قصص نجاح

سلسلة الدولة العثمانية الجزء العاشر حصار القسطنطينية وتحديات اول اسبوعين في الحصار

سلسلة الدولة العثمانية الجزء العاشر

لقد توقفنا في المقال السابق عند قدرة محمد الفاتح في منع أي إغاثات أن تصل إلى القسطنطينية وماقام به من معاهدات مع الدول البيزنطية وغيرها حتى يمنع أي إمدادات و يستطيع محاصرتها ومع ذلك وصل إلى القسطنطينية جنود من البندقية والچونوة وكريت بالإضافة إلى إغاثات طعام من أخوة قسطنطين في اليونان فأصبح حصار القسطنطينية يعتمد على كل الإعتماد على قوة وصبر جيش محمد الفاتح في الحصار للمدينة إضافة على ذلك قوة أسوار القسطنطينية فإن المعروف عنها أنها محاطة ب ٣ أسوار من الأربع جهات وأهمهم الأسوار التي توجد عند المدخل البري فهم يهتمون بها دائماً فكلما ضعف  أو كسر جزء من الأسوار يقوموا بترميمه سريعاً  ومع ذلك لم يكن هناك عمل كامل فعند المدخل البري توجد بوابة إسمها سانت رومانس تلك البوابة تبنى على منخفض أرضي وعلى جانبيها تلان فإذا استطاع أحد الغازين الوقوف على التلال فهو يستطيع أن يضرب بسهولة على تلك البوابة ومن يقف عند البوابة سيكون صعب عليه الرد بالضرب وأيضاً ماجعل الدخول من البوابة أمراً ممكن هو وجود نهر لايكوس ولكنه نهر مردوم لا يُرى لا يُعرف عنه إلا مصبه داخل القسطنطينية فكلما حفروا لكي يخغوا تلك البوابة كانوا حذرين  في الحفر حتى لايظهر تلك النهر فيُعرف مصدره ويقوم المسلمون بغلق المصدر أما عن بقية الجهات فكانت جهات بحرية على مضيق البسفور وبحر مرمرة فلم يكن تواجد الجيش فيها يمثل أهمية ولكنه وضع الأسطول العثماني في المياة ليأمن أي غدر من الجانب الأوروبي فهذا إلى حد ما وضغ أسوار القسطنطينية والأن ننتفل لكي نعرف كيف حاصر محمد الفاتح تلك المدينة وماالذي حدث بعد ذلك.

قام محمد الفاتح بوضع خيمته أمام بوابة سانت لورانس ومعه الجيش الإنكشاري ذلك الجيش هو صفوة الجنود العثمانيين وقام بنشر بقية الجيش على طول المدخل البري ومن وراءهم يتواجد قوات تسمى بالباشي بازوغ وهم جنود مرتزقة مسلمين وغير مسلمين ولكنهم قاموا بدور قوات الإحتياطي إذا تعثر محمد الفاتح في جنود  فسوف يستغلهم.

أما قسطنطين وجوستاف الچينواني فأيضاً يتواجدون عند مدخل البوابة من الداخل ويأخذون استعدادهم إضافة إلى وجود اورخان ذلك العثماني الذي خان جيشه وبلده ودينه و خيانته كانت سبب في فتح القسطنطينية فهو أيضاً يقف مدافعاً عن المدينة من الداخل بأعتباره أحد ابنائها.

بدأ الحصار في اليوم ٦ إبريل , بدأ برسالة محمد الفاتح إلى قسطنطين طالباً منه أن يسلم المدينة بالكامل وفي هذا الوقت يسمح له بالخروج بأمان ويقوم بنفسه بإيصاله لإخوته في اليونان وأن يحفظ لكل مواطن في المدينة وظيفته كما هو ويترك ما بها من عباذات وكنائس فهو كل مايريده أن تقع المدينة تحت حكم العثمانيين وإلا فإذا فتحها هو فسوف يكون كل مابها ملكه ويحق له التصرف فيه فرفض قسطنطين عرض محمد الفاتح وبدأ بعدها القصف على الأسوار يوم 10 إبريل بالمدفع المجري والمدافع الأخرى ولكن مشكلة المدفع المجري إنه كان يضرب الضربة ويحتاج بعدها للراحة 3 ساعات فكان عدد ضرباته في اليوم 7 ضربات فقط ومع ذلك فكل الضربات التي يضربها تُحدث كسور في أجزاء من السور ولكن بسبب فترات الراحة كان يستطيع البيزنطيون أن يُرمموا تلك الكسور قبل الضربة الأخرى فيصبح المسلمين على أجزاء جديدة يجب هدمها وكأنهم لم يهدموها من قبل ومما زاد الأمر تعقيداً أنه في يوم 14 ابريل وأثناء ضربة المدفع المجري إنفجر المدفع وكان بجانبه مخترعه اوربان فمات معه واستغرق اإصلاح المدفع وقتاً طويلاً من الزمن لكي يصلحوه وحاول بعدها المسلمون إقتحام البوابة وكانت النتيجة هي استشهاد 200 جندي.

مدفع أوربان المجري .
مدفع أوربان المجري .

بالإضافة الى مجئ الجيش المجري إلى القسطنطنية للمساعدة فقد نقضوا عهدهم مع محمد الفاتح ولكن الجيش العثماني لم يكترث لهذا واستمر في الضرب وأثناء القذف علم محمد الفاتح مجئ أسطول من جونة إلى القسطنطينية عن طريق مضيق البسفور عبارة عن 4 سفن محملة بالمدافع والجنود المدربة فأمر على الفور بتجهيز أسطول عثماني مكون من 100 سفينة وعلى رأسهم سليمان بلطة أوغلو وأمره أن لا يعود إن لم يعد بهذا الأ سطول ولكن كانت المفاجأة الكبرى أن ال 4 سفن انتصروا على ال 100 سفينة واستُشهد 12 ألف جندي وخسر سليمان بلطة عينه في هذة المعركة فلما علم السلطان محمد الفاتح بهذا ذهب إليهم ونزل إلى البحر مُحاولاً تشجيع الجنود على الإستمرار في الحرب حتى وصلت الماء إلى نصفه ولكن سليمان كان يرى الوضع جيداً فأصر على الرجوع وخالف أوامر السلطان ورجع وبعد عودتهم وفي اليوم التالي أمر السلطان بنصب محكمة عسكرية له وحكم عليه بالإعدام وكان الحكم صادم بالنسبة لباقي الجيش فتدخل الوزراء وتوسطوا له عند السلطان حتى يخفف عنه الحكم وبالفعل نجحوا في ذلك وخفف السلطان الحكم ولكنه عزله من مهمته في الجيش.

فلك أن تتخيل أن يمر الجيش بكل هذة الضغوطات في أول أسبوعين من الحصار فما القوة التي ستجعلهم يستمرون إلى أن يستطيعوا الفتح فهذا ما سنعرفه في المقال القادم .

وللحديث بقية ……..

ابتسام احمد .

سلسلة الخلافة العثمانية الجزء الأول حال الأناضول قبل نشأة الدولة العثمانية

سلسلة الخلافة العثمانية الجزء الثاني بداية الحكم في الأناضول

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الثالث التمدد في منطقة الاناضول

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الرابع دولة مراد الأول

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الخامس دولة بايزيد الصاعقة بين القوة والإنهيار

سلسلة الدولة العثمانية الجزء السادس دولة محمد الأول وولي عهده مراد الثاني

سلسلة الدولة العثمانية الجزء السابع نهاية عهد مراد الثاني واحداث موقعة فارنا

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الثامن نشأة وإعداد محمد الثاني شكل الدولة التي استلمها

سلسلة الدولة العثمانية الجزء التاسع كيف استعد محمد الثاني لحصار القسطنطينية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى