قصص قصيرة

قصة مؤلمة بعنوان الخذلان المرير

تخيل يوما أنه يصيبك الخذلان من أقرب الأقربين إليك، تخيل أنك قضيت طوال عمرك تساعر لفعل الخيرات ولهفة المظلومين وتغيث كل من استنصر بك ونهايتك تكون الخذلان المبين.

إحساس صعب ولا يمكن وصفه، يعجز اللسان عن التعبير عنه وتعجز الكلمات عن كتابته، وربما لن يصل إليك هذا الشعور إلا بخوض التجربة المريرة نفسها؛ الخذلان شعور لا يمكن أن يتقبله أي قلب مهما بلغت قواه!

                  القصـــــــــــــــــــــــــة:

في يوم من الأيام قرر مجموعة من الشباب الشجعان الأقوياء بالله أن يضربوا مثالا حيا للعالم أجمع بأن القوة لله جميعا، وتمكنوا بفضل الله من إزاحة الستار عن أكبر أكذوبة عشنا فيها جميعنا بلا استثناء، أكذوبة الجيش الذي لا يقهر!

استطاعوا بفضل الله أن يلقنوا عدو الله وعدوهم درسا لن ينساه التاريخ مهما تفننوا في طمس الحقائق، فدفعوا الأثمان غالية!

ما فعلوا إلا ما أمرهم به الله سبحانه وتعالى وذلك استنادا لقوله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) فقضوا سنوات طوال بالرغم من الحصار برا وبحرا وجوا إلا إنهم استطاعوا بسواعدهم أن يعدوا ما أبهروا به العالم أجمع، جعل عدوهم الأول وعدو المسلمين أجمعين يشهدون لهم، وقوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة: (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، وبالفعل دخلوا فكانوا هم الغالبين بأمر الله فأقاموا الحجة على المسلمين أجمعين.

على الرغم من العدوان الغاشم الذي عاشوا تحت إمرته، مراقبة في اليسير قبل الكثير درجة أن أنفاسهم تكاد معدودة عليهم إلا إنهم استطاعوا أن يحققوا المعاملة المستحيلة بلغة العقل، لقد حققوا النجاح في كل شيء في كل شيء، قبل أن يرتد عليهم عدوهم وأثناء حصارهم حققوا نجاحا في شتى مجالات الحياة، في التعليم تجدهم من المتفوقين والأكثر تعلما في العالم بأسره، ووقت الحرب تجدهم أكثر الناس صبرا على الرغم من الآلام والأوجاع.

إنهم فعلا أقل ما يقال عنهم أنهم من زمن الصحابة الكرام، ود المرء منا لو كان شخصا من بينهم شخصا عاديا يمر عليه ما يمر بهم، ولكن كيف لنا هذا وقد أعدهم الله سبحانه وتعالى وصنعهم على عينه.

يبكي المرء منا على حاله، نحن في أيام أصح ما يقال فينا حديث رسولنا الكريم الذي قال عنه الله سبحانه وتعالى في سورة النجم: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ)،  عن ثوبان قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يُوشِك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوَهْن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت”).

الغصة بقلوبنا لا يخففها شيء، فقد تكالبت الأمم أجمع من عجم وعرب على الشجعان، ففعلوا بهم كل ما يمكن أن يتخيله عقل وما يعجز عن تصوره ولو مجرد التصور عقل، بات العدو يتفنن في طرق قتلهم بعشرات الآلاف يمنع عنهم الطعام والشراب وحتى الدواء!

وبيوم الجمعة الموافق التاسع عشر من شهر يوليو عام ألفين وخمسة وعشرين خرج علينا ملثم الأمة في كلمة مصورة مسبقا بعد غياب لأكثر من أربعة أشهر، مذكرا إيانا بأوجاعنا التي باتت جزء لا يتجزأ منا، مذكرا إيانا بضعفنا وهواننا.

نشهد أنهم إخوة لسيدنا “موسى” كليم الله الذي آذوه ألد أعداء الله فالعدو للشجعان ولموسى نبي الله واحد من نفس السلالة نفسها، فلم يبح إلا بكلمة كلا إن معي ربي سيهدين؛ كما نشهد أنهم أحفاد “يوسف” الصديق عليه السلام إذ غدروا به إخوته وألقوه في غيابات الجب، فجاءه النصر والتمكين.

نشهد أنهم أحباب رسولنا الكريم “محمد” صلى الله عليه وسلم الذي تم حصار في الشعب وطورد إلى الغار وألجأ إلى غزوة أحد فجاءه الرد من خالقه سبحانه وتعالى فسيكفيكهم الله، نشهد أنهم إخوة لآل ياسر إذ عذبوا في الله فبشروا صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة؛ لقد صبروا على ابتلاء الله على الرغم من الخذلان والقصف والقتل الممنهج والتجويع المتعمد والإبادة الجماعية.

اللهم فرجا عاجلا غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين.

اقرأ مزيدا من القصص المؤلمة من خلال:

قصة مؤلمة بعنوان وعندما تأتيك الطعنة من أقرب ما لديك!

وأيضا/ خيانة جسد قصة مؤلمة للعبرة والعظة ونصيحة لكل أم وفتاة

حماتي وكلماتها القاسية قصة مؤلمة باللهجة المصرية على لسان صاحبتها

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى