قصص أميرات خيالية بعنوان جمال الأميرة البدينة
إن البنات هن من يفضلن قصص أميرات خيالية في الغالب، يملن دوما لقصص الخيال ولاسيما الأميرات ويجدن متعة بالغة في قراءة مثل هذه القصص والاستماع لمثلها.
فكل بنت تجد نفسها أميرة ولا تتنازل عن ذلك على الإطلاق، وهذا دافع قوي لامتلاكها ثقة بنفسها تفوق الخيال، ونحن يلزمنا أن نطوع الأخلاق الحميدة التي نبغى تعليمها لصغارنا من خلال قصص يحبونها وتكون مليئة بالعبر السامية والأخلاق الحميدة في ذات الوقت.
قصـــــــــــــــــة الأميرة البدينـــــة:
من أجمل قصص أميرات خيالية يمكننا تقديمها لأحبائنا وقرة أعيننا الصغار…
في مملكة ما كانت الأميرة تشتاق للطعام، ويعد بالنسبة إليها أكثر شيء تحبه بالحياة بأكملها، ولكونها أميرة لا يمكن لأحد أن يحول بينها وبين أي نوع تتوق نفسها لتذوقه من الطعام.
فباتت على هذه الحالة حتى اختلف جسدها كليا، فبعد أن كانت ممشوقة القوام جميلة للغاية كشقيقتها الوأم باتت بدينة البدن؛ وعلى الرغم من نصائح والدتها المكلة إلا إنها لم تستطع أن تمنع نفسها عن الطعام بشتى أنواعه وألوانه.
كانت تتمتع بالذكاء الفذ، فكانت متفوقة في الدراسة للغاية، وكانت تعشق مساعدة الآخرين بخلاف شقيقتها والتي كان تفكيرها سطحي، كل ما يشغل بالها الملابس والحلي والتميز بالإطلالات الفريدة النادرة، كما كانت عاشقة لحضور الحفلات بشتى بقاع الأرض، وهذا الأمر كان لا يروق لشقيقتها وتوأمها الأميرة البدينة.
وفي يوم من الأيام خرجت الأميرة البدينة من القصر الملكي لتقابل الرعية، وهناك وقع في نفسها أن كل من يقابلها يضحك على شكلها، فاكتأبت وجعلت من القص الملكي سجنا لها، لم تخرج منه نهائيا؛ وعلى الرغم من كل محاولات أهلها إلا إنه لم يفلح أحد منها، فكانت الأميرة تظنهم جميعا لا يهتمون لأمرها.
وفي إحدى الأيام جاءتها شقيقتها تتوسل إليها لتذهب معها لحفل لبلدة مجاورة ولكنها بعيدة بعض الشيء، فقابلت الأميرة طلب شقيقتها بالرفض القاطع، ولكن شقيقتها لم تيأس منها فطلبت مساعدة والدتها الملكة والتي بدورها جعلت ابنتها تقلق حيال شقيقتها، فقررت الأميرة البدينة أن تذهب مع شقيقتها ولاسيما كون شقيقتها لا تحسن التصرف ولا تقوى على حماية نفسها من أي شيء كان.
استعدت الشقيقتان، الأميرة البدينة لم تعد تمتلك إلا ثوبا واحدا يناسبها، وباتت جميع ملابسها ضيقة عليها بسبب كثرة الأكل، بخلاف شقيقتها ممشوقة القوام والتي عبأت حقيبة مليئة للغاية بأجمل الثياب الأنيقة.
وصلت الأميرتان لبلدة صغيرة يعاني ساكنوها من الفقر والجفاف، فاستخدمت الأميرة البدينة ذكائها وتمكنت من تحديد مكان لحفر آبار جوفية، وبالفعل نجحت في ذلك، وباتت البلدة بها مياه، وتمكنت شقيقتها من استخدام شعرها السحري لزراعة الورود لأهل القرية، فبات السكان مسرورين وسعيدين بما فعله الأميرتان الضيفتان، فقدموا لهما أشهى الوجبات.
وكالمعتاد صارت الأميرة البدينة تأكل لدرجة أنها عندما وصلت للقصر الملكي المقصود وحانت ساعة الحفل لم تستطع ارتداء الثوب الذي جلبته للحفل، فأخبرت شقيقتها بأنها لن تتمكن من الحضور، والتي كانت بدورها كالبدر في ليلة تمامه، حزنت شقيقتها كثيرا وكعادة الأميرة البدينة جبرت بخاطر شقيقتها وذهبت معها للحفل بعدما عانيا طويلا في ارتدائها للثوب.
وفي الحفل كانت المفاجأة الكبرى حينما أعلن وزير الملك عن مسابقة للأميرات اليافعات الجميلات، وعلى من تنجح في كل مراحها ستقابل الملك الصغير وترقص معها طوال الحفل، كانت شقيقة الأميرة البدينة تعلم مدى ذكاء شقيقتها، فطلبت منها أن تأخذ الأمر على محمل الجد، فاستجابت لنصيحة شقيقتها واستطاعت وببراعة أن تجتاز جميع المراحل.
وعندما وقع نظرها على الملك الصغير سحرت من شدة جماله وأناقته، ولكنها سرعان ما تذكرت طبيعة جسدها البدين، اقترب منها الملك الصغير وطلب منها الرقص، فوافقته ولكن أثناء الرقص انقطع ثوبها وشعرت بالخجل أمام الحضور والجمع؛ وما هي إلا لحظات حتى لاحظت بأن شقيقتها تختطف على يد مجرمين، فلم تبالي بمظهرها وهرعت لتنقذ شقيقتها.
كانت تتمتع أيضا بالقوة، فامتطت حصانا وسارت به بأقصى سرعته وفي النهاية تمكنت من المجرمين، ضربت بسيفها أحدهما ولكن الآخر كان أقوى منها، وكاد أن يوقعها من على المنحدر لولا تدخل الملك الصغير.
كانت قد انصابت بالسيف في بعض جسدها، نظرت إليه وسألته عن سبب تعريض حياته للخطر، فأخبرها بأنه لطالما والده الملك أقام الحفلات ودعا الكثير من الأميرات الجميلات الفاتنات، ولكنه لا يحب الجمال السطحي بقدر محبته للجمال الجوهري، وبأنها منذ أن وقعت عينيه عليها وقد أحبها من النظرة الأولى لمدى ذكائها وفطنتها وحبها لكل من حولها، وإقدامها على التضحية بنفسها من أجل إنقاذ شقيقتها.
أعجبت كثيرا بحديثه، ولكنها فقدت وعيها، وعندما استعادته وجدت نفسها بقصر والديها الملكي وبجوارها الملك الصغير وشقيقتها والجميع يقوم على الاهتمام بها ورعايتها؛ أيقنت حينها بأنها أساءت فهم من حولها، وقررت في الحال أن تلتزم بتناول الطعام الصحي وحسب.
وبالفعل باتت لا تأكل إلا طعاما صحيا للغاية، وباتت تقوم برياضة شاقة في كل يوم، وبعدما سافر الملك الصغير ليعد بمملكته مراسم الزفاف من أميرة قلبه البدينة، كانت هي أيضا تعد نفسها ليوم زفافها، فكانت يوما تلو اليوم تنقص في الوزن وبدأ جمالها يظهر ويلوح في الأفق لدرجة أن أقرب من لها كان مبهورا بمدى جمالها.
لقد كان حب حياتها الحقيقي حافزا لها في استعادة جمالها، وفي تخليها عن عادات سيئة كادت لتبعدها عمن أحبت وأقرب الأقربين لها؛ وبيوم الزفاف تفاجأ الملك الصغير بمدى جمالها وأعجب كل من بالقصر، وكان الجميع في سعادة غامرة لهما.
وللمزيد من قصص الخيال التي تحملنا لعالم آخر مليء بالمتعة من خلال: