قصص أطفال

قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثاني

قصص عالمية للأطفال مدبلجة

ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بأسمى معاني التضحية والوفاء من أجل البر بالوالدين حتى وإن كان الوالد أعمى والأم راحلة عن الحياة.

صورة الابنة البارة "تشانج".
صورة الابنة البارة “تشانج”.

ابنة الأعمى الجزء الثاني

لقد رحلت عنه نور عينيه الذي كان يبصر به الدرب، لقد كانت تحمل عنه كل معاناته، كانت له نعم السند، كانت تعمل على كل ما يسعده ويريحه منذ أن أصبح أعمى!

وعلى صرخات الطفلة قدم الجيران لمعرفة واكتشاف الأمر، فوجدوا أن والدتها قد فقدت حياتها وأن الزوج من أُر الصدمة لا يعي ولا يقدر على فعل شيء.

ساعده الجيران وكل أهل القرية على دفن زوجته الراحلة والتي كانت طيبة القلب ورحيمة مع الجميع، شهد لها الجميع بذلك وبمدى حبها لزوجها الأعمى الذي لم تتركه ولم تتخلى عنه بالرغم من كل الظروف العصيبة التي عاشتها برفقته مؤخرا.

لقد بكاها أحر البكاء، وبنفس اليوم من شدة جوع طفلته توقفت عن البكاء لعدم استطاعتها عليه؛ حملها والدها بين ذراعيه وخرج عندما سمع أصوات نساء القرية بجانب النهر وسألنهن: “ألا يمكنكن إطعام هذه الطفلة الجائعة؟!”

اقتربت منه إحدى النساء والتي كان لديها طفل صغير ترضعه، وحملت منه الطفلة وقالت: “لا تقلق يا سيدي”، وبعدما أرضعتها حتى شبعت ونامت أعطتها إياه قائلة: “آتني بها كلما جاعت، حتى وإن كان ابني سيجوع ولكن لا بأس بذلك سأطعمها ولن أتركها تتضور من الجوع”.

وداوم على هذه الطريقة حتى كبرت الطفلة، كان نساء القرية يطعمون ابنته الرضيعة ويعطونه طعاما حيث أنه أعمى ولا يقوى على العمل ولا فعل شيء سوى الاعتناء بطفلته؛ كبرت الطفلة وأصبحت تقود والدها بالطرقات، وكان كل أهل القرية يعطفون عليهما حتى جاء اليوم والذي كانت مازالت فيه “تشانج” طفلة صغيرة بأولى سنوات عمرها، بعدما وضعت الطعام على الطاولة الصغيرة أمام والدها….

الوالد: “هيا يا ابنتي الجميلة لتأكلي”.

تشانج: “نعم يا والدي العزيز سآكل”.

الوالد: “خذي قدر ما تريدين من الطعام”.

تشانج: “والدي لدي ما أريد إخبارك به، من الآن فصاعدا سأجلب لنا الطعام”.

الواد بذهول وخوف شديدين: “ماذا تقولين؟!”

تشانج: “والدي الحبيب لا تقلق علي حتى الغراب يجيد كيفية إحضار الطعام لوالديه، سأتدبر أمري فلا تقلق ولا تخاف يا أبي”.

الوالد: “تشانج إنني أعلم كم تحبينني ولكني أخاف عليكِ حين تذهبين لاستجداء الطعام من أهل القرية وحدكِ يا ابنتي الحبيبة”.

تشانج: “يا أبي لا تخشى علي، فأنا لم أعد أتحمل تأذيك بالطرقات الوعرة، كما أنني أخشى عليك من الإصابة بالبرد من سوء الجو بالخارج”.

الوالد: “يا ابنتي إن حبكِ يغمرني غمرا”.

وبالفعل شرعت “تشانج” في استجداء الطعام من أهل القرية وتركت والدها بالمنزل بعدما كانت تشعل له النار كل يوم قبل ذهابها، وعندما تعود تقدم الطعام وتطعمه بيديها الصغيرتين، كانت حنونة للغاية وبارة بوالدها الأعمى لأبعد الحدود على الرغم من صغر سنها بعد إلا أنها تحملت أعباء مسئولية ضخمة وشاقة للغاية.

وعندما اشتد عودها قليلا شرعت في العمل بالمنازل لتجني المال لتوفير الطعام من أجل والدها الأعمى، كانت دائمة العمل ودؤوبة عليه أيضا، متقنة لكل عملها.

كان أهل القرية يشفقون على حالها، حتى والدها كان يشعر بالسوء والحزن لأجلها ومن أجل كل الصعاب التي تواجهها بالحياة من فقد لوالدتها وهي مازالت طفلة رضيعة ووالد عاجز بسبب فقده لبصره، وتحملها مسئولية إعالته.

ولكنها كانت فتاة صالحة كانت بكل مرة تخبر والدها قائلة: “يا أبي ألم تنص القاعدة على أنه يتوجب على الأبناء مساعدة أبنائهم وبرهم؟!”

وذات يوم حل الظلام بينما كانت “تشانج” مازالت غزل خيوط الحرير للسيدة التي تعمل عندها…

السيدة: “لقد حكتِ كثيرا اليوم يا عزيزتي، يكفي لهذا اليوم ما فعلته، هيا حتى لا تتأخري أكثر من ذلك”.

تشانج: “حسنا سيدتي”.

السيدة بحزن وألم يظهر بعينيها: “لو كانت والدتكِ لا تزال على قيد الحياة لما كنتش مضطرة للعمل يا عزيزتي، أنتِ ابنة جديرة بالثناء من أجل جهدكِ وعملكِ الدؤوب لمساعدة والدكِ، هيا لتتناولي معنا طعام العشاء قبل أن تغادرين”.

تشانج: “لا يمكنني يا سيدتي فوالدي ينتظرني بالتأكيد”.

السيدة: “إذا هلا انتظرتني لقليل من الوقت”.

وأسرعت السيدة في إحضار الطعام لتعطيها إياه قبل أن تغادر، وعادت بسرعة للمنزل للاطمئنان على والدها ووجدته….

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثالث

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الرابع

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الخامس

قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء السادس والأخير

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى