قصص دينيةقصص نجاح

سلسلة الدولة العثمانية الجزء السادس دولة محمد الأول وولي عهده مراد الثاني

سلسلة الدولة العثمانية الجزء السادس

لقد توقفنا في المقال السابق عند فترة الحرب الأهلية و مافعلته في الدولة العثمانية من تفكك وضعف و الاقتراب من النهاية ولكن واحد فقط هو من استطاع السيطرة على الوضع مرة أخرى  وأعاد الأناضول كلها تحت حكم واحد عام ١٤٢٤ م وهو محمد الأول بن بايزيد فهو يعد المؤسس الثاني للدولة العثمانية ولكن كيف وصل للحكم بعد وفاة أبيه في الأسر فهذا سنعرفه في تلك المقالة.

صورة لمعاهدة اليونان .
صورة لمعاهدة اليونان .

وصول محمد الأول للحكم :-

كان بايزيد لديه أحد عشر ولداً ولكن خمسة منهم فقط هم من كانوا في سن يسمح لهم بتولي العرش من والدهم بعد وفاته وهم مصطفى عيسى سليمان موسى ارطغرل ومحمد ولكن ارطغرل توفى في حياة والده واصبح الصراع بين الأولاد ال ٤ فبعد معركة أنقرة أُخذ مصطفى  اسيراً في سمر قند وهرب سليمان إلى الرومللي أي بيزنطة الغربية واستقل بها بعيدا عن الدولة العثمانية وظل موسى وعيسى ومحمد بالأناضول وفي سنة ١٤٠٣م حدث صراع بين محمد وعيسى على الحكم وانتصر فيه محمد وقتل عيسى وبعدها طلب من موسى أن يذهب بالجيش إلى الرومللي لكي يضمه إلى الأناضول وبالفعل ذهب مع جيشه وحارب سليمان وانتصر عليه وقتله ولكنه استقل بالرومللي فأرسل له محمد جيشاً حاربه به وقتله وضم الرومللي مرة أخرى إلى الأناضول وبهذا أصبح محمد منفرداً بحكم الأناضول و استطاع أن يضم الدولة العثمانية كلها تحت حكم حاكم واحد فقط وأنهى الحرب الأهلية وفتنتها عام ١٤١٣ م وظل مصطفى مأسوراً في سمرقند وبعدها تغيرت رؤية محمد تماما وتغيرت أخلاقه واصبح صدق نيته في نشر الإسلم واضحا فوضع خطة لإنقاذ الدولة مرة أخرى وكان هدفه ثلاث جهات

أولاً:- أن يرتب الوضع في البيت الداخلي.

ثانيا:-  أن يوحد الأناضول ويقوم باسترجاع الإمارات التي انشقت عنه مرة أخرى.

وثالثاً:-  يقوم بحركة تسكين في أوروبا لأنه ليس لديه طاقة للحرب في أوروبا في هذا الوقت فعقد مع امراء أوروبا معاهدة ١٠ سنوات من الهدوء وعدم الحرب ولكن البوسنة خرجت عليه ونفضت العهد فحاربها وانتصر عليها وقام بارجاع البوسنة مرة أخرى إلى الدولة العثمانية ولكن باقي أوروبا ظلت على العهد في ال اتفاقية التي مضتها.

واثناء فترة حكمه نشبت فتنتان كبيرتان جدا أولهم كان فتنة بدر الدين ذلك الشيخ الذي خرج نتيجة ضعف العلوم الشرعية فخرج يدعو الناس من الأناضول آلى الرومللي لأفكاره فكان لايؤمن بالجنة والنار واتبعه أُناس كثر ولكنه نجح في القبض عليه وإعدامه عام ١٤٢٨ م.
أما الفتنة الأكبر فأتت له من أخوه مصطفى الموجود بسجون المغول فقد أرسله أبناء تيمور لنك لكي ينضم إلى امراء الدولة البيزنطية ضد الدولة العثمانية وبالفعل قد كان ودخل معهم في حرب أنتصر فيها محمد الأول وعقد بعدها اتفاقية مع إمبراطور بيزنطة بأن يحتفظ  بمصطفى أخوه لايرسله إليه ولا يقتله وإلا سوف يحاصر الدولة البيزنطية
وبهذه الطريقة استطاع محمد الأول أن يصل بالدولة مرة أخرى إلى ٨٧٠ الف كيلو متر مربع وتوفى عام ١٤٢١م وتولى بعده ابنه مراد الثاني وهو في سن السابعة عشر من عام ١٤٢١ م إلى عام ١٤٥١م.

دولة مراد الثاني:-

استلم مراد الثاني الدولة واعدائه ينحصرون في أربعة جهات . أولا الإمبراطور البيزنطي في الدولة العثمانية وثانيا امراء الاتراك الذين يرغبون في ال استقلال بالحكم وخاصة امارة قرمان وثالثا امراء أوروبا الشرقية في منطقة البلقان وخاصة ملك للمجر   وآخرهم أمير البندقية الذين ارادوا الاستقلال باليونان عن الدولة العثمانية فكان عليه أن يواجه كل هذة التحديات ويعيد بناء أمجاد أجداده مرة أخرى فانقسمت فترة حكمه إلى عدة  مراحل

أولا:- مرحلة تثبيت الأقدام .

والتي استطاع فيها أن يسكن فتنة امراء البيزنطية الذين أرسلوا له عمه مصطفى مرة أخرى  يشن عليه الحرب فاستطاع إخماد هذة الفتنة  بل وازالها تماما وأعاد فتح سالونيك وضمها لحكمه وحاصر  القسطنطينية وعقد مع امراء أوروبا هدنة ١٤ سنة لا يوجد فيها حروب.

أما بالنسبة للمجر فعقد معهم إتفاقية صلح عام ١٤٢١م ولكنهم خالفوها فنشبت بينهم حرب في شمال الدانوب عام ١٤٢٦ م وانتصر فيها مراد الثاني ورجع إلى بلاده.

أما بالنسبة للبندقية فدخل معهم في حرب الخمس سنوات في البحر من عام ١٤٢٥م إلى عام ١٤٣٠م وبهذا استطاع إخماد فتنة أوروبا .

أما الإمارات التركية فقد انقسمت إلى أربعة أجزاء فاستطاع إن يحتوي امارة مينشا اتين تيكا احتواءاً عسكريا عام ١٤٢٥م والجزء الثاني كان امارة چاندار فضمها إليه مرة أخرى عام ١٤٢٣م وترك عليها اسفنديار بك واليا عليها وزوج أولاد اسفنديار من اختيه وتزوج هو نفسه من ابنة اسفنديار زواجاً سياسياً حتى يقوي العلاقة بينهم ويكون هناك نسب قوي أما الجزء الثالث فهو ولاية قرمان تلك الولاية التي طالما أرهقت الدولة العثمانية بعصيانها الدائم فدخل معها في حرب وانتصر فيها وقتل محمد بك القرماني واليها وبعد المعركة زوج إخواته البنات لأبناء محمد الذكور أيضا حتى يأمن غدرهم وولاهم على ولايات بعيدة عن المقر الرئيسي للحكم.
والجزء الأخير كان ولاية كاريبان تلك الولاية التي فصلها تيمور لنك عن حكم الدولة ولما مات واليها يعقوب كان قد كتب وصيته بأن تاؤل الولاية إلى الدولة العثمانية بعد وفاته وبهذا استطاع أن يستعيد الإمارات التركية التي سُلبت من الدولة مرة أخرى

المرحلة الثانية:-  فهي مرحلة التوسع والاستقرار .

ففي عام ١٤٢٨ م نقدت المجر المعاهدة التي عقدها معها ودخلوا في حرب أنتصر فيها مراد الثاني  وطلبت المجر هذة المرة هدنة ٣ سنوات.
عام ١٤٣٢م  قام بحملتين على ترانسلفانيا ولكنه لم يضمها إليه.
عام ١٤٣١م بعد خمس سنوات من الحرب مع اليونان في البحر طلبوا الصلح وهدنة لمدة ١٣ سنة حتى عام ١٤٤٤م.
عام ١٤٣٠م فتح سالونيك.
عام ١٤٣٠م فتح يانيا في الغرب واستعاد أبيروس وكانت تبع ألبانيا وقتها.
عام ١٤٣٣م استعاد البوسنة للتابعية مرة أخرى.
وتعتبر هذة الفترة من أهم فترات حكم مراد الثاني فقد استقرت الأوضاع وتوسع بالحكم وكون شكل الدولة من جديد
ولكن يفاجئه عام ١٤٣٩م بما فيه من مشاكل فذلك العام يسمى بالعام الحرج فواجهته فيها مشاكل مهمة جدا

أولاً:-

فتح مراد الثاني سمندرة جنوب صربيا وحاصر بلجراد و بالطبع أثار هذا رعبا في أوروبا لأن بلجراد تعتبر وسط أوروبا أي ان دخولها يعتبر دخولا للنمسا المجر فرنسا و المانيا ولذلك شنوا عليه دعوة لحملة صليبية.

ثانيا:-    سيطر ملك بولونيا على المجر وبوهيميا.
ثالثا:-    تولى هونيدي القيادة العسكرية في للمجر وهو من أكثر العقليات العسكرية حنكة.
رابعا :-    عصيان قرمان .

وما زاده هما هو وفاة ابنه وولي عهده عن عمر يناهز ال ١٨ فاصبح ابنه الأصغر محمد الفاتح هو ولي عهده وهو في سن ١١
فأدت كل هذة المشاكل الى

1- حملة ناجحة لهونيدي عام ١٤٤٢.
2- عام ١٤٤٣ هزيمة نيش للعثمانين في جنوب صربيا.
3- عام ١٤٤٣م هزيمة أخرى في شرق صوفيا .
4- عام ١٤٤٣ عصيان إسكندر بك في المانيا فقد كان نصراني ثم اسلم ثم ارتد.
ولكي يحاول تهدئة الوضع من حوله عقد اتفاقية segedin مع المجر عام ١٤٤٤ ومن أهم بنودها تأسيس ولاية صربية عازلة بين المجر و الدولة العثمانية وتستمر لمدة ١٠ سنوات وفي ظل هذة المشاكل والعصيان وتلك المعاهدة العجيبة قرر مراد الثاني أن يتنازل عن الحكم لإبنه محمد الفاتح وهو في عمر ال ١٢ ولم يُعرف السبب حتى الآن وبهذا أعطى الفرصة لأوروبا وخاصة ملك للمجر بأن ينقض المعاهدة بحجة أن المسلمين كفرة ولا يصح عقد اتفاقيات معهم وشنوا زحف صليبي نحو فارنا عام ١٤٤٤م.

وهنا انتهى دور محمد الثاني ونلتقي في المقال القادم مع دولة محمد الفاتح .

وللحديث بقية ….

سلسلة الخلافة العثمانية الجزء الأول حال الأناضول قبل نشأة الدولة العثمانية

سلسلة الخلافة العثمانية الجزء الثاني بداية الحكم في الأناضول

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الثالث التمدد في منطقة الاناضول

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الرابع دولة مراد الأول

سلسلة الدولة العثمانية الجزء الخامس دولة بايزيد الصاعقة بين القوة والإنهيار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى