قصص قصيرة هادفة للكبار والصغار لن تندم على قراءتها على الإطلاق
ما أجمل نوعية قصص قصيرة ولاسيما عندما تكون قصصا هادفة قيمة وذات مغزى، على كل هذه الأسس علينا انتقائها.
علينا أن نعلم أن أبنائنا أمانة بين أيدينا من الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نؤديها على أتم وجه، ولا أقيم من عادة القراءة لتعويد أبنائنا عليها، ولن تأتي هذه العادة إلا إذا وجدوا آبائهم لها فاعلين.
القصــــــــــــــة الأولى:
من ضمن سلسلة قصص قصيرة هادفة للكبار والصغار…
يحكى أنه في أحد أيام فصل الصيف شديد الحرارة، كانت هناك نملة مجتهدة تجمع طعامها بنشاط فائق استعدادًا لفصل الشتاء قارص البرودة، كانت النملة الصغيرة تحمل حبة قمح أكبر منها بأضعاف كثيرة، لم تكن تطق حملها لذا قامت بجرها بصعوبة بالغة، وبينما كانت كذلك تذلل الصعوبات وتقاسي مر بها عصفور صغير يغني ويلعب، ولا يفعل شيئًا سوى الاستمتاع بوقته ولا شيء آخر.
نظر العصفور إلى النملة وسألها متعجبا: “لماذا تجهدين نفسك هكذا في هذا اليوم الجميل؟!، تعالي والعبي معي، فالشتاء لا يزال بعيدًا!”
فأجابت النملة بابتسامة وهي تواصل عملها: “أنا أجمع طعامي الآن حتى لا أشعر بالجوع في فصل الشتاء، ألا تعلم أيها العصفور الصغير أنه يجب علينا أن نعمل بجد في وقت الرخاء لننعم بالراحة في وقت الشدة”.
ولكنه للأسف لم يفهم العصفور كلمات النملة، وواصل لعبه وغناءه بلا مبالاة، مرت الأيام متواترة وجاء فصل الشتاء، وهطلت الثلوج بغزارة، وتجمدت الأرض من حولهم اختبأت النملة في بيتها الدافئ، واستمتعت بالطعام الذي جمعته طوال الصيف.
أما عن العصفور، فقد بدأ يشعر بالجوع والبرد، ولم يجد شيئًا يأكله، حينها فقط تذكر كلمات النملة، وندم على كسله وإهماله طيلة الأيام السابقة، ذهب إلى بيت النملة يطلب منها العون، فقدمت له النملة بعض الطعام، وأعطته بذلك درسًا لن ينساه طوال حياته.
الهدف من القصة:
هذه القصة تعطي لنا درسا في أهمية الجد الاجتهاد في العمل والتخطيط الدائم للمستقبل.
كما تعلمنا أيضا أن العمل الجاد في الأوقات المناسبة يضمن لنا الراحة والأمان في الأوقات الصعبة.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص قصيرة من خلال: 4 قصص قصيرة ولكن بها عبر ودروس لا تنسي
القصــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــة:
من ضمن سلسلة قصص قصيرة هادفة للكبار والصغار…
يحكى أنه في غابة كثيفة الأشجار، كان هناك أسد قوي ومهيب، وكان في أحد الأيام نائمًا ذاك الأسد تحت شجرة كبيرة.
وفي حين أنه كان نائمًا، إذا بفأر صغير يركض بسرعة من جانبه، وعن طريق الخطأ صعد على ظهر الأسد، فاستيقظ الثاني مفزوعًا وغاضبًا، وأمسك بالفأر بين مخالبه الكبيرة بسهولة فائقة، وهمّ بأن يسحقه بلا رحمة.
توسل الفأر الصغير إلى الأسد، وقال بصوت مرتجف: “سامحني أيها الملك! إنني لم أقصد إزعاجك، أرجوك لا تقتلني، فربما يأتي اليوم الذي أستطيع فيه أن أرد لك هذا الجميل”.
ضحك الأسد ملك الغابة باستهزاء من كلام الفأر الصغير وقال: “أنت أيها الفأر الصغير الضعيف ستساعدني أنا الأسد ملك الغابة؟! ألا ترى أن هذا مستحيل؟!”
وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأسد أشفق عليه وتركه يذهب.
ومرت الأيام متتاليات وذات يوم، كان الأسد يتجول في الغابة، فوقع في فخ نصبه أحد الصيادين، حاول الأسد جاهدًا أن يحرر نفسه من الفخ اللعين ولكن دون جدوى، لم يستطع الأسد بكل قواه فهو من هو ملك الغابة بنفسه، فبدأ يزأر بصوت عالٍ من الألم واليأس.
وإذا بالفأر الصغير يسمع زئير الأسد، ويتعرف على صوته، فيهرع الفأر إلى مكان الأسد بأقصى سرعة ممكنة، وعندما رآه سجينا في فخ بغيض لقلبه، بدأ يقرض حبال الشبكة القوية بأسنانه الصغيرة الحادة، واستمر الفأر في عمله بجد ولم يتوقف ولا لحظة واحدة ولا حتى ليلتقط أنفاسه خشية قدوم الصيادون وخوفا على مصير الأسد الذي أنقذه يوما من براثنه ووفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه، ولازال يقرض حتى تمكن من قطع الحبال، وتحرر الأسد في حينها.
نظر الأسد الضخم الكبير ملك الغابة إلى الفأر الصغير بانبهار وامتنان، وقال له: “شكرًا لك أيها الصديق الصغير، سامحني لقد استهنت بك في الماضي، ولكنك أثبت لي اليوم أن القوة ليست دائمًا في الحجم، وأن صنائع المعروف دائما تقي مصارع السوء، وأن من يصنع معروفا يوما لا يضيع أبدًا”.
الهدف من القصة:
هذه القصة الجميلة تعلمنا كبارا وصغارا أن كل كائن حي يرزق في هذه الدنيا له قيمته، وأن المعروف لا يُنسى أبدًا.
ومن الناحية الأخرى تعلمنا أيضا ألا يجب علينا أن نحكم على الآخرين من خلال مظهرهم أو حتى حجمهم وربما مكانتهم بالمجتمع، فقد يأتي يوم ونحتاج إلى مساعدتهم، مهما كانوا صغارًا أو حتى ضعفاء.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص قصيرة من خلال: 3 قصص قصيرة مؤثرة بها عبر للحياة