قصص وعبر بعنوان خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
إن الآية الكريمة في سورة الأعراف: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) تدل على جوامع مكارم الأخلاق في حقيقة الأمر، كما أنها دعوة إلى التسامح وقبول ما يسهل من الناس، والأمر بما هو معروف لنا وحسن، والأهم هو ترك مجادلة السفهاء والجهلاء والإعراض عنهم من الأساس.
(خذ العفو): تعني قبول ما يسهل من أخلاق الناس وأعمالهم على قدر استطاعتهم، والصفح عن تقصيرهم وعدم تكليفهم بما لا يطيقون فعله، والتجاوز عن أخطائهم.
(وأمر بالعرف): أي ادعُ إلى كل قول حسن وكل فعل جميل وخلق حسن، سواء كان ذلك بتعليم علم تعلمته، أو حث من حولك على البر وصلة الرحم، أو السعي في الإصلاح بين الناس، أو الزجر عن كل قبيح.
(وأعرض عن الجاهلين): وهو الإعراض عن السفهاء والجهلاء وعدم الدخول معهم في مناقشات بجهلهم، فلا تؤذِ من آذاك، ولا تحرم من حرمك، ولا تقابل السيئة بسيئة مثلها، بل اتركهم واترك جدالهم أيضا، وهذا هو الأفضل لك.
القصــــــــــــــــــة الأولى:
رسالة من أحد المتابعين من قصص وعبر تمنى لو أنه عمل يوما بالآية الكريمة (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)….
لقد تزوجت بها من سبع سنوات ماضية، وبيننا ابن جميل للغاية يحمل أجمل الصفات بيننا، ولكن على الدوام تحدث فيما بيننا المشكلات المتكررة والتي عجزنا عن إيجاد أية حلول لها، لقد سئم منا الغريب قبل القريب، لم يجد الأهل إلا الانفصال.
وعلى الرغم من صحة وجهات نظرهم جميعا، فقد أجمعوا على الطلاق إلا إنني أجد ثقلا بنفسي في أمر الطلاق والانفصال عنها.
كيف تهون علي عشرة سنوات طوال؟!، ما كتبت رسالتي إلا لأواسي نفسي الحزينة، فقد بات الأمر مسلما به فلن يبقى على الطلاق سوى أيام قليلة!
الشعور الذي يأتينا لا يأتي إلينا من فراغ، اتبع شعورك فربما ساقه الله إليك لتغير واقعك المرير؛ نفسك تحدثك بأنه لن يهون عليك ولا عليها العشرة التي بينك وبين زوجتك، فما بالك بابنك الصغير؟!
اختلي بنفسك وانظر في كل مميزات زوجتك التي دامت لسبع سنوات، فالطلاق لا يعدنا بالحياة الوردية هناك تحديات وصعاب ربما ما تحملتها نفسك، أنت تستطيع أن تعيد الود من جديد والسكينة لحياتكما، واترك الناس من حولكما وآرائهم.
القصــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــة:
من أجمل قصص وعبر على الإطلاق، ولها نصيب من الآية الكريمة في جزئها الأخير…
يحكى أنه في يوم من الأيام قالت امرأة للشيطان: “أترى ذلك الرجل الذي يعمل خياطا؟!، هل تستطيع أن توسوس له بكل طرقك الممكنة لتجعله يطلق زوجته؟!”، وبهذه الكلمات البسيطة جعلت الشيطان نفسه في تحدي معها.
أجابها الشيطان : “بك تأكيد، إنه لأمر بسيط للغاية بالنسبة لي”.
فذهب إليه الشيطان وأخذ يوسوس له من شتى الاتجاهات، ولكن ما كان لا يعلمه الشيطان أن الخياط يحب زوجته كثيرا فلم يأبه ولم يفكر حتى بالأمر ، فعاد الشيطان واعترف بالهزيمة للمرأة!
فقالت المرأة بكل ثقة وغرور بنفسها: “راقب الآن ما سأفعله”.
ذهبت المرأة عند الخياط وقالت له أرغب في قطعة قماش لا يكون لها مثيل، يريد ابني أن يهديها إلى عشيقته المتزوجة من رجل لا تحبه”!
فأعطاها الخياط قطعة القماش على مضض من رضاها على أفعال ابنها الآثمة، ثم ذهبت المرأة إلى بيت الخياط ودقت الباب ففتحت زوجة الخياط، فقالت المرأة لها وقد ادعت الإعياء والتعب: “يا بنيتي أريد أن أرتاح قليلا بمنزلك”.
فأذنت لها الزوجة طيبة القلب بذلك، وبعد أن دخلت زوجة الخياط تأتيها بضيافتها قامت المرأة بوضع قطعة القماش خلف الباب دون أن تلاحظها الزوجة، وخرجت.
وعندما عاد الخياط إلى منزله كعادته رأى قطعة القماش فتذكرها على الفور، وتذكر قصة المرأة كاملة عن عشيقة ابنها، فقام على الفور بتطليق بطلاق زوجته.
فرفع لها الشيطان القبعة وأشاد بأفعالها، فقالت المرأة في تحدي آخر: “لا تتعجل، ما بالك لو أعدتها إلى ذمته فورا؟!”
فذهل الشيطان وسألها: “كيف؟!”
عادت المرأة في اليوم التالي إلى الخياط، وقالت له: “أريد منك نفس قطعة القماش التي أخذتها بالأمس، لأنني بالأمس طرقت أحد الأبواب أردت الصلاة قبل خروجها عن وقتها، فأذنت لي امرأة طيبة القلب أحسنت ضيافتي وأكرمتني، ونسيت عندها قطعة القماش فاستحيت أن أعود إليها وأطلبها”.
وعندها قام الخياط على الفور بإرجاع زوجته إلى ذمته.
للمزيــــــــــــــــد من قصص وعبر يمكننا من خلال:
قصص وعبر من التاريخ الإسلامي في طياتها الكثير من العلم والفائدة
وأيضا/ قصص وعبر بعنوان ومن يتقي الله يجعل له مخرجا
قصص وعبر بعنوان وتبقى النفوس الخبيثة خبيثة ولو أعطيتهم من الوُدِّ أطنانًا










