قصص أطفال من أجمل ما ستقرأ لصغارك يوما!
إن القراءة بشكل عام لها العديد من الفوائد العظيمة التي لا يمكننا الاستغناء عنها مطلقا، وعندما نتحدث عن القراءة على مسامع صغارنا فإن لها مميزات خاصة، خاصة في سياق اللغة العربية التي تتميز بوجود الفصحى والعامية.
ولكن ما علينا أن نلتزم بفعله دوما، ألا وهو تصيد قصص أطفال مليئة بالعبرة والعظة والقيم الفعالة.
القصــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل القصص التي من الممكن أن نعلمها لصغارنا ونطرح عليهم القيم التي جاءت بها…
لقد عُرف عن “سقراط” أنه كان يتمتع بمعرفة واسعة وحكمة عميقة لأبعد الحدود، فسقراط أحد أشهر الفلاسفة الذين عرفوا على مر تاريخ البشرية، وهذه القصة واحدة من القصص التي حفظها التاريخ لنا، قصة تلقي الضوء على قيم لا يمكننا الاستغناء عنها…
يُحكى أنه في يوم من الأيام جاء “سقراط” أحد تلامذته وقال له: “هل سمعت ما قالك عنك صديقك يا معلمي؟!”
فأجابه سقراط: “قبل أن تخبرني بما قاله عني صديقي، أريد منك أولا أن تجيبني على هذه الثلاثة أسئلة التي سأسألها إياك حالا”.
فأجابه تلميذه قائلا: “حسنًا!”
وكان سؤال سقراط الأول: “هل أنت متأكد من صحة ما ستخبرني به الآن؟!”
فأجابه قائلا: “إن ما سأخبرك إياه، وما سمعته عنك يا معلمي دارج بين كل الناس من حولنا، ولكني في الحقيقية لست متأكدا وواثقا كل الثقة إذا كان صحيحًا أم لا”.
أكمل سقراط: “وسؤالي الثاني لك، هل ما ستخبرني به أمر جيد؟!”
فرد عليه وقد بدت عليه الحسرة: “بالعكس تماما، فهو أمرٌ سيء للغاية”.
أما عن سؤال سقراط الثالث فكان: “هل ما ستخبرني به أمرٌ سيعود علي بالنفع والفائدة؟!”
فرد عليه قائلا: “كلا، إنني لا أظن أن فيه ما سيفيدك البتة”!
وإذا بسقراط يتنهّد ويصمت قليلاً، ثم يستأنف حديثه قائلاً: “إن كان ما ستخبرني به ليس صحيحًا، وليس جيدًا وليس بالمفيد، فلماذا تريد إخباري به إذا من الأساس؟!”
فصمت تلميذه ولم يخبر معلمه “سقراط” ما أتى متلهفا إليه ليخبره إياه!
العبرة من القصة:
إن شعرت يوما يا صغيري بعدم جرأتك على قول شيء سيء عن شخص في وجهه، فمن الجُبن حينها أن تتحدث عنه بسوء أمام الآخرين في غيابه.
القصــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــة:
يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل بسيط للغاية، وكان يملك حصانًا فر منه هاربا، ولم يعثر الرجل له على أثر يُذكر، وكعادتهم أتاه أهل القرية إليه مواسين له على خسارته قائلين: “إنه أمرٌ مؤسف ومحزن للغاية ما حدث لحصانك!”.
فرد عليهم الرجل قائلا: “ربما”.
وفي اليوم التالي على التوالي رجع إلى الرجل حصانه ومعه سبعة خيول أخرى، فأتاه الناس والأهل من حوله يباركون له ويهنؤونه بعودة حصانه والخير معه قائلين: ” لقد فرحنا كثيرا، إنه لخبر رائع، أليس كذلك؟”، فكان جواب الرجل: “ربما!”.
وبعدها بأيام قليلة رغب ابن الرجل في تدريب أحد الأحصنة الجديدة والتي أعجبته كثيرا، وفي محاولة منه لامتطاء صهوتها، سقط أرضًا وكسرت ساقه، وكعادة الأهل والأحبة جاءوا مساءً يطمئنون على الابن المصاب قائلين: “إنها حادثة مؤسفة للغاية”، فرد أبوه قائلا: “ربما!”
وفي الصباح الباكر لليوم الذي تلى الحادث جاء ضباط عسكريون إلى القرية، وأخذوا كل شباب القرية لتجنيدهم بالجيش، لكنهم لم يأخذوا ابن الرجل الذي كان مصابا بكسر ساقه، فجاءوا أهل القرية مرة أخرى قائلين: “إنّه لخبر مفرح للغاية”، فرد عليهم الرجل: “ربما كان ذلك”!
تعجب أهل القرية من ردّه الثابت الذي لا يتغير على الإطلاق سواء كان الخبر معه سارا أو حتى محزنًا للقلب والفؤاد، ولكن رد الرجل يا صغاري في الحقيقة وفي الواقع رد حكيم وبليغ للغاية، يدل على رضا الرجل وثقته التامة بما كتبه الله سبحانه وتعالى له.
العبرة من القصة يا صغاري:
في كل الأحوال علينا أن نكون حذرين عند وصف ما يصيبنا من أحداث بأنها كانت جيدة أو حتى كانت سيئة، فما نعتقده سيئًا قد يكون فيه خير عظيم لنا ولمن حولنا أيضا، وما قد نظن أنه أمر جيد لنا ربما كان فيه شر عميق لنا!
ولا أبلغ من الآية الكريمة في وصف ما نريد إيصاله لقلوبكم الصغيرة الجميلة، قال تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
اقرأ مزيدا من قصص أطفال من خلال:
قصص أطفال مكتوبة قصيرة مليئة بالعبرة والدروس القيمة بالحياة