قصص للأطفال بعنوان الإيثار ومساعدة المحتاج
جميعنا في أمس الحاجة إلى جعل أبنائنا في أعلى الدرجات وأرفع المراتب، لذلك يلزمنا تنشئتهم على مواقف تعمل على تقوية شخصياتهم.
من أهم السمات والأخلاق التي تجعل شخصية أي طفل قوية هي سمة الإيثار ومساعدة الغير، غرس المعنى الجميل للآية الكريمة داخل نفوس صغارنا منذ الصغر: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
أولا/ قصـــــــــــــــــة الحمامة والنملة وجزاء الإحسان:
يحكى أنه ذات يوم كانت هناك نملة صغيرة، عرفت هذه النملة بالجد والاجتهاد في جمع الحبوب والطعام، وفي هذا اليوم كان الجو شديد الحرارة، فشعرت النملة الصغيرة المسكينة بالعطش الشديد أثناء العمل.
لاحظت النملة الصغيرة جدولا للمياه العذبة على مقربة منها فاقتربت لترتشف بضعة قطرات من المياه وتروي عطشها الذي كاد أن يفتك بها، وفجأة اختل توازن النملة المسكينة لحجمها الضئيل فسقطت بالجدول.
وبينما كانت النملة المسكينة تنازع كانت هناك حمامة فوق رأسها تحلق في السماء عاليا، وشاء الله سبحانه وتعالى أن ترى النملة المسكينة وهي تصارع للبقاء على قيد الحياة؛ وعلى الفور التقطت الحمامة غصنا صغيرا من إحدى الأشجار، وأمسكته بفمها الصغير ودنت من النملة في محاولة منها لإنقاذ حياتها.
وبالفعل تمكنت النملة الصغيرة من الإمساك بالغصن، وبذلك أنقذت فسها من موت محتوم بفضل الله سبحانه وتعالى وبمساعدة الحمامة طيبة القلب؛ شكرت النملة الصغيرة الحمامة على إعانتها، ومر كثير من الوقت والنملة الصغيرة لم تنسى الإحسان الذي قدمته إياه الحمامة، وفي يوم من الأيام كانت النملة تجمع الحبوب كعادتها، فلاحظت صياداً يوجه بندقيته ناحية الحمامة التي أنقذت حياتها؛ ودون تفكير هرعت إلى الصياد وعضته بكل ما أوتيت من قوة!
صرخ الصياد من شدة الألم، فقد شعر بألم حاد بيده لدرجة أنه أوقع السلاح من يديه؛ وبسبب صرخته انتبهت الحمامة الغافلة وحلقت بعيدا عنه لكيلا تقع فريسة بين يديه، كانت قد علمت الحمامة بمن أنقذ حياتها.
ثانيا/ قصة تجارب وصعوبات العالم الخارجي:
يحكى أنه بإحدى جذور شجرة عملاقة للغاية توجد على أطراف إحدى الغابات الجميلة والتي كانت تتميز بقربها الشديد من مساكن البشر، كان هناك جحر صغير لأرنبة وصغيريها، كانت الأرنبة الأم تعتني لأبعد الحدود بصغيريها وكانت على أتم الاستعداد بفعل أي شيء في نضير إسعادهما.
وفي إحدى الأيام خرجت الأرنبة الأم في الصباح الباكر بحثا عن الطعام، وكانت هذا ما تفعله يوميا، وقبل خروجها من الجحر كانت على الدوام لا تمل من توصيتهما بالوصية الوحيدة لها: “يا صغيري إياكما والخروج من الجحر، فالعالم الخارجي مليء بالصعاب والأخطار، صغيري إنكما لا تزالان صغارا على العالم الخارجي، ولن تتحملاه مهما فعلتما فإياكما وكسر وصيتي!”.
وخرجت الأرنبة الأم خارج الجحر بعد تذكيرها لصغيريها الوصية الدائمة، وما تركتهما وحيدين إلا لتأتي لهما بالجزر الذي يعشقانه، ولم تكن تدري هذه الأم المسكينة حب الفضول الذي تملك صغيريها ورغبتهما في كسر قاعدة أمهما ليريا العالم الخارجي المليء بالمخاطر!
وما إن خرجت الأم وغابت جزئيا عن الأنظار، حتى وقفت الابنة الصغيرة تنظر وتطالع العالم الخارجي من ثقب صغير بالجحر، وقد حذرتها منه والدتها ومن الخطورة التي من الممكن أن يعود بها.
ذهلت الابنة الصغيرة وقالت: “يا له من عالم واسع وجميل للغاية!”
فرد عليها أخوها الأرنب الصغير قائلا: “وإياكِ أن تنسي أنه خطير مثلما قالت لنا أمنا”.
ردت عليه أخته متعنتة: “ولكننا كبرنا وصرنا مثلها، نملك أربعة أقدام، وآذنان وذيل، وصار بإمكاننا تحمل ما تتحمله بالخارج، فمما نخاف؟!”
وبأسلوبها استطاعت الابنة الصغيرة أن تقنع أخاها بالخروج للعالم الخارجي وتفحص الأمر بنفسيهما، وما إن باتا خارج الجحر ولأول مرة بحياتهما ذهلا مما وجداه من عشب أخضر يملأ الأرض على مد البصر ومياه عذبة.
فشرعا في القفز على العشب الأخضر وباتا يجولان ويلعبان، وفجأة شمت الصغيرة رائحة زكية للغاية، فتتبعت الرائحة حتى وجدت أمام عينيها قفصا مليئا بالفاكهة الطازجة، جذبت الرائحة الصغيران، فدخلا للقفص وإذا به يقع عليهما وتدمر كل الفاكهة الشهية التي كانت بداخله.
باتا الصغيران داخل القفص محتجزان، يشعران بخوف شديد من مصير مجهول، كانت الابنة الصغيرة تشعر بندم شديد على ما فعلته بنفسها وبأخيها وبأنها خالفت أوامر والدتها؛ وبينما كانت غارقة في دموعها إذا بفتاة جميلة تأتي إليهما، تفتح عليها القفص وتدخل يديها وتمسك بهما من آذانهما قائلة: “أتعلمان أيها الصغيران بسببكما فقدت عملا متقنا وشاقا للغاية استغرق مني ساعات طوال لإنجازه!”
تركتهما الفتاة من يديها على الأرض بهدوء وإمعان، وقالت بصوت عالٍ وكأنها تفكر في أمر يشغل بالها وتفكيرها: “ولكنهما لا يزالان صغيران على العالم الخارجي كيف لأمهما أن تتركهما بمفردهما في عالم تملأه الأخطار والمخاوف؟!”
وما إن تركا الصغيران حتى لاذا بالفرار، عادا للجحر بأقصى سرعة ممكنة على الإطلاق ولم يلتفتا خلفهما، ووصلا للجحر بأمان، وجلسا في انتظار والدتهما، كانا قد تعلما درسا لن ينسياه طوال حياتهما، وهو ألا يخالفان أمر لوالدتهما مهما كان!
اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال:
قصص للأطفال مليئة بالفائدة الجمة استفيدي بها