قصص نجاح لو ما قرأت غيرها لكانت كافية ووافية
النجاح في الآخرة هو الفوز الأكبر، وهو الغاية التي يسعى لها كل مسلم، ويختلف عن مفهوم النجاح في الدنيا بكونه نجاحاً أبدياً لا يزول.
قال تعالى في سورة آل عمران بكتابه العزيز (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
القصـــــــــــــــــــــة الأولى:
في إحدى الأحياء الشعبية بصعيد مصر، وُلد “محمد إلهامي” صبيّ هادئ النظرات، في زمنٍ كانت فيه الشوارع تهتف للثورة، بينما الأرصفة تعجّ بالمنهزمين.
كان والده يقول له ويوصيه: “احفظ دروسك، فالعلم طريقك”،
لكن “محمد إلهامي” لم يرضَ أن تكون طريقه محصورة بين دفتر الرياضيات وسبورة الفصل وحسب.
كبر، وصار مهندسًا كما أرادوا له، لكنه ما إن لمس جدران الوظيفة حتى شعر بجفافٍ في روحه، لم يكن يشعر بالراحة التي أرادها، فكان عقله يطلب ماءً لا ترويه صنابير المعامل
وفي مساءٍ من أمسيات القاهرة، تحت أضواء باهتة لمحطة مترو، قال لصديقه: “ما جدوى أن نبني عمارات مائلة، بينما حضارتنا تميل بأكملها؟!”
ومنذ تلك اللحظة، هجر “إلهامي” الهندسة وحمل حقيبته فيها كتب التاريخ ومراجع الحضارة وألم النكسة التي باتت جزءا من روحه.
كتب “محمد إلهامي” وحاضر، وعلّم، وحفر في ذاكرة الأمة بيد واحدة وقلبين، قلب يضجّ بحب الإسلام، وقلب يوجعه ما آل إليه المسلمون.
شارك في الثورة، وقد رأى النصر يبتسم أمام عينيه، ومن ثم يختنق بالغاز والرصاص؛ فرحل عن مصر استكمالًا لمعركة أكبر من الميادين.
صار له طلاب لم يروه، ولكنّهم يعرفون صوته كما تُعرف صلاة الفجر، يكتب لهم عن الخلافة، وفلسطين، والتاريخ الإسلامي، والاقتصاد كيف كان وكيف ينبغي أن يكون، يخبرهم دوما أن لا سبيل للرشاد إلا ببداية تحرير القاهرة
لا يكتفي بالفكرة بداخله، بل يصر على إيصالها للناس من حوله؛ رجل بأمة.
القصــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــة:
المهندس “أيمن عبد الرحيم” مهندس ولغوي مصري معروف بمحاضراته ودوراته الفكرية في مجالات متعددة…
تخرج “أيمن عبد الرحيم” في كلية الهندسة قسم الميكانيكا، ثم درس علوم الحاسب والإحصاء، كما أنه حصل على دبلوم في الترجمة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يذكر أيضًا أنه التحق بكلية الحقوق ودرس علم النفس.
تجده يركز في محاضراته على تصحيح وعي المسلم المعاصر، وله اهتمامات في هندسة اللغة، والعلاقة بين اللغة والدين والحضارة، كما يناقش قضايا كمفهوم الخلافة، وأنه يمكننا صنع الخلافة الإسلامية وإسقاطها على واقعنا الحالي ولا يستحيل فعل ذلك.
لقد تزوج “م. أيمن عبد الرحيم” من أرملة شابة، كانت زوجة صديقه والذي فزع إلى الجهاد بسوريا الحبيبة فاستشهد على أراضيها وترك خلفه زوجته وابنة لا تزال في المهد؛ ولديه منها ابنتان، ويكفل ابنتها من زواجها الأول، وله كنية يفضلها هي “أبو ندى”.
يحمل هم الأمة الإسلامية، وتُعرف أفكاره من خلال محاضراته ودوراته التي يركز فيها على:
هو يؤمن بأن فهم الفرد لذاته وللواقع المحيط به هو الأساس الذي يُبنى عليه أي إصلاح.
كما عرف عنه ربطه الدائم بين العلوم المختلفة، مثل اللغة والتاريخ والدين، وتقديمه رؤية شاملة وعميقة.
يهدف “م. أيمن عبد الرحيم” من خلال محاضراته إلى دفع الشباب للعمل وتطبيق الأفكار، لا مجرد استهلاكها.
ومن الأفكار والمفاهيم التي يطرحها كثيرًا في محاضراته:
أولا/ تأسيس وعي المسلم المعاصر: وهو عنوان أحد كتبه، ويعكس منهجه في بناء فهم متكامل لدى المسلم لقضايا عصره.
ثانيا/ هندسة اللغة: إذ يُولي اهتمامًا خاصًا للغة العربية باعتبارها أداة للتفكير والفهم، ويعمل على تحليلها لفهم أعمق للنصوص الدينية والتاريخية.
وبشكل عام، يمكن القول إن ما يميزه هو منهجه الفكري في ربط العلوم وتصحيح المفاهيم لبناء فرد قادر على التفكير والتغيير.
ما يميز المهندس “أيمن عبد الرحيم” وينفرد به دونا عن غيره:
ما يميز المهندس أيمن عبد الرحيم وينفرد به عن غيره هو منهجه الفكري ومساره التعليمي الفريد؛ فبدلاً من التخصص في مجال واحد، يتبنى منهجًا موسوعيًا يربط بين عدة علوم وفنون، وهو ما يتضح من النقاط التالية:
الجمع بين التخصصات المتعددة: على الرغم من أنه مهندس مدني، إلا أنه درس وتعمق في مجالات مختلفة مثل علوم الحاسب، والإحصاء، والقانون، وعلم النفس، والاقتصاد، واللغة؛ وهذا التنوع تحديدا يمنحه رؤية شاملة وغير تقليدية عند تناول القضايا الفكرية والدينية.
التركيز على تأسيس الوعي: يختلف مشروعه عن مجرد تقديم المعلومات، فهو يهدف إلى “تصحيح وعي المسلم المعاصر”، إذ يرى أن معظم المشكلات الفكرية والمعرفية تنبع من خلل في البنية التأسيسية للعقل، لذا يركز على بناء المفاهيم الأساسية قبل الخوض في التفاصيل.
ثالثا/ منهج مداخل العلوم: بدلاً من تقديم معلومات سطحية، يقدم مداخل للعلوم المختلفة؛ إذ يهدف بذلك إلى تزويد الشباب بالأدوات اللازمة للتفكير والبحث الذاتي، بدلاً من الاعتماد على المعرفة الجاهزة.
رابعا/ ربط الجانب النظري بالعملي: يربط بشكل مباشر بين الفكر والتطبيق، ويؤكد على أن الهدف من المعرفة ليس مجرد الاستهلاك، بل هو تحويلها إلى عمل يغير الواقع المرير من حولنا، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي.
لم يدخل أحد على محاضرته إلا وقطعا استفاد استفادة لا يمكن وصفها على الإطلاق، تجده قريبا من القلب ناصحا أمينا وخفيفا على النفس لأسلوبه الفريد من نوعه.
للمزيد من قصص نجاح يمكننا من خلال:
3 قصص نجاح ملهمة لرواد أعمال بدأوا من الصفر