قصص للأطفال مفعمة بالدروس والعبر الجميلة
إن شخصية أبنائنا ما هي إلا انعكاس للتجارب التي يمر بها على مدار أيام حياته، لذلك نجد أن الغالبية العظمى من الأمهات يبحثن عن طرق وأساليب لتنمية شخصيات أبنائهن وتوسيع إدراكهن المعنوي.
تعمل القراءة على زيادة الحصيلة اللغوية للطفل منذ شهور حياته الأولى، كما أن القراءة تعتبر تجربة ممتعة للغاية لكل من الطفل والأم على حد سواء.
القصـــــــــــــــــــــة الأولى:
كان هناك في حديقة جميلة قطة صغيرة تدعى “نونو”، وكانت “نونو” تحب اللعب والركض في الحديقة كثيرا ولا تجلس إطلاقا، وعلى الرغم من ذلك إلا إنها كانت تشعر بالملل أحيانًا.
وفي يوم من الأيام، وجدت “نونو” زهرة جميلة لها رائحة عطرة، وعندما اقتربت القطة الصغيرة من الزهرة، فوجئت بأنها تتكلم إليها!
قالت الزهرة بابتسامة ساحرة: “مرحبًا يا نونو، أنا زهرة ولكني لست بعادية إنني زهرة سحرية؛ إذا قمت بفعل معروف لصديق في الحديقة، سأمنحك هدية رائعة”.
أخذت “نونو” تتفكر في العرض قليلاً، ثم رأت نحلة صغيرة تحاول أن تحمل رحيقًا من زهرة بعيدة عليها، فساعدت “نونو” طيبة القلب النحلة في حمل الرحيق، فشكرتها النحلة كثيرا.
وإذا بالزهرة السحرية تنادي عليها وتقول لها: “أحسنت يا نونو، لقد فعلت معروفًا لصديق بالحديقة، الآن سأمنحك هدية رائعة”.
وما إن أنهت كلماتها إذ ظهرت “نونو” فجأة محاطة بأزهار جميلة وفراشات ملونة على مد بصرها؛ سعدت كثيرا بهدية الزهرة السحرية، ومن حينها تعلمت القطة “نونو” أن فعل المعروف للآخرين يجلب السعادة والجمال، وأصبحت “نونو” تساعد جميع أصدقائها في الحديقة، فباتت الحديقة مكانًا أكثر جمالاً وسعادة.
اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال: قصص للأطفال الرضع قبل النوم تحتوي على عبر مستفادة
ثانيا/ قصـــــــــــة الفراشة الصغيرة والألوان المفقودة:
يحكى أنه كان في حديقة واسعة ومليئة بالزهور الملونة فراشة صغيرة جميلة اسمها “بشرى”، كانت “بشرى” فراشة لطيفة ومحبة للعب، وعلى الرغم من كونها سعيدة في كل الأوقات إلا إنه لم ينغص عليها العيش إلا أمرا واحدا، أنها لم تكن تملك أجنحة ملونة مثل بقية الفراشات!
فقد كانت لبشرى أجنحة بيضاء تمامًا، وهذا جعلها تشعر بالحزن أحيانًا.
وفي أحد الأيام، وبينما كانت “بشرى” تحلق بين الزهور، سمعت صوتًا حزينًا مما جعلها تنظر حولها، فوجدت زهرة صغيرة ذابلة، ألوانها باهتة، اقتربت منها وسألتها بلطف شديد: “ما بكِ أيتها الزهرة الجميلة؟، هل يمكنكِ أن تفضفضِ لي لماذا أنت حزينة؟”
فقالت الزهرة بصوت ضعيف خافت: “لقد فقدت ألواني، لقد كانت الشمس قوية جدًا اليوم، ويبدو أنني فقدت بريقي ورونقي، لذا أشعر بالحزن الشديد”.
شعرت “بشرى” بالأسى الشديد على الزهرة، وفجأة لمعت فكرة داخل عقلها، تذكرت جدتها الفراشة الحكيمة التي كانت تقول دائمًا لها: “الألوان موجودة في كل مكان حولنا، كل ما علينا فعله أن نعرف كيف نجدها”.
فقررت “بشرى” أن تساعد الزهرة الحزينة، فبدأت “بشرى” تحلق من زهرة إلى زهرة، تلامس كل بتلة بأطراف أجنحتها البيضاء؛ ذهبت إلى زهرة التوليب الحمراء الجميلة ذات الألوان الزاهية، ولمستها برفق، ثم طارت إلى زهرة البنفسج الجميلة، ولمستها برفق أيضًا، ومنها إلى زهرة عباد الشمس الصفراء اللامعة.
وكانت “بشرى” كلما لمست زهرة بلون مختلف، كانت تشعر بشيء غريب يحدث لأجنحتها البيضاء، بدأت ترى خطوطًا خفيفة جدًا من الألوان تظهر على أجنحتها البيضاء، وقد كانت سعيدة جدًا بهذا الاكتشاف.
وما إن انتهت “بشرى” من بعد جمع الألوان من الزهور المختلفة ذات الألوان الخلابة، رجعت إلى الزهرة الذابلة وقالت لها: “لا تحزني أيتها الزهرة الجميلة، سأشاركك الألوان التي جمعتها”
وبرفق شديد، لمست “بشرى” بأجنحتها الملونة على بتلات الزهرة الذابلة، وشيئًا فشيئًا بدأت ألوان الزهرة هي أيضا تعود إليها من جديد، عادت إليها الحمرة والصفراء والبنفسجية، وأصبحت مشرقة وجميلة مرة أخرى.
تعالت ضحكات الزهرة السعيدة وقالت لبشرى: “شكرًا لكِ، إنكِ تنعمين بقلب طيب لقد أعدتِ لي الفرحة!”
نظرت “بشرى” إلى أجنحتها، ورأت أنها أصبحت مليئة بالألوان الزاهية والجميلة، فلم تعد أجنحتها بيضاء بعد الآن، وأصبحت كأنها لوحة فنية تنعم بالكثير من الألوان الرائعة التي جمعتها من زهور الحديقة.
ومنذ ذلك اليوم الجميل، أصبحت “بشرى” أجمل فراشة في الحديقة بأكملها، وكانت دائمًا على أتم الاستعداد لمساعدة أي زهرة أو أحد يحتاج إلى القليل من الألوان أو الفرح، فقد تعلمت أن العطاء والمساعدة يأتيان بالبهجة والسعادة الحقيقية للجميع.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص للأطفال من خلال: قصص للأطفال مترجمة بعنوان النحلة الصغيرة وقيمة العمل الجاد