قصص وعبر

قصص واقعية بدون إنترنت بعنوان خداع مرير الجزء الأول

قصص واقعية بدون إنترنت

لقد قال لي حكيم يوما، إن سألوك عن سبب تغيرك فأخبرهم: “ولأني كنت أثق بهم عمرا، وخيبوا كل آمالي بلحظة”!

وتعلمت من الحياة ألا أثق بأحد، فالكل يخون إن أتيحت له الفرصة بذلك.

وسألوني يوما ماذا تعلمت من الحياة، فأجبتهم قائلا: “أن الذي معدنه ذهب يبقى ذهبا صافيا لامعا ولو وضع بقلب الطين، وأن الذي معدنه حديد يصدأ ويخرج أقبح ما بداخله حتى وإن لمع ووضع بأحسن مكان له”.

وأخيرا ثمة خسارات من كثرة كبرها تشعر بأنه لا خسارة بعدها تستحق الحزن عليها.

فتاة حزينة كسيرة القلب.
فتاة حزينة كسيرة القلب.

خداع مـــــريـــــر الجزء الأول

لطالما عانيت من تجبر وتسلط والدتي، طوال عمري لم أعرف السبب ولم أرد أن أعرفه من الأساس، كان والدي دائما يخبرني بأن هذه طباعها حادة ويلزمنا نتحملها، بالتأكيد إنها والدتي ورسولنا صلى الله عليه وسلم أوصانا بأمهاتنا ثلاثا قبل آبائنا.

ولكنني دائما ما وجدت الحضن الدافئ والقلب المحب من والدي، لم يعنفني يوما وكأن الله سبحانه وتعالى يعوضني عن قساوة قلب والدتي؛ لا أتذكر يوما بعينه ضمتني به لصدرها، أو فرحت بنتيجة امتحانات بالمدرسة، كل ما احتجت شيئا طلبته من والدي، كان دائما يخبرني بأنني قرة عينه، وهو أيضا قرة عيني ونور بصري وضياء قلبي.

أتممت دراستي الجامعية، عملت بعدها ممرضة بإحدى المستشفيات الخاصة، لقد كنت أعشق عملي أشعر وكأنني خلقت لشيء محدد وعلي أن أسدد خطاي بالتوفيق به؛ لم أتذمر يوما، والدي غنيا نوعا ما، يمتلك من الأراضي الزراعية ما يفوق العشرة فدن، وكلها يتم زراعتها بكافة المحاصيل، يعمل عمي الوحيد على الاهتمام بالأراضي دون مقابل، محبة ليس إلا وذلك لكوننا نسكن الحضر منذ زمن بعيد، لطالما أحب عمي ووالدي كلاهما الآخر، وطوال عمري لم أراهما يختلفان على شيء، فحب الدنيا وما بها آخر شيء يمكن أن يفكرا به، ورثت طباع والدي كاملة.

وبيوم من الأيام عدت من العمل لأجد والدي على فراشه وقلبه قد توقف عن النبض، وبالرغم من كوني ممرضة وأعمل بأكبر وأنجح المستشفيات إلا أنني عجزت أمام إرادة الله سبحانه وتعالى، عندما وصلت المنزل وجدته قد فارق الحياة بالفعل، لم أكتفي بذلك بل أخذته للمستشفى ولكن لا أمل من ذلك.

انهارت وساءت حالتي، لدرجة أنني لم أعد أذهب لعملي وقدمت على إجازة لحين غير معلوم، وبيوم من الأيام كنت أسير هائمة على وجهي، وإذا بثلاثة من الشباب يتهجمون علي، لقد كان بوضوح النهار ولكن بمنطقة نائية، لا أعلم حينها كيف لقدمي تحملني لمكان مثل ذلك، زادوني ضربا وإيلاما ولكنني لم أستسلم لهم، وإذا بشاب يبرحهم ضربا وينقذني من أيديهم، ولكنهم قاموا بإصابته بذراعه بسلاح أبيض حاد.

اضطررت للذهاب به للمستشفى التي أعمل بها، لقد فقد الكثير من دمائه فاضطررنا لإعطائه دما بدل الدم المفقود، وردا للجميل طلبت من الطبيب أن يأخذ دما مني، وبالفعل تطابقت فصيلتينا وتبرعت له بدمي، كنت أدعو الله أن يشفى وإلا لن أسامح نفسي، وعلى الرغم من أن إصابته بذراعه إلا أن الإصابة كانت بالغة، وقد استغرقنا طويلا حتى وجدت وسيلة للوصول بها للمستشفى.

في النهاية استعاد وعيه، وشكرني على ما فعلت معه، لقد أنقذ حياتي من يشكر منا الآخر؟!

خرج من المستشفى ولم أجعله يدفع أي من الأموال، لقد دفعتها كاملة وجعلت الإدارة لا تفشي عن اسمي، وبذلك أكون رديت له الجميل، فلا أحب أن أكون مدينة لأحد بالحياة هكذا علمني والدي؛ وكلها أٍبوع بالتمام وكان الشاب عندنا بالمنزل يريدني للزواج، لقد تعجبت من أمره، وجدته جالسا مع والدتي ويتحدث معها بشأن الزواج بي.

في الحقيقة فرحت كثيرا، إنه شاب وسيم وشجاع، يدافع عن الحق، لقد قام بحمايتي دون معرفة مسبقة، شاب مثله يطمئن أي فتاة بوجودها معه، سألتني والدتي عن رأيي فوافقت عليه.

كان دائما يوفق العلاقة بيني وبينها، دائما يعمل على توطيدها، تحسنت علاقتي بها، لقد كان الشاب بكل يوم عندنا بالمنزل، حكيت لوالدتي ما حدث معي وكيف كان موقفه بإنقاذه لي، بدت عليها السعادة والفرح.

أخبرنا الشاب بأنه وحيد، وليس له أقارب ولا أهل، لذلك أصرت عليه والدتي أن يأتي كل يوم عندنا بالمنزل، وأن زواجنا سيتمم في غضون شهرين…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا:

قصص واقعية سعودية طويلة بعنوان الأسرة الأمينة

4 قصص واقعية زواج المسيار ونتائجه الوخيمة في أغلب الأحيان

قصص واقعية حزينة ومؤثرة لن تندم مطلقا على قراءتها

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى