قصص وعبر

قصص وعبر لمن يعتبر بعنوان “سامحكِ الله يا أمااه” الجزء الأول

قصص وعبر لمن يعتبر

من شيم ضعاف القلوب وعديمي الشخصية الحقد والحسد، إنها أمراض تصيب القلوب، ومن أصيب بها لا يهنأ طوال حياته براحة البال، فلا يوجد نار تشتعل بالقلوب أشد من نار الغيرة والكراهية والحسد والحقد.

من قصص وعبر لمن يعتبر:

عين دامعة.
عين دامعة.

   الجــــــــــــــــــــزء الأول

بدأت قصتي من قدم الزمان، منذ أن كنت صغيرة…

عانيت كثيرا من قسوة والدتي في معاملتي وتفريقها بيني وبين أختي التي تصغرني بثمانية أعوام، قبل وفاة والدي معاملتها لم تشكل فرق بالنسبة لي، فقد كان والدي يعوضني عن قسوتها الدائمة معي؛ لم تكن والدتي من تشكل فرقا بالنسبة لي بل كل من يعرفني ومن ثم يتعرف على أختي.

لقد كانوا دائما ينشئون مقارنة بيننا، في العادي والطبيعي رزقني الله سبحانه وتعالى بقدر من الجمال، ولكن بمقارنة جمالي مع جمال أختي الصغرى، فبالتأكيد يكون الفرق شاسعا، لقد كانت تتمتع بمعايير الجمال التي لا يمكن أحد الاختلاف عليها على الرغم من أن الجمال نسبي إلا أن الجميع يشهد أن لها قدرا كبيرا ونصيبا أوفر من جمال الخلق والخلقة أيضا.

طيبة القلب بتعليم مرتفع، بأولى سنواتها بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، دائما تحن على والديها، وعلى الرغم من أنني صاحبة الحظ الأوفر من حب والدي، إلا أنها لم تتضايق يوما من ذلك، ولم تبادله حبا على قدر حبه لها، كانت تعامل الجميع ومعاملة متشابهة، وبالأخص أنا.

لا أتذكر يوما عاملتها بطريقة جيدة، من يوم ولادتها حقدت عليها، كل يوم كان يمر بيننا أعاملها بقسوة على خلافها البتة فقد كانت تقابل معاملتي باللين والحنية، كانت بكل يوم تثبت لي أنها الأفضل في كل شيء؛ تخرجت من جامعة التجارة وبالطبع حالي كحال الكثيرين غيري لم اجد عملا، وفضلت الجلوس بالمنزل والاستمتاع بتضييع عمري بين وسائل الترفيه جميعها.

توفي والدي، قصمت ظهورنا جميعنا بوفاته، لم يكن لنا مصدر دخل، حتى أننا لم يكن لدينا أقارب ولا ميراث ولا أي شيء، مر شهر واحد على وفاة والدي وإذا بعريس يطلب يد أختي للزواج، وافقت والدتي على الفور بعدما أخذت موافقتها بالطبع، كان لها نصيب الأسد بالنسبة لأي فتاة في سنها من فرص الزواج نظرا لجمالها الفائق، علاوة على أخلاقها فكل من اقترب منها أو عاملها مرة واحدة يرغب في القرب منها، واتخاذها زوجة له.

رأت فيه زوجا مناسبا لها، بخلافي فلم أنظر لأخلاقه ولا تدينه بل نظرت لفخامة ملابسه، وسيارته، وبالتأكيد منزله الذي ليس له مثيل، ازدادت نيران الحقد والغيرة بداخلي، وخاصة أنني دائما ما سمعت أسوأ العبارات والجمل من والدتي بسبب تأخري في الزواج وكأن الأمر بيدي.

في خلال شهرين من خطوبتها والتي لم تمر على نفسي بسلام على الإطلاق، فكلما رأيتها فرحة باستعدادات زواجها أو بالمستلزمات التي تشتريها لها والدتي ازددت غيظا، شعرت وكأنها لم تنجب غيرها، وأنني لست بابنتها، لدرجة أنني كثيرا ترددت في سؤالها: “هل أنتِ أمي حقا؟!، أم أنني ابنة الرجل الذي توفي والوحيد الذي كان يحبني في هذه الحياة؟!”، في كل موقف جمعني بها، وحرق دمي بسببها أمسكت علي لساني بالكاد من سؤالها هذا السؤال الذي لطالما طاردتني حتى أنني كانت تراودني الكوابيس المميتة بسببه.

تزوجت أختي، كانت السعادة تقرأ على وجهها، في كل مرة كانت والدتي تذهب إليها تعود سعيدة، وأول ما ترى وجهي تغتم ويسود وجهها، لطالما أردت أن أكون في حضنها وأجد بداخله كل الحنان الذي حرمتني منه، أجد به حنانا يعوضني عن اشتياقي لوالدي الراحل.

ومن هنا خطرت ببالي فكرة تخريب حياة أختي، وجعل قلب والدتها يكوي عليها وعلى حالها، فكرت في خطة الشيطان بنفسه لا يقوى على التفكير بها، فتحت صفحة على الفيس بوك باسم مستعار بالتأكيد، قمت بإضافة زوج أختي عليها، والغريب أنه على الفور استجاب للطلب، وأرسل برسائل يريد التعارف.

جاريته في كل شيء، تعاملت معه كأنه حبيبي الذي لم أحصل عليه بعد، حقيقة لقد أعجبت بشخصه وذاته من أول مرة رأيته فيها، لقد كان وسيما علاوة على امتلاكه لشخصية جذابة ووجه كالقمر بليلة اكتماله، وبنفس المحادثة الأولى أرسل إلي بصوره وطلب صورا لي، لقد كانت بذاكرة هاتفي صورا لصديقة جميل الشكل ذات ملامح هادئة، حتى أنها أرسلت لي صورها على أساس صديقتها فكانت بشعرها الناعم الطويل، صورة تجذب أي رجل وتوقعه في حبها، على الرغم من عدم كونها بجمال أختي (زوجته).

أرسلت إليه بالصور ووجدت منه…..

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا:

3 قصص وعبر طريق الإسلام عن الظلم وعواقبه الوخيمة

3 قصص وعبر عن الحب حقيقية وممتعة جدا

قصص وعبر عن التوبة يقال أنها أفضل قصة توبة! الجزء الأول

قصص وعبر عن التوبة يقال أنها أفضل قصة توبة! الجزء الثاني والأخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى