قصص حب بعنوان أحببتك عمرا وخذلتني بثانية!
إن الحب الحقيقي مفهوم عميق ومتعدد الأوجه، ويختلف عن المشاعر العابرة كليا، مشاعر الإعجاب وربما الافتتان؛ فالحب الحقيقي هو اتصال عميق ودائم بين شخصين، مبني على أسس قوية متبادلة من الاحترام والثقة والتفهم المتبادل.
فالحب الصادق يمنح القوة لنتجاوز كل الصعاب، يمنحنا الصبر لنتحمل والإيمان لنستمر.
فماذا إن لم يجد واحد منا الحب الحقيقي؟!، ماذا إن اتضح له أن الحب الذي انتقاه واختاره ليكمل بقية حياته إثره كان غير حقيقي؟!
القصــــــــــــــــة:
يفوقها بعشرين عاما وعلى الرغم من فارق السن إلا إنها وافقت على الزواج به، كان متزوجا من قبل ولديه ابنة وحيدة من زوجته السابقة، ابنته في رعايته ووالدتها مستقرة خارج البلاد.
حاول والدها أن يفهمها أن تتراجع عن قرارها غير أنها كانت تحبه حبا شديدا، فكان يهتم لأمرها في أبسط الأشياء، أغدق عليها حنانه واهتمامه البالغ الذي من الممكن أن تعجز الكلمات عن وصفه، وفي فترة وجيزة للغاية كان قد تزوجا.
في بداية حياتهما الزوجية كانت تجد سعادة لا توصف، لا يمكن لكلمات مهما بلغت جمالا ووصفا أن تليق بمدح زوجها على ما قدمت يداه لأجلها.
ثلاثة شهور وحسب بعد الزواج كانت كفيلة لتبين حقيقة شخصيته وتكشف قناع وجهه الزائف، كان يتلذذ بتعذيبها وإيذائها ولاسيما الوقت الحميمي بينهما، وحينما تحزن يطيب خاطرها ببضعة كلمات والكثير من الهدايا التي يغدقها عليها وعلى أهلها!
تكرر الأمر كثيرا معها، فكانت لا تجد الراحة بجانبه تخشاه في كل محاولة منه للاقتراب منها، كان يعشقها حد الجنون ولا يتخيل حياته دونها طرفة عين، وعلى الرغم من حبه الشديد لها وخوفه من فقدها إلا إنه كان يعجز عن منع نفسه عن إيذائها، امتنعت عنه كليا وعلى الرغم من امتناعها عنه إلا إنه كان لا يرحمها، فيأخذ منها ما يريد عنوة وجبرا، وكلما فعل ذلك بها ازدادت كرها له وخوفا منه، كانت ترتعش فرائصها بمجرد اقترابه منها مجرد الاقتراب وحسب.
أرسل شقيقتها الوحيدة للعمل خارج البلاد، وكانت الكارثة هنا، حيث أنها أصبحت نقطة تهديد لزوجته، فكانت تفعل له كل ما أراده رغما عنها خوفا على شقيقتها، قضت ثلاثة سنوات على هذا الأمر تكتم بنفسها ولا تبدي لأحد بالحياة حجم المعاناة والألم الذي بداخلها.
ولازالت تصبر نفسها حتى بدأ زوجها في الذهاب بها للأطباء للحمل، كان يريد منها أولادا، ولكنها كانت تأبى ذلك كانت لا ترغب في أبناء يكونون مثله؛ وهذا الأمر دفعها للبحث عن شقيقتها وتخليصها من قبضة زوجها صاحب المال والنفوذ والسلطة لتتمكن من التخلص منه بأي الأثمان!
وبعد شهرين كاملين استطاعت أن تمرر الأمر لأهلها واستطاعت أن تتخلص من نقطة ضعفها بإمساكه شقيقتها، وجعلت أهلها بمأمن بعيدا عن زوجها، واستطاعت أن تذهب للمشفى وتحرر بلاغا بكمية آثار التعذيب بجسدها، ورفعت دعوى قضائية عليه للطلاق للضرر؛ ولكن بنفوذه استطاع أن يرد دعواها عليها؛ أغلق غرفة النوم وأذاقها من الويلات ما الله به عليم، لم ينقذها من بين يديه يومها سوى ابنته والتي دفعها في نوبة غضب منه فاستقلت على الأرض متضررة نقلت إثرها إلى المستشفى!
حاولت الفتاة الخلاص منه، أراد أن يجبرها على الإكمال معه بأهلها ولكنه عجز عن الوصول إليهم، فعلم نواياها فأراد أن يستعطفها ويذكرها بمدى حبه وعشقه لها، ولكنها كانت قد اتخذت القرار وأن علاقتها معه علاقة سامة لن يمكنها الاستمرار فيها.
كلما علم قرارها استشاط عليها غضبا، وفي يوم من الأيام قررت الرحيل بعيدا عنه لم تكن تعلم أنه يراقبها عن كثب، وأنها لن تتمكن من فراقه بسهولة ويسر، كان يضع لها أجهزة تجسس في كل أغراضها، فوصل لمكانها بسهولة شديدة؛ أيقنت بأنها باتت أسيرة له ولن يمكنها الفرار منه، ولكنها كانت تصر على الخلاص منه، واستطاعت بمساعدة ابنه الهرب منه، وبالفعل استطاع إحضارها وعذبها، ولكن هذه المرة كادت تفقد حياتها تحت يديه، نقلها إلى المشفى ودائمها باتت على سائر أواعيه وجسده، كان يبكي ندما وحسرة على ما فعل بها.
استغلت الموقف الاستغلال الأمثل، لم تتحدث إليه وحررت بلاغا ضده بأنه الفاعل وابنته شهدت ضده شهادة صادقة على ما فعل بزوجة أبيها التي تعاني بسبب تعنيفه لها على الدوام، وأخيرا استطاعت الخلاص منه، غادرت البلاد بأكملها من شدة خوفها منه، عجزت عن الخوض في تجربة ثانية، أعانها والديها وشقيقتها الوحيدة على تجاوز الأمر وتمريره وصبت كامل تركيزها في عملها، حاولت التأقلم على الحياة بعد تجربة مريرة في رحلة البحث عن الحب الحقيقي!
اقرأ مزيدا من قصص حب من خلال:
قصص حب بعنوان وعلى الرغم من كل شيء تبقى لي أجمل قدر!