قصص للأطفال مفيدة وجديدة لصغارنا
إن كثير من الآباء يلجئون إلى قراءة قصص لأطفالهم للاستعانة بها على النوم، ولكنهم لا يدركون أن للقصص هذه لها أبعاد وفوائد جمة أكثر من النوم وحسب.
اسمح لنا أيها الأب وأنتِ أيتها الأم الجميلة في سؤالكِ عن آخر مرة جلست بجوار طفلك الصغير وقرأت له قصة قبل النوم وانغمست في ذلك؟!
ننتظر جوابك في التعليقات بالأسفل!
من قصص للأطفال مفيدة وجديدة
القصـــــــــة الأولى/ النجمة الصغيرة والغيوم الكسولة:
يحكى أنه في قديم الزمان، كانت هناك نجمة صغيرة تُدعى “لؤلؤة” بين المجرات اللامعة والكواكب البعيدة، كانت “لؤلؤة” نجمةً مميزة مفعمة بالنشاط والحماس، تحب على الدوام أن تضيء السماء بنورها الساطع وتُسعد كل من ينظر إليها.
ولكن كانت هناك مشكلة صغيرة تواجهها “لؤلؤة”، ألا وهي مجموعة من الغيوم الكسولة التي كانت تحجب ضوء “لؤلؤة” كثيرًا؛ وقد كانت الغيوم الكسولة تحب النوم طوال الوقت، كانت الغيوم الكسولة تتركز في سماء الأرض فلا يستطيع الأطفال الصغيرة رؤية النجوم اللامعة.
أما عن “لؤلؤة” فقد حاولت أن تحدثهم بهدوء قائلة: “يا أصدقائي الغيوم، لماذا ترغبون في ألا يرى الأطفال جمال الليل؟!”
كانت الغيوم الكسولة تتثاءب وتقول: “أيتها النجمة الصغيرة إن النوم للغاية، ولن نفعل شيئا باستثناء النوم الذي يشعرنا بالراحة!”
شعرت “لؤلؤة” بالحزن الشديد، ولكنها وعلى الرغم من الحزن الذي ساد قلبها إلا إنها لم تستسلم، فكرت “لؤلؤة” وفكرت، ثم أتتها فكرة رائعة، لقد بدأت “لؤلؤة” ترسل خيوطًا صغيرة من نورها الساطع لتداعب الغيوم بلطف شديد، وكانت كلما أرسلت خيطًا من الضوء شعرت الغيوم بدفء خفيف ولطيف.
في البداية، تجاهلت الغيوم الكسولة ضوء النجمة الصغيرة، ولكن وبمرور الوقت بدأت بعض الغيوم تشعر بالفضول حول ما يحدث معها؛ قررت إحدى الغيوم الصغيرة أن تستيقظ قليلًا، وعندما تحركت، انزاحت قليلًا عن مكانها، ومر ضوء “لؤلؤة” من خلالها، فكون شكلًا جميلًا في السماء؛ صاحت لؤلؤة بفرح شديد: “انظروا يا أصدقائي الغيوم، لقد ساعدتموني”.
شجع جمال المنظر الغيمة المستيقظة باكرا، وبدأت في التحرك أكثر، ثم تبعتها بقية الغيوم الأخرى، لم تعد الغيوم كسولة مرة أخرى، وإنما أصبحت تتعاون مع النجوم لتشكل مناظر رائعة في السماء، تارة على شكل قوس قزح، وتارة أخرى على شكل قارب، وتارة أخرى على شكل بروج عملاقة.
القصـــــة الثانية/ قطرة الندى و زهرة عباد الشمس:
يحكى أنه في صباح يوم جميل بفصل الربيع، كانت هناك قطرة ندى صغيرة تتدحرج على ورقة خضراء لامعة، وكانت قطرة الندى الصغيرة فضولية جدًا، كانت تحلم بأن ترى العالم الواسع، فقد كانت تسمع حكايات الرياح عن الزهور الجميلة والأشجار العالية، وطالما تمنت أن تصل إلى أبعد مكان ممكن قبل أن تتبخر وتنتهي.
كانت هناك زهرة عباد شمس كبيرة، كانت شمس الشموسة (زهرة عباد الشمس) حكيمة وهادئة، وتعرف الكثير عن العالم لأنها تتبع الشمس كل يوم، وعندما رأت قطرة الندى الصغيرة، فكانت تحاول جاهدة القفز من ورقة إلى أخرى بصعوبة بالغة، ابتسمت وقالت: “إلى أين أنتِ ذاهبة يا قطرة الندى بهذه العجلة؟”
أجابت قطرة الندى والحماس يملأها: “أريد أن أرى العالم يا شموس الشموسة، أريد أن أذهب إلى حيث تشرق الشمس وتغيب”؛ ضحكت شمس الشموسة وقالت لقطرة الندى: “ولكن الطريق طويل ومليء بالتحديات الشاقة، ربما تحتاجين للمساعدة من أحد ما”.
أخطأت قطرة الندى فلم تستمع للنصيحة، وقفزت بحماس مبالغ فيه، قادها حظها العسر للسقوط في حفرة صغيرة، سرعان ما شعرت باليأس الشديد، وخشيت أن تتبخر قبل أن ترى أي شيء مما كانت تحلم به.
وفي هذه اللحظة تحديدا، وصلت مجموعة من النمل النشيطة، كانوا يحملون على ظهورهم قطعًا صغيرة من الطعام، وعندما رأوا قطرة الندى توقفوا بسرعة.
سألتها النملة: “ما لي أراكِ حزينة يا قطرة الندى؟”
قصت عليها قطرة الندى قصتها، فأشارت النملة إلى زهرة عباد الشمس وقالت: “شمس الشموسة تستطيع مساعدتك، إنها الأعلى في الحقل”
صدقت واقتنعت أنها بحاجة للمساعدة، فنادت على شمس الشموسة، فلم تتأخر عليها ومدت إحدى أوراقها الكبيرة، صعدت قطرة الندى على الورقة الكبيرة، وبدأت تتسلق ببطء حتى وصلت إلى قمة الزهرة.
ومن هناك، رأت قطرة الندى منظرًا رائعًا لم تره من قبل، لقد رأت الحقل بأكمله، والغيوم البيضاء في السماء، وحتى النهر البعيد الذي كان يتلألأ، شعرت بفرحة عارمة، شعرت وكأنها وأخيرا حققت ما حلمت به وأرادت.
استمرت بمكانها طوال اليوم تستمتع بالمنظر، وعندما بدأت الشمس تغيب، تبخرت ببطء، تبخرت وهي سعيدة لأنها حققت حلمها ورأت العالم.
اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال:
3 قصص للأطفال بعمر 10 سنوات مليئة بالعبر والفائدة