[the_ad id="40345"]
قصص وعبر

3 قصص وعبر اغتنم الفائدة التي جاءت بها

إن قصص وعبر تمكنا من معرفة أحوال الأمم الماضية، والنبوات السابقة أيضا، والحوادث الواقعة، وقد اشتمل القرآن الكريم على كثير من وقائع الماضي، وتاريخ الأمم السابقة وذكر البلاد والديار وما حدث بهما.

كما أن قصص وعبر تمكننا من تتبع آثار كل قوم، وتبيان صورة ناطقة عنهم لما كانوا عليه وذلك لقوة القصص وتأثيرها في إصلاح القلوب.

القصــــــــــــــــــة الأولى:

من أجمل قصص وعبر على الإطلاق، قصة ما أجملها تبين لنا فضل الصلاة وفضل تحري الأعمال الصالحة قربة إلى الله سبحانه وتعالى…

في يوم من الأيام قررت “زبيدة” (زوجة هارون الرشيد) أن تتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بعمل صالح، فقامت بسقيا الحجيج بمنا حيث أنه حينها لم يكن بها أي سقيا، فعهدت إلى عمل عين طويلة وكبيرة يُسقى منها الحجاج جميعا، عرفت هذه العين فيما بعد بعين “زبيدة” نسبة لها؛ وعندما وافتها المنية ورحلت عن الحياة الدنيا، رُئيت من أحدهم بالمنام، وعندما سئلت عن حالها وماذا فعل الله سبحانه وتعالى بها؟

أجابت من سألها بأن الله سبحانه وتعالى قد غفر لها ذنبها ورفع قدرها، فسئلت مرة أخرى أغفر الله ذنبك ورفع قدرك بعين السقيا لحجاج بيت الله الحرام؟

فأجابت: “لا والله، ليس بعين السقيا التي قدمتها قربة لله، وما العين؟!، ولكن غفر الله سبحانه وتعالى لي بركعتين اثنتين كنت أحافظ عليهما بقطع من الليل”.

العبرة من القصـــــــة والفائدة منها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد) وقد رواه الترمذي في جامعه وحسنه الألباني.

قيام الليل ولو بركعتين اثنتين سببٌ للفوز بالجنة، وما أعظمها من جائزة، فقد قال سبحانه تعالى في سورة السجدة: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

اقرأ أيضا/ قصص وعبر قصيرة ولكن قوية ومفيدة ومؤثرة لن تنساها

القصــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــة:

روي عن أحد دعاة الإسلام أنه رؤي من قبل أحدهم بالمنام بعد موته مباشرة، وكان هذا الداعية قد عرف بين الكثيرين من الناس بأنه مصلحا مقيما لحدود الله وآمرا على الدوام بالمعروف وناهيا عن المنكر ولا يخشى في الله لومة لائم، فسئل ممن رآه بمنامه: “ماذا فعل الله بك؟!”

فأجاب قائلا وهو ينظر إلى أعلى: “أعلى… أعلى.. أعلى”.

فسئل: “أوصلت لما وصلت إليه بدعاء دعيت به في الحياة الدنيا؟!”

فأجابه الرجل: “كلا والله، وإنما بصدقاتٍ خفية تصدقت بها ببضعة عملات غفر الله لي وعفا عني سبحانه وتعالى”.

العبــرة من القصـة والفائدة منها:

قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

أما عن السنة النبوية فقد ذكر لنا أنه في الصحيحين وغيرهما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر من السبعة: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر كل الذنوب والسيئات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ رضي الله عنه: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) رواه الترمذي.

فالصدقة من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة في الرزق، وإخلاف الله سبحانه وتعالى على صاحبها بما هو أحسن وأقيم مما أنفقه، فقال سبحانه وتعالى جل في الحديث القدسي: (يا ابن آدم، أَنفقْ أًنفقْ عليك) رواه مسلم.

اقرأ أيضا/ قصص وعبر بعنوان ذكاء وفطنة وحكم عادل أساس في الملك

القصـــــــــــــــــة الثالثــــــــــــــة:

كانت في لحظات عمرها الأخيرة، وبينما كانت تشعر بسكرات الموت وقد دنا منها أجلها، اقتربت من ابنتها الوحيدة والتي تعشقها وقالت لها ناصحة:

يا بنيتي لا تحقرن من المعروف شيئا، فكل معروف تعرفينه افعليه مهما صغر، فإن وجدت علبة بالطريق من المحتمل أنها ستؤذي الناس أبعديها عن الطريق، وإن وجدت شخصا كبيرا في السن يحتاج لمساعدة فافعلي ولا تترددي، فربما تكون سببا في نجاتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وإن يوما وجدت شخصا مكروبا في أمس الحاجة لمن يفرج عنه كربه ويعينه على أمره فافعلي وفرجي عنه كربه فربما تكون المنجية؛ وإن وجدت إنسانا لا يريد منك إلا ابتسامة، فابتسمي في وجهه فابتسامتكِ في وجه أخيك المسلم صدقة؛ وإن وجدت يوما شخصا يريد منكِ أن تشفعي له عند أحدهم، فافعلي ولا تترددي في فعل ذلك.

أي بنيتي ركعتي الضحى لا تحسبينها عند الله بهينة، فإياك وأن تحقري من المعروف شيئا فاجعليها منهج حياة من الآن فصاعدا.

فافعلي كل معروف تعلميه فإنك لا تعلمين بأي معروف سيغفر الله لك ما تقدم من ذنبك، ويكون سببا في فوزكِ بالجنة ونجاتكِ من النار.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال: قصص وعبر تعم بالحكمة والموعظة من أجمل ما ستقرأ يوما

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى