قصص وعبر

واصل الرحم قصة وعبرة بقلم : د.حسام العقاد

واصل الرحم من اجمل القصص المعبرة التي يسعدنا أن ننقلها لكم في هذا المقال من خلال موقعنا قصص واقعية، قصة جميلة تتحدث عن صلة الرحم مكتوبة بقلم الكاتب حسام العقاد وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .

واصل الرحم

اقترب الموعد،، وقف سالم داخل غفة مكتبه وامامه حقيبة كبيرة، ممتلئة برزم مالية وضع يده علي النقود وغمغم : اليوم سأعقد صفقة العمر .. أغلق الحقيبة ودخل خادمه وقال : الاستاذ ياسر يريد مقابلتك يا سيدي .

تجهم وجه سالم وصاح في غيظ : ماذا يريد الآن ؟ وزفر في حنق وآشار للخادم أن يدخله وبعد لحظات دخل ابن عمه ياسر بقامته الممشوقة ووجهه البشوش وقال : السلام عليكم ورحمة الله، أجاب سالم السلام في فتور ثم قال : ياسر، انا مشغول الآن عد إلي في وقت آخر .

بان الضيق في وجه ياسر، لقد اعتاد من ابن عمه هذا الفتور، إنه يظن ان الجميع يطمعون في ثروته الكبيرة، فينظر إليه كلما جاء لزيارته كأنه يطلب احساناً او صدقه، قال في ضيق : سالم، لولا أن الله أمرنا بصلة الرحم وتوعد بمن لا يصل رحمه، لما جئت إليك ابداً .

سالم، إنني اريد ان احذرك لقد علمت أنك سحبت كل نقود من اجل .. قاطعة سالم صارخاً : آه هذا هو كل ما يهمك، نقودي، انت تطمع في مالي وثروتي، لقد ظهرت حقيقتك لا اريد أن اراك بعد الآن، ودفع ياسر الي الخارج فصاح ياسر : لقد ظلمتني ولكن نصيحتي لك لا تعقد هذه الصفقة ابداً، قال في غضب : انا حر في مالي .

اغلق باب الكتب بعنف وغمغم : انهم يطمعون في مالي، هذا هو سبب زيارتهم الدائمة لي، وبعد لحظات وصل صديقه ومعه بعض الاوراق وقال لنوقع الآن، قال سالم في حذر : لن أوقع قبل أن تصلني مكالمة مدير اعمالي ليطمئنني أنه استلم البضاعة، رن جرس الهاتف وكانت المكالمة التي ينتظرها فوقع الاوراق وسلم الرجل النقود وعند مغادرة الفيلا اصطدم بياسر وسقطت الحقيبة منه فناولها له ياسر وجلس يراقب الفيلا .

كان سالم جالساً يفكر في الارباح الهائلة التي تنتظره عندما تساءل : تري لماذا نصحني ابن عمي بعدم عقد الصفقة، ودخل ياسر فتجهم وجهه وصالح : أنت ثانية ؟ قال ياسر في هدوء : لقد خانك مدير أعمالك مع صديقك رجل الاعمال، إنه لم يستلم شيئاً، لقد خدعوك وسرقوا كل أموالك، صرخ سالم في جنون : لا مستحيل انت كاذب، انت تحقد علي .

تألم ياسر في صمت واتصل سالم بمدير اعماله وعرف الحقيقة فقال ياسر : لقد سمعتهما يتفقان واردت ان احذرك ولم تآبه لقولي، جلس سالم منهاراً صاح : ضاعت كل ثروتي ضاع كل شئ .. قال ياسر : انتقم الله منك، قال الله تعالي : ” فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ” صدق الله العظيم .

قال سالم في ندم : كنت أعمي حقاً، لم أدرك من هو الصدق، ظننت انك تزورني طمعاً في مال ولم افكر في صلة الرحم، ليغفر الله لي ، قال ياسر: لقد تعلمت درسا قاسيا ياسالم قال رسول الله : قال الله عز وجل : وأنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته .

وغادر الغرفة، ومالبث أن عاد ومعه حقيبة كبيرة قدمها لابن عمه قائلا: – هاهي نقودك ياسالم. هب سالم واقفا، والتقط الحقيبة، وفتحها في لهفة، وصاح باكيا الحمد لله، انها نقودي. قال ياسر : كما خدعك الرجل خدعته اصطدمت به وأبدلت الحقيبة بأخرى مشابهة لها تحتوي على قصاصات صحف. احتضن سالم ابن عشه، وقال وهو يبكي – اغفر لي يا ياسر، سامحني، لقد أخطات في حقك كثيرا، لقد تعلمت درسا عظيما. احتضنه ياسر وهو يقول لقد سامحتك يابن عمي وتشابكت ايديهما في حرارة، وابتسما في السعادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى