قصص للاطفال مليئة بالقيم المثلى السامية
تعتبر قصص الأطفال وسيلة تربوية وثقافية هامة، فهي تثري خبرات صغارنا وتنمي مهاراتهم وتكسبهم اتجاهات إيجابية.
كما أن قصص الأطفال تساهم في تطوير قدراتهم اللغوية، وتوسع مداركهم، وتحفز خيالهم، وتغرس القيم النبيلة في نفوسهم.
تساهم قراءة قصص للاطفال في بناء منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية للطفل منذ تشكل الوعي لديه، من خلال التمييز بين الخير والشر، والتفريق بين الخطأ والصواب، وترسيخ قيم التعاطف والرحمة والعطاء والمحبة والتعايش والإخاء والتسامح وقبول الآخر والانفتاح الثقافي والحضاري؛ فالقصص تفتح باباً عريضاً نحو اكتشاف عوالم الشعوب
القصــــــــــــــــــة الأولى:
من قصص للاطفال…
يحكى أنه كانت هناك أسرة تعيش في إحدى المُدن التي تعج بالسكان، وكان لدى هذه العائلة فتى راجح العقل وذكي وطيب القلب، وكان هذا الابن البار يحب أن يذهب يوم الجمعة إلى قرية مجاورة لمدينته، ليستمتع بجمال الطبيعة في هذه القرية، ويستنشق الهواء النقي، كانت لديه عادة.
وفي يوم الجمعة بينما كان في القرية رأى رجلاً ضخماً ذا عضلات كبيرة جالساً مستظلاً تحت شجرةٍ، كانت الهموم قد رسمت ملامحها على وجهه، فاقترب الابن منه وسأله عن أسباب حزنه ربما استطاع أن ينفث عنه.
فأجابه الرجل الضخم: “إنني رجل أنعم الله علي بالصحة والعافية، فأعمل في حمل الأمتعة والأشياء ولا أكل، وقد أمرني الرجل الذي أعمل معه بحمل كمية كبيرة للغاية من القمح، أقوم بنقلها جميعها من الجرن إلى الطاحونة، مشكلتي وهمر ليس بنقلها ولكن بالوقت الذي حدده وهو قبل أن تغيب الشمس، أشعر بالحزن الشديد كلما فكرت في الأمر، فكيف يمكن لي أن أنقل كل هذه الكمية الكبيرة من القمح من الجرن إلى الطاحونة وقبل غروب الشمس؟!”.
أشفق الابن على الرجل المسكين، قرر أن يساعده وحينما أعلمه بالأمر ضحك الرجل بسخرية، وقال له: “وكيف لك أن تساعدني وأنت لا تزال فتى صغير؟!”
قام الرجل من تحت ظل الشجرة، واتجه لعمله فأحضر سلتين كبيرتين، ثم قام بملأ السلة الأولى بالحجارة والثانية بالقمح الذي أراد نقله، وحملهما على كتفيه بواسطة عصى كبيرة!
سار الرجل من الجرن إلى الطاحونة، فأثار الأمر استغراب الابن، ما أثار اندهاشه وضع الحجارة في سلة والقمح في سلة أخرى، فسأل الرجل عن فعلته فور عودته، فأجابه: “حتى أوازن القمح”، فقال الفتى للرجل: “عليك أن تملأ السلتين بالقمح حتى تتوازن السلتان، وبذلك ستتمكن من إنجاز أعمالك في وقت أقصر وربما قبل الوقت المحدد لك أيضا”.
فابتسم الرجل الضخم وشكر الابن الصغير على نصيحته الغالية الثمينة، وبمساعدة الابن الصغير استطاع الرجل أن ينقل القمح بأكمله قبل أن تغرب الشمس.
اقرأ مزيدا من قصص للاطفال من خلال: قصص للاطفال قبل النوم باقة من اجمل القصص المسلية للصغار
القصــــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــــة:
من قصص للاطفال تعلمنا وتعلم صغارنا المعنى الحقيقي للإيثار…
قصة غاية في الروعة في يوم من الأيام عاد الابن الأصغر المحبوب للعائلة من المدرسة، وكان يحمل على كتفيه عبئا كبيرا، إذ كان عليه أن يقوم بواجباته المدرسية جميعها وبالمراجعة في آن واحد، استعدادا للاختبار في اليوم التالي، كان يلزمه أن يدرس جيدا ليحصل على درجة كاملة.
دخل حجرته وانفصل عن العالم بأسره، وبينما كان يذاكر ويحل واجباته الدراسية توقفت معه مسألة بمادة الرياضيات، كانت مسألة صعبة تحتاج إلى الكثير من الفهم والتركيز لمعرفة حلها؛ وعلى الرغم من قضائه وقتا كبيرا في فهمها والمحاولة في الوصول إلى حلها إلا إنه لم يفلح في ذلك، فطلب المساعدة من أمه والتي تركت كل ما بيدها وهمت بمساعدته، حاولت جاهدة لإيصال المعلومة إليه بشتى الطرق والوسائل، تعمدت شرح المسألة له بأكثر من طريقة وأكثر من كيفية ففي الأساس والدته مهندسة والرياضيات من المواد المحببة لقلبها.
وبالفعل نجحت في ذلك، ففهمها الابن وحل المسألة بسهولة ويسر، شكر والدته كثيرا، ومضى وقتا إضافيا لاستكمال واجباته الدراسية وعندما انتهى منها جميعها أراد أن يقضي قليلا من الوقت في لعبته الإلكترونية قبل أن يحين موعد ذهابه للنوم.
الوقت الذي خرج فيه من حجرته كانت والدته تعد لهم طعام العشاء، وكانت في أمس الحاجة لشراء شيء ما من البقالة، فطلبت من ابنها الأصغر أن يذهب ويشتريه، لقد علمت ن خروجه بأنه أنهى واجباته الدراسية بخلاف إخوته، ولكنه أبى الذهاب لأنه يرغب في اللعب قبل انتهاء الوقت، ظهرت على ملامح والدته آثار الحزن من رفضه لما قالته، وعندما لاحظ حزنها وتذكر ما فعلته لأجله أول ما احتاج إليها اعتذر منها بشدة، وأخذ من يدها المال وذهب مثلما أمرته.
وعندما عاد آثر أن يساعدها بالمطبخ على اللعب، أشادت والدته بما فعل لأجلها وأعلمته أن ما فعله من ضبط النفس وهو أن يؤثر ما أرادته والدته على ما أراده ويكمل ما تفعله بكل حب وتودد على الرغم من إرادته للعب وحبه لذلك.
اقرأ مزيدا من قصص للاطفال من خلال: قصص للاطفال باللغة العربية قصة الراعي الكذاب والطفل المشاغب ايمن