قصص قصيرة

حياة بطعم الموت قصة رومانسية من الواقع

حياة بطعم الموت

هيا نبحر فى عالم الحس والمشاعر، بكل تقلباته، سحره، وألمه ، عذوبته، ووجعه، خذلانه ، وجمال وصاله. من خلال، موقع قصص حقيقة ، وما سأقصه عليكم من قصص رومانسية ، واقعية بمنظور مختلف.

قصتنا اليوم بعنوان

حياة بطعم الموت
حياة بطعم الموت

 

حياة بطعم الموت

ما أروع  الحب ، حينما يأتى فى أبهى صوره….. فقد كان قلبهما يخفق صدق ، و حب يكفى  ليرطب جفاف النفوس الحيرى ، ويروى  ظمأ  عطشى المشاعر منذ بدئ الخليقة… فقد كان لحبهما عنفوان، وبراءة، الطفولة وكل حماس الشباب، لكن يزينه رجاحة العقل ، وبصيرة الضمير..

كانت  له الحبيبة، والأم ، والصديقة، وكانت طفلته المدلله وكان لها الاحتواء مجسدا بكل معانيه. هكذا كانوا وهكذا كانت وتكون دوما روعة وجمال البدايات.. فهل تركتهم الدنيا ليعيشا عالمهم الوردى ؟ ويأسسا مدينتهم الفاضلة؟

تزوج الحبيبين ، ومثلما تجاوزا معا من  قبل كل عقبات المادة، والأهل، واختلاف الثقافات، بين الاسرتين  تجاوزا معا أيضا الكثير من عثرات الحياة، وتقلبات  النفس وتحمل كل منهما بل دعونا نقول تقبل كلاهما عيوب الاخر، التى لم تكن تظهر الا بطول العشرة ، والمعرفة عن قرب..

 

استطاعا ان يعيشا في تناغم ، وانسجام، وتآلف، مع طفليهما فى دفئ وحب وحنان أسرى، تمناه الكثير من المقربين  المخلصين .وحقد عليهم فيه كذلك الكثير، ومنهم المقربين لإفتقادهم بعض هذا الحب، والدفئ وكأن لسان حالهم كان يقول (اذا مت ظمآنا فلا نزل القطر)

وكعادة الدنيا ، او لنقل كعادة البشر! يرغبون فى الشئ، يصارعون من أجله، ويبذلون كل  ما فى  وسعهم وأكثر للحصول عليه ، حتى يكافئهم به الله، ثم يألفون خيره، وجماله، وطيبته ثم سرعان ما يجحدون فضله، وينكرون معروفه، تحت اى مسمى.

ليبرروا ضعف نفوسهم، وسوء فطرتهم. هكذا كان هو (الزوج) لها بعد حب وتحمل واحتواء  منها فاق  كل طاقات البشر! رغم سوء كل الظروف من حولهم ، فقد خسروا كل شئ تقريبا ، عدا اسرتهم الصغيرة ، التى كانت كنزهما الحقيقى.. لكنه تمرد حتى علي تلك النعمة الكبيره، فلم يعد يهتم بأطفاله، بل لنقل لم يعد يشعر بهم من الأساس، لا يعنيه صالحهم من قريب، ولا من بعيد، أخلاقيا، دينيا، نفسيا،  لم يعد يعنيه فشلهم دراسيا، يكاد لا يراهم اصلا بعينى قلبه كما كان حاله معهم.
اما هى فبرغم تبدل حاله معها كلية

(وكأنه كما قال الشاعر
غيظ العدى من تساقينا الهوى..
فدعوا بأن نغص..
فقال الدهر آمينا.. )

فقد أصبح يعاملها بمنتهى القسوة ، بل لنقل انه أصبح يتفنن فى اهانتها ، وتعنيفها، وكسرها، علي مدار سنوات. تركها فريسة لكل انواع الوجع، والظنون ترى أهذ هو الحبيب الذى تمنيته ؟ وفضلته من بين كل رجال الدنيا؟، أهذا من كانت دنياه تتلون بكل الوان الزهور و،تشرق شمسه بنظرة او كلمة منى؟ هذا من كنت الوذ اليه هاربة  من كل سخافات البشر؟ فأكون بين الحضانه طفلته الرقيقه، المدلله، وأشعر بكل امان الدنيا؟ لماذا تبدل الحال؟  اهو عين حاسد؟ حقد حاقد؟ سحر ساحر؟ ام تدهور حالتنا الاقتصادية، وضغوط، وهموم الدنيا كفيلة بأن تبدل  النفوس، وتقلب القلوب ، وتمحو الذكريات، وتطمس كل معالم الحب بالنفوس؟ ترى.. وترى.. وترى ماذا؟ ملاااااييييين  الأسئلة  المؤلمة وملايييين الهواجس المرعبة  كفية بأن تحولها (الزوجة) إلى شبح  بقايا نفس وروح وجسد.

قصص رومانسية واقعية كامله “قصة من نظرة حب”

 

لكنها أبت  ان تستسلم وكان لسان حالها  يقول، سأقاوم لأخر نفس فذاك الكيان الرائع الذى  شهد له القاصي والدانى، يستحق كل هذا العناء وأكثر. سأبقى وسأبقي عليه بكل ما أوتيت من قوة ، مستعينة بالله حتى يعود من غفلته، وتعود لنا روحه الصافية ، التى لا تعرف الأنانية. ويعود لنا قلبه يفيض حبا بل عشقا وهياما، فهو ليس مجرد زوج بل هو (ابنى) فمهما كان الابن  عاق لا يقوى قلب أمه على كرهه او لفظه بعيدا عنها.، وربما كان له عذره الذى نجهله، هكذا قالت  لنفسها ، أو بمعنى أدق  (هكذا  تمنت)

قصص رومانسية من الواقع بمنظور مختلف

هكذا كانت هى (الزوجة) الحالمة. فهل كان هو عند حسن الظن؟ ، وكان يستحق كل ما تحملته منه ولأجله؟
للأسف لا تأتى الرياح دوما بما تشتهى السفن، فلم يظل  غيابه عنهم غياب معنوى، لم يعد غياب روحه الصافيه، وقلبه المحب ، بل أصبح الغياب قلبا وقالبا، تركهم ورحل ! معللا ذلك  بأنه كان يعانى نفسيا، ففضل ان يجد نفسه بعيدا دون مزيد من الضغوط، بدلا من أن يظل معهم ويقع فريسة للاكتئاب الذى قد يدفعه للإنتخار.

هكذا غاب عنها للأبد، تاركها تكمل المشوار وحدها، فى أصعب مراحله …

كم تخيلت  هى ان كل  ما يمرا به (كابوس) مجرد (كابوس) بشع وسيفيقا منه أكثر حبا وتآلفا واحتواء.

كم تمنت لو انهما لم يفترقا.وكان قلبها  وجعا  يردد..

لو أننا لم نفترق

لو أننا … لم نفترق

لبقيت نجما في سمائك ساريا

وتركت عمرى في لهيبك يحترق

لو أننى سافرت في قمم السحاب

وعدت نهرا في ربوعك ينطلق

لكنها الأحلام تنثرنا سرابا في المدى

وتظل سرا في الجوانح يختنق

لو اننا لم نفترق…

لكنه للأسف، لم يكن ذاك الكابوس الذى تمنته، فقد كان واقعا، يفوق كل الكوابيس مرارة.وهكذا كانت النهاية لأروع وأصدق بداية.. تري هو فعليا نجى بنفسه وبحياته ؟ لا انه  بالفعل يحيا، لكنها (حياة بطعم الموت) فالانتحار الفعلى هو خسارته أسرته بكل دفئها، وضغوطها وفرحها وحزنها.. لم يخلقنا الله لننعم بحلو الحياة فقط بل جعل لنا من قسوتها نصيب (وبشر الصابرين)

د. منى مطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى