قصص أطفال

قصة الحارس والأولاد قصة قصيرة مسلية واحداثها مثيرة للأطفال

موعدكم الآن مع حكاية جديدة من حكايات قبل النوم للأطفال، القصة بعنوان الحارس والأولاد نقدمها لكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية بقلم : علي ماهر عيد ، استمتعوا معنا الآن بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .

قصة الحارس والأولاد

جاء رمضان ببهجة جديدة لأطفال القرية فقد اقام احدهم فرناً للكنافة، فذهب الأطفال يحيون صاحبه المعلم أحمد الذي استقبلهم بصياح وتهليل وترحيب قائلاً : الله اكبر .. هلت ليالي رمضان .. ليالي الخير والبركات، لعب الاطفال في الميدان وهم يضعون فوانيسهم الزجاجية الملونة المضاءة بالشموع بالقرب منهم .

كان الوقت صيفاً ، وبداية اجازة المدارس والأطفال فرحون بالأجازة وبهلال شهر رمضان، لكن جاء فرج خفير القرية بشارب المعقوف وطربوشة الاحمر الطويل المميز وصاح صيحة مرعبة يعلن عن وجوده الهام : ” هيه .. مين هناك ؟ ” ولم يكن هناك سوي الاطفال الذين استمروا في لعبهم ولم يأبهوا بالحارس، غضب فرج وصاح أبعد يا ولد انت وهو، اذهبوا الي بيوتكم، قال خلف اكبر الاطفال محتجاً : نحن ننتظر المسحراتي يا عم فرج، قال الحارس من جديد : عودوا الي بيوتكم وإلا حجزتهم في الدوار .

ترك الاطفال الميدان وذهبوا الي فرن الكنافة الوحيد واستقبلهم المعلم احمد بمزيد من الترحاب والمزاح، لعب الاطفال امام الفرن والمعلم احمد سعيد بوجودهم، لكن لم يتركم الحارس الهمام فرج، فصاح فيهم غاضباً وطالبهم بالعودة الي بيوتهم فوراً، قال له المعلم احمد : دعهم يا عم فرج، انهم زينة الحياة الدنيا، صاح فرج غاضباً : اصمت انت يا بائع الكنافة، والا اتخذت معك اجراء الامن والنظام لأن فرنك يجمع المشاغبين، صمت المعلم احمد خوفاً علي فرن الكنافة، مشروعه الجديد الذي يرجو منه خيراً كثيراً .

أذعن الاطفال وانصرفوا من الميدان كارهين، وفي وقت السحور بدأ صوت الطبلة الصغيرة يرن في الفضاء، ويبرد الصمت وارتفع صوت عم محمود مسحراتي القرية العجوز : يا عباد الله .. وحدوا الله .. سحورك يا صايم وصل علي النبي ” وصل المسحراتي الي الميدان فلم يجد الاطفال ينتظرونه كعادتهم كل رمضان، وسمع صياح الحارس الممطوط القوي : ” هيه .. مين هناك ” نهق حمار المسحراتي ، وصاح المسحراتي : انا عمك محمود المسحراتي يا فرج، كل سنة وانت طيب، فقال فرج : وانت طيب يا مسحراتي، سأله عم محمود : اين الاطفال ؟ فأجابه : طردتهم، رد العم محمود في دهشة : لماذا، القرآن آمنة والايام مباركة، إنهم رفقة طيبة وبهيجة يؤانسون وحدتي ويمسكون الفانوس الكبير ويوقظون الصائمين معي، فقال له فرج في سخرية : وانت ما عملك ؟ قال عم محمود : يا فرج .. الاطفال هم الملائكة الذين يسجنون العفارين، دب الرعب في قلب فرج عندما سمع كلمة العفاريت، وقال : لا حول ولا قوة الا بالله، اللهم احفظنا وتسجع فرج الحارس وقال للمسحراتي : ولكن العفاريت كلها مسلسلة ومحبوسة اكراماً لشهر رمضان .

في الحارة كان الاطفال يجلسون امام بيوتهم يحكون حكايات من الف ليلة وليلة وعندما سمعوا صوت المسحراتي يرتفع في الفضاء، قص الاطفال علي المسحراتي ما حدث من الحارس وقص المسحراتي ما حدث ايضاً من الحارس، ودعاهم الي انتظاره في الميدان لأن الحارس لن يتعرض لهم من جديد، لكن فرج خالف توقعات عم محمود المستحراتي وطرد الاطفال وجري خلفهم مهدداً عندما أبدوا بعض العناد، قال المسحراتي للحارس : مرة اخري طردت الاطفال وتركت العفاريت تمرح في القرية، فأنا قد رأيت عفريتاً يخرج من زرع الحاج سليمان كان يشبه خيال المآتة الذي يحرس الزرع من العصافير .

في اليوم الثالث قرر الاطفال شيئاً، وفي المساء سار فرج الحارس علي الجسر وصاح بصوته القوي كعادته ” هيه .. مين هناك ؟ ” سمع الحارس صياح بومة فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم رأي فأراً يختبئ في زرع الحاج سليمان، كما سمع حركة بين المزروعات واصوات غامضة ورأي خيال المآتة منتصباً وسط الزرع فتذكر حديث عم محمود المسحراتي العجوز .

دب الرعب في قلب الحارس وذكر اسم الله كثيراً ليعيد لقلبه الاطمئنان، ولكن ما هذا ؟! إن خيال المآتة يتحرك نحوه وعيناه تشعان ببريق مخيف، انه العفريت الذي ذكره المسحراتي، التقطت اذناه اصواتاً غريبة غير مفهومة اصوت مغمغمة ” أووه .. امسكووه وفي جهنم احدفووه ” هرول الحارس خائفاً وفجأة سمع صوت حمار المسحراتي، فأطلق الحارس ساقيه للريح ووجد نفسه يقف امام المسحراتي الذي سأله : ما بك يا فرج ؟ فقال فرج متلعثماً : لا شئ لا شئ ، قال له العم محمود في سخرية : هل رأيت العفريت ؟ قال فرج : لا توجد عفاريت هذه خرافات، ابتسم المسحراتي وقال له : دع الاطفال يلعبون وستختفي العفاريت .

ومن يومها لم يتعرض الحارس للاطفال وتركهم يلعبون في ارض القرية الواسعة، وبمرور الوقت اصبح يستمع الي حكاياتهم المسلية ويحكي لهم هو ايضاً حكاياته ومغامراته، حتي اصبح صديقهم، وذات يوم قل له احد الاطفال : يا عم فرج انا طالب السماح منك، لقد اختفك ذات يوم، وتظاهرات اني عفريت، فصاح الاطفال ضاحكين : ونحن جميعاً اشتركنا في ذلك، صاح الحارس فرج وهو يمسك شاربه : انا لا اخاف ابداً، هذه الخرافات لا وجود لها، ضحك جميع الاطفال قائلين : كل سنة وانت طيب يا عم فرج، غداً العيد، فقال فرج : كل سنة وانتم طيبون، هيا عودوا الي منازلكم فلن أسمح بوجود احد يخل بالأمن والنظام، انصرف الاطفال وهم يضحكون ويغنون : يا ليله العيد انستينا وجددت الأمل فينا ، وسار الحارس علي الجسر بخطوات واثقة وهو يصيح بصوت قوي : ” هيه .. مين هناك ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى