قصص جن

قصص جن بعنوان سحر أسود!

إن السحر يتم تعريفه في اللغة على أنه صرف الشيء عن وجهه، وفي اصطلاح الشرع لدينا عرفه “ابن قدامة” بأنه: (عزائم ورقى وعُقَد يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه).

وقد عرّفه “أبو بكر الرازي” بأنه: ” كل أمر خفي سببه، وتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخُدَع”.

                  القصـــــــــــــــــــــــــــــــــــة:

عرف عنها الجد والاجتهاد أيام الدراسة، كانت تصب كامل اهتمامها على دراستها فكانت ترجو أعلى المراتب والدرجات، كانت تأمل أن تلتحق بكلية الطب البشري، كان حلم حياتها أن تصبح طبيبة طيبة القلب تغيث كل ما يحتاج إليها وبسبب أول معرفتها بالآية الشريفة في قوله تعالى بسورة المائدة: (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).

قضت سنوات عمرها بين حفظ القرآن الكريم بالإجازة وبين المذاكرة ليل نهار بأيام الدراسة، كان من حولها يغارون من شدة تنظيمها لوقتها لدرجة أنهم كانوا يسألونها مرارا وتكرارا عن عدد ساعات المذاكرة التي تدرس بها كل يوم، وكانت بكل عفوية وبراءة تجيب، كانت لا تكتم علما لديها ولكنها بأيام الامتحانات كانت لا تعطي مجهودها وثمرة تعبها طوال العام، فقد كانت تقول لأصدقائها أنه ليس مجهودها وتعبها وكدها وحسب وإنما مجهود أبيها الذي لا يدخر مجهودا لتوفير كافة احتياجاتها وتأمين الأموال الكافية لدروسها الخاصة ومستلزماتها الدراسية على مدار العام.

كان من بين زملائها الكثير ممن يحترمونها ولكن الغالبية كانوا يزدادون عليها حنقا، كانت لا تصادق إلا زميلة أو اثنتين وحسب، وتشاء الأقدار أن يبتليها الله سبحانه وتعالى في أكثر شيء أحبته بالحياة وتفانت في الوصول إليه، بآخر سنوات الثانوية العامة وبأول لجنة للامتحانات تشعر الفتاة بأن عقلها يفرغ من المادة والتي أنهت دراستها ومراجعتها لأكثر من مرة، كادت أن تفقد عقلها فكيف يعقل وأنها قامت بالإجابة عن كافة الأسئلة الليلة السابقة للامتحان؟!

وجدت عقلها كالورقة البيضاء التي تخلو من أي معلومة عن المادة بشكل كلي، شردت من اللجنة هائمة على وجهها لا تدري أين تأخذها قدميها، وأصدقائها المقربون منها أكثر الناس علما بشخصيتها الجميلة هرعوا من خلفها في الشوارع يبحثون عنها خشية أن تفعل شيئا بنفسها!

بالكاد وجدوها أهلها وأصدقائها كانت تسير هائمة على وجهها في الطرقات لا تدي وجهتها، أعادوها كانت في حالة يرثى لها، ومن يومها انطفأت فالفتاة التي كانت كالقمر المستنير باتت مطفأة لا تحلم بأي شيء من الحياة، حاولت التمسك بحلم حياتها لدرجة أنها أعادت نفس العام الدراسي لمدة أربع سنوات والحالة التي تسيطر عليها وقت الامتحان نفسها لم تتغير وإنما كانت تزداد سوءا!

أيقنت ألا مفر من التخلي، وبالفعل تخلت لتصدم بقرار أهلها أن يزوجوها بشاب متقدم لخطبتها، كانوا يريدون لها تخطي أمر التعليم، وعلى الرغم من إبدائها عدم الموافقة على الزواج من الأساس كانت تشعر بخوف شديد ونفور، إلا إنهم أجبروها عليه، وجدت نفسها ومعاناتها تزداد سوءا بالزواج، كانت تراودها كوابيس ما أنزل الله بها من سلطان، في نهاية المطاف عجزت عن إكمال التجربة.

وفي يوم من الأيام بينما كانت عند الطبيبة مع والدتها فقد أصابها من الإعياء بجسدها ما لم تستطع تحمله على الإطلاق، وعجز الأطباء عن تشخيص حالتها وتوصيف دواء لها، فالأعراض تدل على وجود علة بالجسد ولكن كل أعضاء الجسد سليمة، وجدتها سيدة كبيرة في السن تظهر عليها علامات الصلاح، ربتت على كتفها وسألت والدتها على حالها أما استرقيتم لها؟!

لم تفهم لا الفتاة قصدها ولا الأم، بينت السيدة أنها ابنتها بها سحر مسها، وأن عليها الالتزام بالرقية الشرعية والتقرب من الله سبحانه وتعالى والدعاء على الدوام، وألا يستهينوا بأمر السحر فابنتها بالكاد تلتقط أنفاسها!

وبالفعل كانت الفتاة تشعر بآلام بكل جوانب الحياة، لا تجد جانبا تستريح فيه على الإطلاق، كانت محطمة حد أنها تتوق وتتمنى الموت ولا تلقاه!

لا أعلم ما هي قلوب عينة من الأشخاص يؤذون بهذه الطريقة التي تخلو من كل أساليب الرحمة؟!، و يا ترى هل هم بشر مثلنا، لديهم قلوب تنبض مثلنا وعقول وأبصار؟!

اقرأ مزيدا من قصص جن من خلال:

قصص جن بعنوان الجن وعوالمه الخفية والثمن الغالي للدخول به!

وأيضا/ قصص جن غريبة لم تسمع عنها من قبل لعاشقي العوالم الخفية

قصص جن بعنوان مس شيطاني!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى