قصص وعبر بعنوان ما أضعف الحاسد!
ما أضعف الحاسد! ما أضعف الحاسد، يذيب الغل قلبه كما تذيب النار الحديد وتصهره، يتمنى زوال النعمة عن أخيه، وينسى أن الأرزاق مقسومة، وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. قال الله تعالى في كتابه العزيز: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا).
إن الحسد لا يضر المحسود، بقدر ما يفتك بصاحبه، يملأ صدره ضيقًا، ويغمر قلبه ظلمةً، حتى يُطفئ فيه نور الرضا والإيمان. فكيف يهنأ الحاسد بعيشٍ، وقد جعل قلبه سجنًا للنقمة على غيره وسوء الظن بربه جلَّ في علاه؟!
وقد أوضح لنا نبينا الكريم حقيقة الإيمان في قوله صلَّ الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه” حديث رواه البخاري ومسلم.
فمن أحب الخير لنفسه ولم يرضه لأخيه فلينظر في نفسه، فلينظر في نقص إيمانه وضعف يقينه، لأن الإيمان الصادق الحقيقي لا يمكن أن يجتمع مع الحقد والحسد في قلبٍ واحد.
ولو تذكّر الحاسد وعد الله للمحسنين والداعين لإخوانهم، لبدّل حسده دعاءً لهم، وغله حبًّا صادقا لهم، فقد قال نبينا الكريم صلَّ الله عليه وسلم: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكَّل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل” وقد رواه مسلم.
فانظر أخي الحبيب إلى كرم الله سبحانه وتعالى، من دعا لأخيه نال مثل دعوته ومن ملك كريم، ومن تمنى له الخير، أُفيض عليه من الخير أضعافًا مضاعفة.
جمعنا لكم أحبائنا سلسلة من قصص وعبر عن الحاسد، بها فيضا من العبر والعظات نرجو أخذها جميعها فهي الباقية حقا…
القصـــــــــــــــــــــــــــــــة:
قصص وعبر عن الحاسد اللئيم وكيف ينقلب سوء فعله عليه، مع إبراز العبرة الأخلاقية والاجتماعية من القصة…
يُحكى أنه في إحدى الممالك قديما، كان يعيش حاسد، وقد كان يغتاظ بشدة من جاره بسبب بساتينه وحدائقه المثمرة والتي كانت تعج بالخير والبركة على الدوام.
رأى الحاسد أن جاره قد ذاع صيته بين الناس بأنه رجل قد بارك الله سبحانه وتعالى له في رزقه، كان يمتدحه الناس على الدوام مما زاد من حقد جاره الحسود عليه.
وفي أحد الأيام، ذهب الحاسد إلى أحد الفقهاء المعروفين بالحكمة، ومعه شابين آخرين من أهل نفس القرية، وهما لا يعرفان ما الذي يضمره هذا الحاسد.
قال الحاسد للفقيه: “أريد أن تسأل جاري ما هو سر بركة حدائقه على الدوام؟!، وأن تسأله: إما أن يخبرك بالسر، أو أن يحمل نصف محصوله لعامين قادمين إلى الفقراء”.
قام الفقيه بإخبار جاره بالشرط الذي لا يقبله عقل إطلاقا، فابتسم الجار الطيب وقال: “إني لا أستطيع أن أُخفي سراً عن أحد مهما كان، سأعطيكم ثلاثة بذور، واذهبوا بها وقوموا بزراعتها في أماكن لا يراها أي أحد، وشرطي الوحيد في الاتفاق أن تعودوا وتعطوني تقريرا عن حالة نباتاتكم تخبروني الحقيقية دون كذب”! وبعد فترة زمنية عاد الشابان بصدق، الأول أعطى تقريرا كانت نبتته ضعيفة بسبب إهماله، والثاني كانت جيدة وأفضل بمراحل لمثابرته وصبره، أما عن الجار الحسود فاستغرق وقتاً طويلاً، ثم عاد والشر يملأ وجهه بالكامل.
فسأله الفقيه: “ماذا فعلت بنبتتك؟” أجاب الجار الحاسد: “لقد زرعتها في مكان لا يراه أحد، ولكني كنت أتخيل على الدوام نبتة جاري، أتخيل مدى نموها وكيف لها أن تصير، ومن شدة تخيلي نسيت نبتتي حتى ذبلت وماتت!، من شدة غيظي حاولت أن أحرق بستانه، ولكن لسعة نار الحقد حرقت يدي أنا فقط”.
حينها أدرك الفقيه أن الحسد أول ما يضر فإنه يضر بصاحبه، وأن سر بركة الجار الطيب يكمن في طيبة قلبه لا في سر أخفاه.
اقرأ عزيزنا القارئ مزيــــــــــــــدا من قصص وعبر غاية في الروعة وبها الكثير من الفائدة على موقعنا المتواضع من خلال:
قصص وعبر من الحياة مشوقة ومفيدة جداً دروس عظيمة في أسطر قليلة
ولا يمكننا أن ننسى أن نزكي هذه الكوكبة الرائعة من قصص وعبر من خلال الروابط التالية:
قصص وعبر بعنوان وتبقى النفوس الخبيثة خبيثة ولو أعطيتهم من الوُدِّ أطنانًا
وأيضا/ قصص وعبر بعنوان تضحيات باءت بتدمير حياة أطيب قلب على الإطلاق











