قصص جن بعنوان عارض من العالم الآخر!
هل كنت تعلم أن الجن والشياطين يسكنون الأماكن المهجورة، يعيشون في الخرائب والزوايا المنسية، وكل ما يفعلونه أنهم ينتظرون دعوة، وربما مجرد فرصة حتى وإن كانت صغيرة!
يُقال أن الجن بإمكانهم تقليد الأصوات البشرية، ليغرروا بالغاوي إلى الظلام بأصوات مألوفة إليه، وما إن ينساق وراهم حتى تتحول هذه الأصوات المألوفة فجأة إلى أصوات شريرة؛ والرعب الحقيقي للجن والشياطين ليس في قوتهم وقدراتهم وحسب، وإنما في طبيعتهم التي نجهلها نحن بنو البشر كليا، وفي دوافعهم الخفية وأشكالهم المخبأة خلف إدراكنا كليا.
القصــــــة:
صرت أفكر فيما رأيته من ثواني معدودة، وأربطه بما حدث مع والدتي ولكن عقلي لم يستشف شيئا، كيف لأمي التي كانت بالكاد تحرك عينيها في سقف الحجرة وتنظر إلينا بنظرات كلها وعيد، وتتحدث على لسان أحد بصوت جشأ، كيف لها أن تعود لحالتها الطبيعية لمجرد أنني عايشت شيئا غريبا من عالم آخر؟!
قاطع تفكيري العميق صوت والدي يسألني عن هاتفه، فأجبته بأنني رأيته بالأعلى في الصالة تحديدا، فطلب مني والدي أن أحضره حينها تذكرت التجربة المريرة التي عايشتها من دقائق معدودات، فطلبت من أخي “حازم” أن يذهب ويحضر هاتف والده.
لم يتردد أخي وبالفعل صعد على الفور، ولكني عندما لاحظت أنه قضى أكثر من عشر دقائق بالأعلى ولم ينزل سحبت أختي “مروة” من يدها وفي البداية نادينا عليه من الأسفل ولكنه لم يستجب لنا، فصعدنا إليه وكانت المفاجأة الصادمة بالنسبة لنا!
لقد وجدناه بالصالة يقف مصدوما شاحب اللون بجانب الكنبة نفسها وفي يده الهاتف والغريب أيضا أنه نفس المكان الذي كانت تقف فيه والدتنا قبل تغيرها، وما إن رآنا قال بصوت متقطع: “لم أستطع جمع هاتف أبي”، ذهلت عندما سمعته فالهاتف في يده!
ركضت تجاهه “مروة” واحتضنته وقالت: “ما بك يا حازم”، أما عني فاقتربت من الكنبة وإذا بي أرى نفس الأظافر وأسمع نفس الصوت، والأغرب من ذلك أنني أدركت أنني الوحيد الذي أرى ما أرى وأسمع ما أسمع!
وبعد مرور ثلاثة أيام كان الوضع لا يزال على ما هو عليه، وحان موعد الشيخ الجديد حينها نشبت مشكلة كبيرة بيننا وبين خالي “علاء” والذي بمجرد معرفته بقدوم شيخ جديد تناقش بحدة وعصبية مع والدي…
خالي علاء: “ألا يكفي كل يوم شيخ جديد، وكل شيخ لا يأتي بأي منفعة، ألم تملوا من هذا الأمر بعد؟!”
والدي: “دلني على شيء آخر لأفعله، كل ما يهمني سلامة زوجتي”.
التفت إليها خالي علاء بعصبية شديدة وغضب: “إنها ليس بها أي شيء، إنها تجيد علينا التمثيل وحسب”.
وفي هذه اللحظة ضربها خالي “علاء” يريد أن يجعلها تفوق مما هي فيه، ونشبت مشادة بينه وبيننا من شدتها تدخلت الجيران من حولنا، ومنذ هذا اليوم وهو في حاله ونحن أيضا في حالنا!
أما عن خالي الثاني “عماد” فكان معنا في كل خطوة في كل ما نقدم على فعله، كما أنه كان يجلس بالساعات الطوال بجوار والدتي يذرف الدموع على حالها، وفي نفس يوم المشادة وعن طريق الصدفة البحتة علمنا جميعنا أن زوجة خالي “عماد” بها مس شيطاني هي الأخرى أيضا، وتظهر عليها نفس الأعراض التي تظهر على والدتي.
في هذا اليوم جلس خالي “عماد” حزينا بجوار والدي وبدا عليه كونه مترددا في قول شيء ما، وفي النهاية أخبر والدي قائلا: “خالد.. إنني في مصيبة من أمري، حاولت ألا أظهر الأمر ولكنني أعجز الآن عن ذلك، كنت على الدوام أقول في نفسي يكفيكم ما أهمكم ولكني الآن لم أعد أحتمل أكثر من ذلك”.
سأله والدي باهتمام بالغ: “ماذا بك يا عماد، أخبرني بما تجد”.
فقال خالي عماد: “لا أدري بماذا أخبرك، ولكن كل ما أستطيع قوله لك أن همي وهمك واحد”.
فقال له والدي: “عماد أستحلفك بالله أن تخبرني بكل شيء بوضوح، لا تجعلني متوترا وتشد لي ما بقي من أعصابي”.
عماد: “من سنوات طويلة كانت زوجتي بها مس شيطاني، كان ذلك في بداية زواجنا، عانيت الأمرين حتى عافاها الله؛ ومع تعب أختي وجدت زوجتي وقد عاد بها المس الشيطاني مجددا، زوجتي تصرخ كل ليلة وأعاني لكيلا أجعل ابنتنا تراها على هذه الحال، ولكني لم أعد أحتمل بعد الآن، فابنتي باتت مفجوعة وهي تستيقظ في كل ليلة على صرخات والدتها التي لم أعد قادرا على السيطرة عليها بعد الآن، لذا أريد الشيخ عندما يأتي أن يقرأ على زوجتي ليكتشف ما أصابها”!
وجدت شقيقتي مروة تقول والدموع تسيل من عينيها: “كل عمارتنا سكنت بالشياطين، لا إله إلا الله”!
وقعت جملة “مروة” على نفسي بأثر سيء للغاية، لم أستطع تفسير وقعها على نفسي إلا وثواني وأجد الشيخ قد وصل إلينا؛ وأول ما سمعت والدتي صوته صارت تصرخ ولكن صوتها كان غليظا على عكس المرات السابقة، وفي نفس ذات الوقت سمعنا صوت زوجة خالنا وهي تصرخ أيضا!
وكالعادة شرعنا في جلسة العلاج، ولكن دون جدوى، فالجميع يبذلون أقصى ما بوسعهم ولكن دون فائدة، وحتى الآن لا يعلم أحد منا ما السبب في كل ذلك!
اقرأ مزيدا من قصص جن من خلال:
قصص جن بعنوان تحويل شيطاني من مسحورة لساحرة!