قصص جن بعنوان عالم مختلف مملوء بالخوارق الطبيعية
إن الجن خلق من خلق الله سبحانه وتعالى، والجن يسكن الأرض في عالم موازي لعالم البشرية، وهم أمثالنا تماما يأكلون ويشربون ويتزوجون وينجبون أيضا، ولكنهم غير مرئيين وهذه الحقيقة نفسها هي ما جعلت الكثير من البشر لا يصدقون أمورا عنهم على الإطلاق.
أما عن قصص الجن فتظل جزءًا لا يتجزأ من التراث الشعبي، إذ أن هذه النوعية من القصص تعكس إيمان الناس بالعوالم الخفية ومدى تأثيرها على حياتهم.
وقصص الجن ليست مجرد حكايات للتسلية، ولكنها وسيلة لنقل المعتقدات والتحذيرات من جيل إلى جيل.
أولا/ قصة الطفل المفقود في الصحراء الغربية:
يحكى أنه كانت هناك عائلة تعيش في قرية نائية في محافظة سوهاج، تميزت هذه القرية بأنها قريبة من الصحراء الغربية.
وفي يوم من الأيام خرج ابن هذه العائلة الصغير البالغ من العمر خمس سنوات ليلعب في الحقول المجاورة للقرية، ولكنه يومها خرج للعب ولم يعود!
وكعادة القرى الترابط والإخاء خرجوا جميعا للبحث عن الصغير، دامت رحلة البحث لساعات طويلة ولكن دون جدوى، بدأ اليأس يتسلل إلى قلوب الجميع، فمن يضيع في الصحراء الغربية نادرًا ما يعود!
وفي الليلة التالية، وبينما كانت الأم تبكي وتدعو الله أن يعيد لها ابنها سالما معافى، سمعت صوتًا خافتًا ينادي اسمها من خارج البيت، هرعت الأم بسرعة تلبي النداء على أمل، فرأت طفلها يقف أمام الباب، وهو يبدو متعبًا ولكنه سليم، احتضنت الأم ابنها بسعادة لا توصف وسألته أين كان؟!
نظر الطفل إلى والدته بعينين واسعتين وقال لها: “لقد كنت مع أناس طيبين، كانوا يلعبون معي، ويعطوني أشهى الطعام”!
سألته الأم عن هؤلاء الناس وعن أوصافهم، فصمت الطفل عاجزا وصفهم، بدا الطفل الصغير وكأنه نسي كل شيء عنهم.
وفي اليوم التالي، ذهب الأب بالطفل إلى شيخ القرية، وبعد أن قرأ الشيخ الرقية الشرعية كاملة على الصغير، أكد للأب أن الطفل كان مع الجن، وأنهم هم من اعتنوا به وأعادوه إلى أهله؛ لقد أوضح الشيخ أن الجن قد يتفاعلون مع البشر في بعض الأحيان، ولاسيما الأطفال بصفة خاصة.
كانت قصة الصغير الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام إضافة إلى رصيد الإيمان بوجود الجن في القرية، وأصبحت جزءًا من حكاياتهم المتوارثة التي يتذكرونها بين الحين والآخر مذكرين الآخرين بوجود عالم آخر يتفاعل مع عالمنا بطرق لا يمكن للعقل البشري فهمها بالكامل.
إن قصص الجن حتى وإن بدت غريبة أو غير قابلة للتصديق للبعض، لا يمكننا أن ننكر أنها جزء لا يتجزأ من واقع العديد منا، إنها قصص تعكس إيماننا العميق بوجود عالم الغيب، وتؤكد على أن هناك أبعادًا أخرى للوجود تتجاوز ما يمكن أن نراه وما يمكننا أن نلمسه.
اقرأ مزيدا من قصص جن من خلال: قصص جن بعنوان سحر للانتقام يؤل إلى جن عاشق!
ثانيــــــــا/ قصة البيت المسكون:
يحكى أنه في إحدى القرى بمحافظة قنا كان هناك بيت قديم جدًا، وكان مهجور منذ سنوات طويلة مضت، لقد كان يطلق عليه أهل القرية اسم البيت المسكون!
كانت الأساطير على الدوام تحوم حول هذا البيت، فكان يقال أن سيدة عجوزًا عاشت فيه وماتت بداخله، وكانت تحب الأطفال كثيرًا، وبعد وفاتها بقيت روحها تسكن البيت وتحب الأطفال كثيرا، ولكن الناس كانوا يخفون بها الصغار!
وفي حقيقة الأمر لم يجرؤ أحد على الاقتراب من البيت لسنوات طويلة، حتى جاءت عائلة جديدة من مدينة أخرى كانوا لا يعلمون أي شيء مما يدور حول البيت على الإطلاق، اشتروا البيت بسعر زهيد لعدم معرفتهم بقصته.
وبالفعل بدأوا في ترميمه والسكن فيه، في الأيام الأولى لم يلاحظوا أي شيء غريب مطلقا، ولكن بعد فترة ليست بالبعيدة بدأت الأم تلاحظ اختفاء بعض ألعاب أطفالها، تختفي ألعاب وأشياء صغارها فترة من الزمن ثم تظهر فجأة في أماكن غير متوقعة!
وأحيانًا كثيرة كانت تسمع الأم ضحكات خافتة وأصوات لعب أطفال في منتصف الليل، على الرغم من أن أطفالها يكونون نائمين في هذا الوقت تحديدا!
وفي إحدى الليالي، استيقظت الأم حينها على صوت بكاء طفلها الرضيع، هرعت إليه لتهدئه ولكنها حينما وصلت إليه وجدته نائمًا بهدوء في سريره، كان الطفل النائم غارقا في نوم عميق وعلى الرغم من ذلك إلا أن صوت البكاء كان لا يزال مستمرا، تتبعته الأم لتجده يأتي من غرفة المعيشة. ذهبت لتتفقد الأمر، فرأت ضوءًا خافتًا يضيء غرفة المعيشة بأكملها، سمعت صوت أرجوحة أطفال تتحرك وكأن طفلاً يجلس عليها، في الأصل المنزل بأكمله لا توجد به أرجوحة على الإطلاق، هلعت الأم فأسرعت لإيقاظ زوجها.
وما إن حل الصباح روى الزوجان ما حدث لأحد كبار السن في القرية، فابتسم الرجل وقال لهما: “هذا بيت مسكون بالجن، إنها جنية تحب الأطفال وتلعب معهم، لا تخافوا منها، فهي لا تؤذي أحدًا، ولكنها تحب أن تؤنسهم، عليكم بقراءة القرآن الكريم في البيت وحافظوا دوما على طهارته”.
اقرأ مزيدا من قصص جن من خلال: قصص جن حقيقية من قلب صعيد مصر