قصة طويلة قبل النوم في منتهى الروعة لأجل صغارنا
من الضروري أن نلتزم بقراءة قصص الأطفال ولا سيما الهادفة والمفيدة منها لصغارنا وخلق أجواء ممتعة وشيقة ومسلية أثناء ذلك لتتشكل كل هذه اللحظات التي نصنعها بأيدينا بداخل ذكرياتهم، لا يمكننا نحن كآباء أن نغفل عن مدى أهمية القصص في تشكيل الوعي والإدراك لدى صغارنا منذ صغر سنهم ونشأتهم الأولى، الفطن منا من لا يغفل عن فوائدها وتأثيرها عليهم صغارا وحتى كبارا.
رحلة الفيل الصغير “فلافيلو” نحو الشجاعة
قصة طويلة من أجمل قصص أطفال على الإطلاق…
يحكى أنه في قلب غابة مزدهرة بالألوان الزاهية، حيث كانت الأشجار تُعانق السماء والزهور تُنافس قوس قزح بألوانها المتناغمة، عاش فيل صغير اسمه يدعى “فلافيلو”، وقد كان فيلا لطيفًا ومحبوبًا من قبل جميع الحيوانات، ولكن “فلافيلو” كان يمتلك سرًا صغيرًا، إذ كان شديد الخوف من أي شيء جديد أو غير مألوف بالنسبة إليه.
كان يخشى “فلافيلو” الظلال الطويلة، وصوت الرياح العالي ولاسيما ليلا، وحتى الفراشات الكبيرة التي تحلق بالقرب منه.
كان يمتلك أصدقاء على رأسهم الأرنب السريع “أرنوب” والسنجاب المرح “بندق” والزرافة الحكيمة “زوزو”، وكانوا جميعهم يحاولون تشجيعه على تخطي مخاوفه وتجاوزها، كانوا يقترحون عليه الذهاب لأماكن جديدة وغير مألوفة عليه ليتجاوز مخاوفه برفقتهم وبشعوره بالأمان معهم، حينما عرضوا عليه الذهاب للنهر خشي الغرق، وحينما عرضوا عليه الذهاب إلى التلة خشي السقوط من عليها، كان على الدوام يخشى من أي شيء ويعتقد أن نهايته من خلاله.
اللغز الغامض والهمس الخفي:
وفي يوم من الأيام وبينما كانت حيوانات الغابة جميعا تتجمع حول شجرة الحكمة العتيقة، ظهرت بومة عجوز وحكيمة، كانت معروفة بحكمتها وقدرتها على حل أصعب المشكلات، في هذه المرة ظهرت البومة الحكيمة ولم يكن لديها مشكلة لحلها، ولكنها كانت تحمل ورقة قديمة ومهترئة كانت قد عثرت عليها بالغابة الغامضة، وكانت هذه الورقة المهترئة تعود إلى خريطة، قالت البومة بصوتها الأجش: “هذه الخريطة تشير إلى زهرة النور التي لا تتفتح إلا مرة واحدة كل ألف عام، ويقال عن هذه الزهرة أنها تُزيل الخوف من القلوب”!
لمعت عيون الحيوانات من الذهول، ولكنهم كانوا على دراية بأن الرحلة إلى وادي الظلال الصامتة حيث تنمو الزهرة محفوفة حرفيا بالمخاطر، إذ يوجد هناك أنهار سريعة، وغابات كثيفة، وجبال وعرة، وكل حيوان منهم فكر في نهايته الصريحة التي تنتظره هناك.
وعلى الرغم من خوف “فلافيلو” الشديد إلا إنه شعر بشيء غريب في قلبه، كان يتوق إلى التخلص من خوفه، وتخيل كيف ستكون حياته لو أنه بات شجاعًا؛ سمع همسًا خفيفًا في أذنيه، كان صوت أمه الحبيبة التي لطالما قالت له: “الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي فعل الشيء الصحيح رغم وجود الخوف”.
بداية المغامرة والمخاطر المنتظرة:
وفي صباح اليوم التالي، بينما كانت الشمس تُرسل خيوطها الذهبية عبر أوراق الشجر الكثيفة، اتخذ “فلافيلو” قرارًا مفاجئًا، قال في نفسه: “إنني سأذهب لأبحث عن زهرة النور!”، كان قلبه مليئًا بالعزم والإصرار، نظر إليه أصدقاؤه بدهشة وقرروا الذهاب معه في رحلة بحثه عن زهرة النور ليتخلص من مخاوفه.
كانت الرحلة صعبة من البداية، عند النهر، توقف “فلافيلو” من شدة خوفه من المياه المتدفقة، ولكن “زوزو” صديقته أمسكت بخرطومه بحنان وقالت: “امسك بي جيدًا يا فلافيلو، سأكون بجانبك”؛ وهكذا خطى
“فلافيلو” خطوته الأولى في النهر، وبالفعل شعر بالتيار يسحبه، لكنه تمسك بزيزو، واجتازا النهر بسلام.
ولأول مرة طوال حياته شعر بفخر صغير في قلبه، لقد فعلها وأخيرا استطاع أن يفعلها!
وفي الغابة الكثيفة، كانت الظلال تتراقص، وكل صوت كان يُخيفه حرفيا، ولكن صديقته الزرافة كانت ترفع رأسها للأعلى وتطمئنه قائلة: “انظر يا فلافيلو… إنها مجرد ظلال للأشجار، والضوضاء هي أصوات حيوانات الغابة الودودة والرياح”؛ وأخيرا بدأ “فلافيلو” يميز الأصواتمن حوله، ويفهم أن معظم ما كان يخاف منه لم يكن سوى خيالات.
مواجهة التحديات واكتشاف نقاط القوة:
وأخيرا وصل الأصدقاء إلى الجبل الوعر، وكان الصعود يتطلب قوة وتركيزًا وقوة، كان من بينهم بندق السنجاب النشيط والذي كان يقفز بين الصخور بسهولة، كان يشجع صديقه الفيل والذي وجد صعوبة في البداية، ولكنه تذكر كلمات أمه، وتذكر كيف أنه لتوه قد اجتاز النهر، ركز على كل خطوة، وبمساعدة أصدقائه، وصل أخيرًا إلى قمة الجبل الشاهق.
ومن أعلى قمة الجبل، رأى “فلافيلو” وادي الظلال الصامتة أمامه، وكان الوادي مُضاءً بضوء خافت، وفي وسطه، رأى شيئًا يتلألأ.
زهرة النور والكنز الحقيقي لامتلاك الشجاعة:
وأخيرا وصل الأصدقاء إلى الوادي، كانت “زهرة النور” تتلألأ، لم تكن زهرة عملاقة كما تخيلها فلافيلو، بل كانت زهرة صغيرة متلألئة، تبعث نورًا هادئًا في الآفاق، وعندما اقترب فلافيلو وأصدقائه منها، شعر بدفء يملأ قلبه، ولكنه لم يشعر بأن خوفه قد زال فجأة!
نظر فلافيلو إلى أصدقائه ومن ثم إلى الزهرة التي باتت بين يديه، وأخيرا فهم أن الشجاعة لم تكن شيئًا يمكن أن تعطيه إياه زهرة، بل كانت شيئًا ينمو بداخله مع كل خطوة يخطوها بمساندة أصدقائه.
ابتسم فلافيلو ابتسامة عريضة، فلم يعد يخشى الظلال أو الرياح، لقد أدرك أن الشجاعة لا تعني ألا تشعر بالخوف أبدًا، بل تعني أن تتخذ الخطوة الصحيحة حتى لو كنت خائفًا. لقد وجد كنزه الحقيقي: الشجاعة التي نمت في قلبه.
عاد فيلو وأصدقاؤه إلى غابة الألوان الزاهية، كان فلافيلو قد تغير، أصبح أكثر ثقة في نفسه وفي قدراته، وأكثر حبًا للمغامرات، ولم يعد يتجنب الأشياء الجديدة، بل كان متحمسًا لاستكشافها؛ ومنذ ذلك اليوم، أصبح فلافيلو الفيل الشجاع، الذي يحب ويلهم جميع الحيوانات في الغابة، ويخبرهم دائمًا أن أعظم المغامرات تبدأ بخطوة واحدة، حتى لو كانت تلك الخطوة مليئة بالخوف.
اقرأ مزيدا لصغارك من خلال:
قصة طويلة ذات عبرة لا تقدر بكنوز الأرض
وأيضا/ قصص اطفال طويلة ومشوقة مكتوبة قصة الهدية و قصة مهند وحب الاخوة
قصة بالإنجليزي طويلة بعنوان الحلم the dream