قصص مضحكة ستنعم بضحكة خالصة من القلب
إن قصص المضحكة لها الحظ الأوفر من تقديم اللحظات الفرحة السعيدة والقريبة من كل القلوب، فالغالبية العظمى من الأناس يشعرون بكثير من التوتر وكثير من ضغوطات الحياة على مدار اليوم وكثرة القلق والأجواء التي باتت على الدوام مشحونة.
ولا يمكننا إنكار أن الضحك الوسيلة الفعالة والأمثل على الإطلاق في التخفيف من حدة التوتر والقلق؛ ومما لاشك فيه أن القصص المضحكة تحمل لنا ضحكة خالصة من القلب.
والابتسامة تعني الكثير للكثير منا، ومن الجدير بالذكر أننا كثيرا نجد أشخاصا محببين وقريبين لقلوبنا بسبب قدرتهم الفائقة على حملنا على الابتسامة بظروفنا القاسية.
القصــــــــــــــــــة:
قصتنا اليوم قصة ضرب بها المثل لشدة وروعة ما جاء بها، من أجمل قصص مضحكة التي من الممكن أن تقرأها يوما على الإطلاق…
“أبو قاسم الطنبوري” بطل قصة اليوم، وهو أحد التجار المعروفين ببغداد قديما، وعلى الرغم من شدة ثرائه إلا إنه كان اشتهر ببخله حتى على نفسه، اشتهر بالعديد من الطرائف التي عرفت عنه، ولعل أشهرها قصته مع حذائه الذي سبب له متاعب لا تعد ولا تحصى!
قصة الطنبوري مع حذائه الشهير:
يحكى أنه كان لأبي القاسم الطنبوري حذاء، كان كلما انقطع هذا الحذاء قام “أبو القاسم” بإصلاحه من خلال وضع رقعة من الجلد وربما كانت من القماش أحيانا، ومن كثرة الإصلاحات التي أدخلت على الحذاء صار مليئا بالرقع الجلدية، وصار حديثه مشتهرا بين الناس بل بات مثالا يضرب فيما بينهم فيقال: (أثقل من حذاء الطنبوري)!
وعندما وصل الأمر للطنبوري أراد التخلص من حذائه في الحال، وليته لم يفعل ذلك!، إذ أنه لم يجني بقرار التخلص منه سوى المتاعب في كل محاولة منه، فكانت المحاولة الأولى بأنه قام بإلقاء الحذاء بالقمامة القريبة من منزله، وبينما في طريقه للمنزل أعجب بزجاجة من العطر فاشتراها لنفسه، وما إن عاد للمنزل قام بوضع زجاجة العطر على أحد الرفوف بمنزله، وفجأة يمر رجل بجانب مرمى القمامة فيلاحظ حذاء الطنبوري (لقد كان شهيرا بين كل الناس متعارف عليه) فحمله بين يديه ورمى به من نافذة منزل الطنبوري ظنا منه بأن أحد الأطفال الأشقياء من قام بإلقائه بالقمامة ممازحا الطنبوري، وإذا بالحذاء يصطدم بزجاجة العطر فتسقط أرضا متكسرة لأجزاء غاية في الصغر.
فلما رآها الطنبوري غضب غضبا شديدا، فحمل الحذاء مجددا في محاولة ثانية للتخلص منه، فألقى به في النهر، فإذا به يجده أحد الصيادين، وذهب به بنفسه للطنبوري فأعطاه حذاءه!
فما كان من الطنبوري إلا أن وضعه على السطح ليجف من المياه، وإذا بقطة تأتي وتحمل الحذاء بفمها ظنا منها بأنه سمكة (فرائحة السمك بسبب النهر تفوح منه)، وعندما رآها الطنبوري نهرها عن ذلك، فحملته وهربت بالحذاء من الطنبوري وصارت تقفز فوق أسطح المنازل، وإذا بالحذاء يسقط على امرأة حامل من جيران الطنبوري فتسبب في إجهاضها.
فحمل زوجها حذاء الطنبوري وذهب به إلى القاضي ليشكوه، فأمر القاضي الطنبوري بدفع الدية عن الجنين الذي فقد بسبب حذائه وأنه قد أساء إلى جيرانه فعاقبه على فعل كل ذلك، ومن جديد أعاد القاضي له الحذاء!
كان الطنبوري قد استاء من حذائه، فصار يرغب في التخلص منه بأي ثمن، فما كان منه هذه المرة إلا أن ألقى به في مجاري الصرف الصحي، وما كان من مجاري الصرف الصحي إلا أن فاضت بالمياه المتسخة بعد يومين من إلقاء الطنبوري لحذائه بداخلها، فاشتكى الناس تأذيهم من الأمر، فأتى رجال الإصلاح لتنظيف المجرى المسدود، فاكتشفوا السبب وراء كل ذلك، ألا وهو حذاء الطنبوري!
فاشتكوه للقاضي الذي أمر بحبسه نتيجة لفعلته، وأمر بجلده أيضا وإعادة الحذاء إليه، استشاط غضبا فكلما أراد التخلص من حذائه وقص في مصيبة، فقرر هذه المرة التخلص منه نهائيا فور خروجه من الحبس، فعهد إلى حفر حفرة حينما يسدل الليل أرجاء المدينة ويدفن بداخلها الحذاء ويتخلص منه نهائيا، ولكن رآه بعضا من الجيران فشكوه إلى الشرطة ظنا منهم بأنه يريد السرقة، فأمر القاضي بسجنه مجددا وأرجع له حذائه!
فور أمر القاضي بخروجه من السجن ذهب إلا الحمامات العامة وقام بترك حذائه وانصرف بعيدا في محاولة للتخلص منه، ولكن صادف أن الأمير كان بالحمام العام وسرق أحدهم حذاء الأمير، ولمعرفة السارق لمعاقبته ما كان أمامهم إلا الانتظار ليكتشفوا من صاحب آخر الحذاء ترك بالحمام اعتقادا منهم بأنه السارق أخذ حذاء الأمير وترك حذاءه، وبالطبع الحذاء الأخير كان للطنبوري!
فحكم عليه القاضي بالسجن بتهمة سرقة حذاء الأمير، اهتدى لآخر حل بيده للتخلص من حذائه المشؤوم فقرر أن يدفن الحذاء في صحراء خارج بغداد بأسرها، وما إن شرع في الحفر حتى داهمه حراس فأخذوه إلى السجن، وهذه المرة في تهمة قتل رجل وجدوه قتيلا بالمكان نفسه!
وجد كثيرا من الصعوبات والمشاق حتى استطاع نفي التهمة الموجهة إليه من قتل رجل لا يعلمه من الأساس، وما إن أثبت براءته أمام القاضي وأمر القاضي بإطلاق سراحه، طلب الطنبوري من القاضي أن يكتب له صك ببراءته من حذائه لما سبب له من متاعب ومشاق كادت تودي بحياته بأكملها.
وبالفعا تعاطف معه القاضي وكتب له صكا بذلك، وصار يضرب المثل بحذاء الطنبوري لأي شيء مشؤوم لا يمكن التخلص منه فيقال: (مثل حذاء الطنبوري)!
وللمزيد من القصص المضحكة التي تحملك على الابتسامة والضحك من أعماق قلبك تأتيها كلما كنت حزينا من خلال:
قصص مضحكة قصيرة تجعلك تبتسم من قلبك حتى وإن كنت حزينا!
ولا يمكننا أن ننسى تزكية: 7 قصص مضحكة حقيقية من أجل ابتسامة رائعة تزين الشفاه