قصص أطفال بعنوان الصغيرة وتجاوز الخوف
إن قصص أطفال هي شكل تقليدي من أشكال رواية القصص، إذ أنها تحكى للطفل كل ما نحاول تعليمه إياه بصورة سلسلة وممتعة في آن واحد.
وقصص أطفال اعتبرت على مدى طويل من الزمن وسيلة تأسيس واضحة في العديد من الأسر، سرد قصص أطفال ولاسيما قبل النوم تعود بفوائد عديدة للأهل وللأطفال أيضا؛ فالروتين الثابت من رواية القصص قبل النوم يمكنه أن يحسن من تقدم عقل الطفل أثناء نموه، كما أنه يعمل على تعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء.
القصـــــــــــــــــــــــــــة:
يُحكى أنه كانت هناك سلحفاة صغيرة، كانت غاية في اللطف، اعتادت أن تستيقظ مبكرًا لتُساعد والدتها في أعمال المنزل فكانت تجمع الفاكهة المتساقطة من حول منزلهم بكل حب وتفاني، وكانت تفعل هذه السلحفاة الصغيرة أي شيء يطلب منها إلا شيئًا واحدًا وهو الخروج من باب المنزل!
كانت كلما دعتها صديقاتها للعب في الغابة بجوار المنزل ليس بعيدا كثيرا عنه، كانت ترفض السلحفاة الصغيرة بخوف، وتختبئ داخل درقتها، كانت السلحفاة الصغيرة تقول على الدوام وتكرر: “الغابة مكان مخيف، أفضل البقاء في منزلي ولا الذهاب إليها”.
وعلى الرغم من جهود والدتها في طمأنة قلبها الصغير، فكانت والدتها تحاول دائما أن تطمئنها وتعمل على تشجيعها للتغلب على مخاوفها، ولكن دون فائدة تذكر على الإطلاق.
وفي أحد الأيام، زارتها صديقتها المقربة لتخبرها عن مهرجان الشتاء، الذي يذهب إليه جميع الحيوانات، دعتها صديقتها للذهاب معها وعدم البقاء وحيدة بالمنزل وأنها ستقوم بالاعتناء بها وحمايتها من أية مخاطر.
لكن السلحفاة الصغيرة رفضت الذهاب مع صديقتها، فرحلت صديقتها إلى المهرجان، وفي المساء بدأت أصوات الغناء تعلو، والأنوار الجميلة الساطعة باتت تتلألأ بين الأشجار.
جلست السلحفاة الصغيرة في غرفتها وحيدة تنظر إلى الأضواء الساطعة في السماء والمتلألئة وتتنهد بحزن، تمنت السلحفاة الصغيرة أنها لو كانت بالحفل واحتفلت مع أصدقائها بقدوم الشتاء، تمنت لو أنها استطاعت التغلب على كل مخاوفها والسيطرة على نفسها عوضا من سيطرة مخاوفها عليها وحرمانها من أبسط الأشياء الممتعة بالحياة.
قرأت والدتها الحزن على ملامحها البريئة، فاقتربت منها والدتها وقالت: “لماذا لا تجربي يا صغيرتي الخروج، اخرجي ولو لوقت قصير، غادري المنزل لقليل من الوقت وإن شعرتِ بالخوف، يمكنك حينها العودة على الفور”.
فكرت السلحفاة الصغيرة للحظات في نصح أمها، ثم قالت: “حسنًا يا أمي، سأعمل بنصحكِ وأجرب الخروج للعالم الخارجي، ولن أدع الخوف يتحكم بي أكثر من ذلك”.
خرجت السلحفاة الصغيرة من المنزل، وبدأت تتحرك ببطء نحو المهرجان بالغابة، كانت كُلّما سمعت صوتًا يقترب منها، اختبأت بخوف شديد بين الأشجار، وعندما اقتربت السلحفاة الصغيرة من المهرجان وشاهدت الأنوار لأول مرة عن قرب بحياتها وسمعت الموسيقى، بدأت تنسى خوفها من الأساس، وبدأت تتحرك أسرع واختلطت بأصدقائها بالاحتفال.
استقبلتها صديقاتها بسعادة وفرح، دعتها إحدى صديقاتها للمشاركة في سباق الجري، ترددت السلحفاة قليلاً في قبول دعوة صديقتها، ولكنها في النهاية شجعت نفسها قائلةً: “طالما أنني وصلت إلى هنا ولم يحدث شيء، فلا بأس من المحاولة وتجربة كل ما هو جديد، لا شيء يدعو إلى الخوف على الإطلاق”.
وما إن انطلقت صافرة بداية السباق معلنة عن البدء في الركض، ركضت السلحفاة الصغيرة بكل قوتها. لكن فجأةً، هطل المطر من فوق رؤوسهم، فارتعبت الصغيرة وخافت من البرق، فاختبأت داخل صدفتها مجددا، مما جعل الجميع يتجاوزها، وبالتالي خسرت السباق.
أصابها الحزن الشديد، لم تستطع تجاوز الأمر فلولا خوفها لكانت قد فازت بالسباق على سائر الحيوانات المشاركة، عادت إلى المنزل والدموع تملأ عينيها، احتضنتها أمها وقالت لها بنبرة حنونة: “لا بأس يا صغيرتي، يجب أن تكوني فخورة بنفسك، لقد أخذت خطوة كبيرة، ونجحتِ أيضا في التغلب على مخاوفكِ، وخرجت من المنزل وذهبتِ إلى الغابة بمفردكِ، لا تحزني على السباق فيمكنكِ المشاركة سباق المهرجان القادم”.
فرحت السلحفاة الصغيرة بحديث والدتها كثيرا، ومنذ ذلك اليوم الذي اعتادت فيه الصغيرة على تجاوز العقبات بالحياة، بدأت تخرج كل صباح لكي تتدرب على الركض لتفوز بالسباق، وعندما جاء المهرجان بالعام الذي يليه مهرجان الشتاء، كانت مستعدة للغاية بكل ما أوتيت من قوة للفوز هذه المرة، وشاركت في السباق مثلما طمحت لذلك، وركضت بِسرعة، وهي تخبر نفسها أنها تستطيع الفوز، وبالفعل فازت بالسباق.
اقرأ مزيدا من الققص المفيدة والممتعة لصغارك من خلال:
قصص أطفال مكتوبة قصيرة مليئة بالعبرة والدروس القيمة بالحياة