[the_ad id="40345"]
قصص طويلة

قصص طويلة بعنوان صنائع المعروف تقي مصارع السوء

وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (‌صنائع ‌المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تُطفئ غضبَ الربِّ، وصِلَةُ الرَّحِم تزيد في العمر). وقد رواه الطبراني في (الكبير) بإسناد حسن كما قال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. وقصتنا اليوم تحمل أسمى معاني حديث رسولنا الكريم وتبرهن على صدقه صلوات ربي عليه…

القصــــــــــــــــــة:

قصة حقيقية حدثت بأراضي الحرم، قصة تبين لنا المعنى الحقيقي لمعنى صنائع المعروف على الدوام تقي مصارع السوء…

بيوم من الأيام بينما كنت مسافرا من الطائف إلى الرياض، كنت حينها أسافر بالسيارة مع أسرتي جمعا، وبينما كنا على طريق سفرنا إذا بالسيارة تتعطل بنا، كان وقتها برفقتي أولادي جميعهم وعائلتي والجو كان شديد الحرارة.

لم أجد حلا إلا التوقف بالسيارة في إحدى محطات تزويد الوقود على الطريق، ونزلت منها لأكتشف المشكلة بها وأحاول أن أجد لها حلا، وللأسف الشديد وجدتها مشكلة كبيرة بمحرك السيارة، وكانت مشكلة من الصعب علي حلها بل استحال تدخلي لحلها، كانت مشكلة تحتاج لأخصائي متمكن لحلها، وهذا لا يتوفر إلا بمدينة الطائف أو بمدينة الرياض، ولسوء حظي كنت بمنتصف المسافة بينهما.

لقد مكثت تحت أشعة الشمس بمنتصف الطريق وأولادي يتلوون من شدة الحر داخل السيارة، كنت وقتها أفكر في حل للخروج من هذه المشكلة الجسيمة، أفكر بيأس ماذا أفعل بزوجتي وأولادي وبهذه السيارة التي تعطلت بنا؟!

وفجأة إذا برجل يخرج من محطة الوقود أمامي، ولم يكن لي به سابق معرفة من قبل، لقد كانت هذه اللحظة الأولى التي أراه بها، ولكنه اقترب مني وشرع في الحال في حديثه معي…

الرجل: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل هناك خطب بك يا أخي في الله؟!”

فرددت عليه السلام: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والله لقد تعطلت بنا السيارة فجأة ولا أدري ماذا أفعل”.

فقال لي: “إن لدي بعض الخبرة بالسيارات، هل تمانع إن ألقيت عليها نظرة لأرى ما بها؟!”

فأجبته وبكل سرور: “أتمنى ذلك”.

وعلى الفور اقترب منها ودقق فيها وبكافة تفاصيلها، وقال وقد بدت على ملامحه علامات الحزن: “للأسف عطلها معضل ولن أتمكن من إصلاحه، تحتاج النقل لمتخصص بأعطال الموتور”.

فأخبرته بأنني توقعت ذلك، ما إن فحصتها توقعت بأنها تحتاج لمتخصص وأنها بها مشكلة كبيرة.

ولكنه قال لي: “ولكنك معك أبنائك وعائلتك والجو شديد الحرارة كما ترى، خذ سيارتي وأوصل بها أهلك قبل أن يحل عليك الليل”.

فرددت عليه متعجبا: “ولكن كيف لك أن تطلب مني ذلك وأنت لا تعرفني من الأساس؟!”

فابتسم لي قائلا: “أما نحن إخوة في الإسلام؟!، إنني وحدي ولا قلق علي في كل الأحوال، سأدخل إلى المحطة وآكل الغداء وأشرب قهوة ساخنة، وكل ما عليك أن توصل أهلك، وفي الصباح ترسل إلي بسيارة تحملني وتحمل سيارتك المتعطلة”.

وبالفعل وصلت إلى مدينة الرياض قرب العشاء، وأوصلت أهلي المنزل وبعدها على الفور انطلقت في رحلة بحث عن سيارة كبيرة لتحمل سيارتي المتعطلة وتأتي بالرجل الذي فك كربي دون أن يعرفني من قبل.

وعندما وصلت إليه السيارة كان الليل بأكمله قد انقضى، وما وصلوا للرياض إلا قريب الظهر، أعطيته سيارته وقلت له وقد كنت غاية في الحرج: “والله لا أعلم كيف أكافئك ولا كيف أرد لك جميل صنعك يا أخي، ولا أعلم كيف أجازيك على ما فعلته معي وكل ما قدمته لي”.

صدمني برده ونفس الابتسامة الجميلة على شفتيه: “وما الذي فعلته لك يا أخي؟!، لقد أخذت سيارتي ولكنك تركت لي بالمقابل سيارتك، والآن أرجعتها لي، أما عن بقائي بالمحطة فقد تناولت طعامي وأديت فروضي وبالعكس غرقت في نوم هادئ”.

انتظرت منه أن يطلب شيئا في المقبل ولكنه أبى أن يفعل، حصلت على رقم هاتفه وأعطيته رقم هاتفي، ونسيت أمر ما حدث حتى بيني وبين نفسي حتى جاء اليوم الذي كنا فيه بمجلس ذكر ونذكر المواقف وصنائع المعروف التي حدثت معنا، فذكرت الموقف الذي فعله معي وأنه لو كان أخي ابن أبي وأمي لتردد في فعل ما فعله معي.

ومع الحديث والذكر تذكرته حينها واتصلت عليه لأطمئن عليه وعلى أحواله، ولكن ردت على هاتفه زوجته، وعندما سألتها عنه قالت: “لقد سُجن هذا ما كنتم تريدونه أن يسجن؟!، إن كان لك أموال عليه فاذهب إليه وخذها منه بالسجن”!

فتلقائيا سألتها: “ولماذا سجن؟!، أمثل هذا يسجن؟!”

فأجابتني وقد بدا على صوتها التعجب “مؤخرا كثرت عليه الاتصالات وفجأة أتى رجال الشرطة وأخذوه للسجن”.

فعلمت منها اسم السجن، وأيقنت حينها في صميمي أنه آن الآن موعد رد الدين، وفي صباح اليوم التالي باكرا أخذت مائة ألف ريال سعودي كنت قد جهزتها وذهبت إلى لسجن؛ وهناك طلبت منهم أن يسددوا له الدين ويطلقوا سراحه، وألا يخبروه شيئا عن هويتي ليخبروه بأني فاعل خير وحسب.

جاءوا به وأخبروه عن فاعل الخير الذي ترك له مائة ألف ريال، ولكن الرجل أخبرهم بأنه مدين بثلاثة مليون ريال، وأن هذا المبلغ لن يجدي معه نفعا، طلب منهم أن يأتوا بالأناس الذين عليهم ديناً خفيفا وأن يفكوا سجنهم، وبالفعل تمكن بسبب طلبه من تحرير أكثر من سبعة سجناء بالمال!

وبعد فترة قليلة اتصلت عليه لأطمئن، ولكن زوجته أخبرتني أنه لا يزال قابعا بالسجن، ذهبت للسجن مجددا وكنت غاضبا منهم ولكنهم أخبروني بما حدث معه، وتعجبوا منه ومني ومن أفعالنا الغريبة، كما أنني تعجبت من أمره على الإطلاق ومدى الإحسان الذي به، لم يفكر حتى في أهله عندما حصل على المال ولكنه فكر في تحرير رقاب في سبيل الله!

أعطوني بالسجن أوراقا بقيمة الأموال التي عليه، وكنت على صلة وثيقة وطيبة بالأمراء، فذهبت إليهم جميعا وفي غضون ثلاثة شهور كنت قد جمعت المبلغ وذهبت للسجن وطلبتم منهم أن يحرروه في الحال ودون أن يخبروه أيضا.

تابع المزيد من خلال:

قصص طويلة بعنوان من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!

وأيضا/ قصص طويلة بعنوان يوم لن يمحى من الذاكرة!

قصص طويلة بعنوان رحلة من الزواج وحتى الانفصال!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى