيعملوه.
ومن وسطهم كان فيه صايغ مجوهرات شاطر جداً، صيته وصل للملوك بسبب مهارته في تشكيل الدهب الخالص وتحويله لقطع فنية نادرة الوجود وتخطف العين.
الجواهرجي ده كان محبوب من كل الناس والكل بيثق فيه، بس كان ليه جار، وده كان شخص حقود ولئيم، مكنش بيتمنى ليه غير زوال النعمة، وكان نفسه يخلص منه بأي طريقة.
وفي يوم من الأيام، ملك المدينة طلب من الجوهرجي إنه يصنع له كوبري صغير من الدهب الخالص عشان يحطه زينة على سفرته ويتمنظر بيه.
الملك اشترط عليه إنه يجيب معاه تلاتة من الصنايعية الشطار عشان يشهدوا على جودة الشغل.
الجوهرجي أخد معاه اتنين من أهل الخبرة، وضم ليهم جاره اللي كان أصلاً بيراقب كل تحركاته.
أول ما الجواهرجي خلص الكوبري وراح هو والشهود لقصر الملك، جاره من غير تردد ولا لفتة، اتكلم وقال للملك: “يا مولاي.. جاري شاطر في شغله مفيش كلام، بس هو بيغش في الدهب! بيضحك على الناس ويقول إنه دهب خالص، وهو في الحقيقة مدهون قشرة دهب رفيعة وبس!”
الملك سأله باستغراب: “وعرفت الكلام ده منين؟!”
رد الجار الحقود بمنتهى الثقة: “يا مولاي، أنا جربت أعمل حتة صغيرة بنفسي عشان أتأكد، وفشلت! وعرفت إن دهبه مش خالص، ده مخلوط بنحاس كتير.”
هنا الملك ضحك، ومسك الكوبري الدهب، وبص للجار وقال له: “إنت دلوقتي أثبت لي إن كلام الجواهرجي كان صح.”
الجار الحقود سأله وهو مستغرب: “وهو قال لك إيه يا مولاي؟”
الملك رد عليه: “تعرف لما طلبت من الجواهرجي يعمل لي الكوبري، حذرني من الشخص الحاسد اللي بيحاول يقلد الشغل النضيف بجهل.. وقال لي: لو لقيت حد بيحاول يقلد شغلك بماله أو بمجهوده ويفشل، اعرف فوراً إنه بيبص لنجاحك بعين الحقد والشك.”
في اللحظة دي، الجار الحقود فهم إن نيته الخبيثة هي اللي فضحته، وحسده بقى واضح للكل؛ لأنه اعترف بعضمة لسانه إنه حاول يقلد الدهب الخالص وفشل!
والملك اتأكد إن الحاسد مش بيشوف في نجاح غيره إلا عيب بيحاول يلزقه فيهم عشان يداري على فشله هو. فكافئ الملك الجواهرجي على ذكاءه وأمانته، وجاره عرف إن النية السودة هي أول حاجة بتخون صاحبها وتفضحه مهما حاول يداريها إلا إنها بتصر على فضحه دايما!
اقرأ مزيــــــــــــــدا من قصص للاطفال من خلال:
قصص للاطفال مليئة بالعبر والدروس القيمة لا تفوتها على صغارك!
وأيضا/ قصص للاطفال بعنوان أعدك سأتعلم من خطئي المرة القادمة!











