3 قصص قصيرة ذات عبرة كبيرة اغتنمها لصغارك
ما أجمل نوعية قصص قصيرة ولاسيما عندما تكون قصصا هادفة قيمة وذات مغزى، قصص يمكننا أخذ الفائدة والعبرة منها، على كل هذه الأسس علينا انتقائها.
علينا أن نعلم أن أبنائنا أمانة بين أيدينا من الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن نؤديها على أتم وجه، ولا أقيم من عادة القراءة لتعويد أبنائنا عليها، ولن تأتي هذه العادة إلا إذا وجدوا آبائهم لها فاعلين.
إليك بعض القصص القصيرة التي تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا قيمة، وهذه المرة لأطفالنا الصغار:
أولا/ قصـــــــــــة النملة المجتهدة والفراشة المتكاسلة:
يحكى أنه في يوم صيفي مشمس وحار للغاية، كانت هناك نملة صغيرة تجتهد في جمع الطعام وتخزينه لفصل الشتاء القارس، فكانت تحمل حبة تلو الأخرى، وتسير بخطى ثابتة نحو بيتها لكيلا تنزلق، وفي طريقها، مرت بفراشة جميلة ذات ألوان زاهية، كانت تستلقي على ورقة شجر كانت تشعر بسعادة بالغة، فلا تفعل شيئا سوى أنها كانت تغني وتلعب دون كلل.
قالت الفراشة للنملة بسخرية: “لماذا تتعبين نفسك هكذا أيتها النملة الصغيرة؟!، فالحياة قصيرة وجميلة، استمتعي بها ودعي العمل الشاق!”
أجابتها النملة بهدوء: “إنني أعمل اليوم لكي أرتاح غدًا، فالشتاء قادم وسنحتاج إلى الطعام لكي نبقى دافئين”.
ضحكت الفراشة وقالت: “الشتاء ولكنه لا يزال بعيدًا! سأفكر في نصيحتكِ لاحقًا.”
ومرت الأيام والأسابيع متواترة، وبالفعل جاء فصل الشتاء، وغطت الثلوج كل مكان، واختفت الزهور والفراشات، كانت النملة في بيتها الدافئ الذي أعدته مسبقا لمثل هذه اللحظات، تأكل من مخزونها الوفير، بينما كانت الفراشة ترتجف من البرد والجوع، تمنت لو أنها استمعت لنصيحة النملة آنذاك.
العبرة من القصة القصيرة:
إن العمل الجاد والتخطيط للمستقبل يضمنان لك الراحة والأمان في الأوقات الصعبة؛ من الآخر لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
ثانيا/ قصـــــــــــــــــة السلحفاة والضفدع المغرور:
يحكى في القدم أنه كانت هناك سلحفاة حكيمة، تعيش بجوار بركة مياه صافية، وكانت تحب أثناء المشي ببطء أن تتأمل الطبيعة من حولها.
في نفس البركة، كان يعيش ضفدع صغير مغرور، كان يتباهى دائمًا بسرعته وقدرته على القفز عاليًا ولاسيما أمام السلحفاة.
وفي أحد الأيام، قال الضفدع للسلحفاة بسخرية وتهكم: “أيتها السلحفاة البطيئة، لن تصلي إلى أي مكان بهذه السرعة! انظري إليّ، أنا أقفز وأصل إلى أبعد نقطة أريدها في لمح البصر!”
ابتسمت السلحفاة وقالت: “المهم ليس السرعة وإنما الثبات والوصول إلى الهدف”.
لم يفهم الضفدع حديثها إليه، واستمر في قفزاته المتباهية؛ وبعد فترة، جفت البركة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وأصبحت الحيوانات تبحث عن مكان جديد للعيش فيه، بدأ الضفدع بالقفز بسرعة جنونية يمينًا ويسارًا، متعبًا نفسه دون أن يجد طريقًا واضحًا ليسلكه ويستقر فيه.
أما السلحفاة، فبدأت بالمشي بخطواتها البطيئة ولكن الثابتة، تلاحظ كل التفاصيل من حولها، حتى وجدت جدولًا صغيرًا يقودها إلى بركة أخرى بعيدة وواسعة.
وصلت السلحفاة بسلام إلى البركة الجديدة، بينما ظل الضفدع تائهًا ومتعبًا يفتقر طريق الأمان.
العبرة من القصــــة:
القصة توضح لنا أنه ليس من المهم أن تكون الأسرع، بل أن تكون ثابتًا ومثابرًا في سعيك؛ فالصبر والتفكير الهادئ يمكن أن يقودانك إلى النجاح، بينما التسرع والغرور قد يؤديان بك إلى الضياع.
ثالثا/ قصــــــــــــة الأرنب الصغير والجزرة المفقودة:
يذكر أنه في حقل واسع كان يعيش أرنب صغير، وكان يحب أكل الجزر كثيرًا، وفي يوم من الأيام، زرع الأرنب الصغير جزرة صغيرة مثله، واعتنى بها جيدًا، وسقاها كل يوم حتى كبرت وأصبحت جزرة كبيرة وشهية للغاية؛ كان الأرنب سعيدًا بإنجازه للغاية، وقرر أن يأكلها في الصباح الباكر.
ولكن في صباح اليوم التالي، استيقظ الأرنب الصغير متحمسا للغاية قبل أن يجد أن الجزرة قد اختفت!
حزن كثيرًا لدرجة أنه بدأ في البكاء، جاءت والدته وسألته: “ما بك يا صغيري؟”
روى لوالدته ما حدث، ابتسمت الأم وقالت بحنان: “هل بحثت عنها جيدًا؟ ربما لم تكن هي الوحيدة في الحقل”
وبالفعل بدأ يبحث من جديد، هذه المرة لم يبحث فقط عن الجزرة الكبيرة، بل نظر إلى حوله بعناية أكبر، واكتشف أن هناك العديد من الجزر الصغير المخبأ تحت الأوراق، والتي لم يكن قد لاحظها من قبل لأنه كان يركز على الجزرة الكبيرة فقط، جمع الأرنب الكثير من الجزر الصغير، وشعر بسعادة أكبر مما كان سيشعر بها مع الجزرة الكبيرة الواحدة.
العبرة من القصـــــــــــة:
لا تحزن على ما فقدته يوما، فقد يكون هناك خير كثير ينتظرك إذا نظرت حولك بتمعن، أحيانًا، نفقد شيئًا واحدًا لنجد بدائل أفضل وأكثر مما كنا نتوقع.
اقرأ مزيدا من قصص قصيرة من خلال:
أجمل 4 قصص قصيرة لأطفالك قبل النوم تعلمهم الكثير من الدروس
وأيضا/ قصص قصيرة هادفة للكبار والصغار لن تندم على قراءتها على الإطلاق