قصة خيانة بعنوان كان في عينيك شيء لا يخون، لا أدري كيف خان!
إن الخيانة هي جرح غائر بالقلب لا يندمل بسهولة، فهي كطعنة سكين في القلب، تخلف وراءها ألمًا لا يوصف.
إن الخيانة تحطم الثقة وتنهي الأحلام، وتترك أثرًا عميقًا في النفس، إنها شعور بالخذلان وفقدان الأمان، وتجعل المرء يفقد الثقة كليا في كل من حوله، ولا يعود يجدها مطلقا!
القصـــــــــــــــــــــــــــة:
من بلد آخر غير بلده، ولكنه وقع أسيرا في حبها مثلما فعلت تماما، كان لقائهما الأول بحفل زفاف لخالها والذي اتخذ من عمة الشاب زوجا له.
وجد كل منهما ما يبحث عنه في الآخر، وعلى الرغم من أنهما حينها كانا لا يزالان يكملان تعليمها الجامعي إلا إنهما ارتبطا ببعضهما البعض.
كانت أجمل سنوات عمرهما، يشجعان بعضهما على الدراسة واختزال الأيام ليجمعهما بيت بسيط مع بعضهما البعض، الشاب كان يجتهد بصورة غير طبيعية قاموس حياته يخلو من كلمتي إجازة وراحة، استطاع أن يحدث فارقا بحياته على مدار ثلاثة سنوات، أسس منزلا كبيرا لأجله ولأجل زوجته المستقبلية الغالية، مثلما كان يفكر في نفسه يفكر في إخوته.
استطاع بعد ثلاثة أعوام أن يتوجها ملكة بمنزله مثلما توجها من النظرة الأولى ملكة على قلبه، لقد جسدا الاثنان السعادة الحقيقية التي من الممكن أن ينالها شخص بالحياة؛ ولكن سعادتهما لم تدم طويلا، شعرت الفتاة ببوادر تغيرات بشخصيته، كانت تكذب نفسها في بداية الأمر وتحاول جاهدة أن تكسب رضاه وحبه، واهتمامه بها والذي كان في حقيقة الأمر مبالغ فيه، صدقا كانت ملكة بالنسبة إليه.
حملت الفتاة بعد ثمانية أشهر من زواجها، ولكنها شعرت بفرحة مطفأة بداخل قلب زوجها، لقد كان يتوق لليوم الذي يأتي بخبر ثمرة حبهما، لقد كان مشتاقا لأبنائهما أكثر منها لدرجة أنه كتب في مذكرات خاصة به أسمائهم بنين وبنات قبل أن يأتوا للحياة، ماذا تغير بداخله؟!
كانت تحاول تمرير الأيام، ولكنها في كل يوم جديد كانت تتفاجأ بشيء جديد من قبله، تارة يعلو صوته عليها فتدرك أنه من الممكن أن يكون بسبب ضغط العمل، وتارة أخرى يبرحها ضربا فتسامحه رأفة بحاله وإشفاقا عليه، كانت تقول في نفسها على الدوام: “أصعب سنوات الزواج العام الأول، إن مر بسلام عقبه العمر بأكمله في سعادة وهناء”، فتلتمس له الأعذار.
وفي يوم من الأيام جاءتها والدتها في زيارة لتطمئن عليها، فانهال عليها ضربا أمام أمها ولم يستحي، على الفور أخذتها أمها معها وتركت كل شيء خلفها، أرادت أن تنجو بابنتها والتي حرفيا تمتلك مكانة كبيرة بقلبها دونا عن بقية إخوانها؛ ما إن تركته اختل توازنه فأرسل إليها لتأتيه وإلا يرسل إليها ورقة طلاقها!
كانت بالنسبة إليها صدمة وصاعقة، كيف يعقل أن يكون نفس الشخص الذي وقعت في حبه وانتظرته طيلة ثلاثة سنوات وحلمت معه بالمنزل الدافئ، وكيف يتنكر لها ولا يأخذ في الاعتبار ابنهما الذي لا زال يتكون بداخلها؟!
لقد جعلها في ضغط نفسي وعصبي، وحينما ذكرته بابنه، كانت الفاجعة الكبرى منه شكك في نسبه!
انسحبت الفتاة من العلاقة المسمومة، ورفعت دعوى طلاق بالمحكمة ببلدها وبالفعل انفصلت عنه، واقتربت ولادتها، كانت الليالي غارقة في دموعها، تحاول أن تتماسك من أجل صغيرها، وحان وقت الوضع، فرزقها الله بأجمل ابنة على الإطلاق.
ما إن نظرت إليها وضمتها بين يديها، اتخذت على نفسها عهدا ألا تخونها طيلة حياتها مثلما فعل بها؛ وبعد تعافيها من آلام المخاض والوضع اكتشفت سبب تغيره، لقد خطب ابنة خالته، وحدد موعد الزفاف، ولكن إن كان يريدها من البداية فلم أتاني وتزوج بي من الأساس؟!
انهارت الفتاة المسكينة على حياتها التي تدمرت ولا تدري ما السبب!، كانت مطالبة بأن تتماسك لأجل صغيرتها، والتي اكتشفت أنها المسئولة على رعايتها والاهتمام بها؛ تلقت دعما معنويا وحسيا من أمها التي ما كانت تتركها وحيدة على الإطلاق، تذكرها دوما بإرادة الله وأن لكل شيء حكمة لا نعلمها، وأن عليها الرضا بالقضاء خيره وشره.
كانت تتعافى شيئا يسيرا، ولكن كان لا يزال جرحا غائرا بقلبها لا يندمل بأثر الخيانة.
اقرأ مزيدا من قصص خيانة من خلال:
قصص خيانة بعنوان وتظل النفس الخبيثة خبيثة ولو أعطيتها من الوُدِّ أطنانًا
وأيضا/ قصص خيانة بعنوان ربما تأتيك الطعنة من أقرب الأقربين إليك!
