قصص أطفال

قصص للأطفال كامل كيلاني بعنوان “الحطاب سفروت”

قصص للأطفال كامل كيلاني

“كامل كيلاني إبراهيم كيلاني” كاتب وأديب مصري، ولد بالقاهرة عام 1897 ميلاديا، أطلق عليه النقاد لقب رائد أدب الطفل في الوطن العربي، ولقد وجه كامل أعماله للطفل، كما أن قصصه تمت ترجمتها للعديد من اللغات الأجنبية، وتوفي في العاشر من أكتوبر لعام 1959 ميلاديا.

قصص للأطفال كامل كيلاني:

سفروت الحطاب لكامل كيلاني.
سفروت الحطاب لكامل كيلاني.

 قصــــة الحطاب سفروت

لقد كان “سفروت” حطابا صغيرا محبا لعمله الذي يؤديه دوما بكل همة وبكل نشاط، لقد كان يتيما فمنذ أن كان صغيرا تركاه أبويه ورحلا عن الدنيا، بكل صباح على الدوام يذهب “سفروت” إلى الغابة، ويقوم بقطع الأشجار ومن ثم يجمعها ليذهب بها كل أسبوع للسوق، فيبيعها ويأخذ أموالها ليقتات بها.

وبيوم من الأيام كان شديد الحرارة، بعدما أنهى “سفروت” عمله من قطع الأشجار احتمى تحت ظل شجرة كبيرة، ومن شدة تعبه وضع ما قطعه من الأشجار بجانبه ونام تحت ظلها؛ لقد كان “سفروت” مشهور بين الناس بأمانته وصدقه، لذلك أراد الساحر “أبو طرطور” اختبار “سفروت” على أمانته وصدقه في المعاملة، فترك كيسا بجانبه أثناء نومه تحت ضل الشجرة ورحل.

وعندما استيقظ “سفروت” من نومه رأى بجانبه الكيس، وعندما فتحه وجد به الكثير من الذهب واللؤلؤ والماس والياقوت والمرجان، كما أنه وجد ورقة مكتوب عليها اسم صاحب الكيس وعنوانه؛ على الفور حمل “سفروت” الكيس على ظهره وتوجه للعنوان المكتوب على الورقة ليرد الكيس لصاحبه.

وعندما وصل للعنوان وجده منزل الساحر “أب طرطور”، فأعطاه الكيس بكل ما حوى دون أن ينقص منه مثقال ذرة، أعجب الساحر “أبو طرطور” بأمانة وصدق “سفروت”، وأخبره قائلا: “أحسنت أيها السفروت الصغير، سيكون لك شأن عظيما جزاءا على أمانتك وصدقك”، وأعطاه خاتما من الفضة مكافئة على جميل صنعه.

وذات يوم مرضت ابنة السلطان الوحيدة “حب التوت” مرضا شديدا، وأخبرهم الطبيب أن دوائها يقع في رأس جبل عبقر، وقد كان المكان بعيد بعيد بعيد للغاية، فلم يتجرأ أحد على إحضار الدواء لها؛ وقد كان “سفروت” طيب القلب، لذلك عندما سمع الناس يتداولون حول دواء الأميرة المريضة بعيد المنال، تطوع على الفور بالذهاب لرأس جبل عبقر وإحضار الدواء للأميرة.

سافر “سفروت” في رحلته البعيدة لرأس جبل عبقر لإحضار دواء الأميرة، وأثناء سيره مر على وادي الزراف، قال سفروت في نفسه: “ليتني كنت زرافة حتى أسأل الزراف على مكان جبل عبقر”، وعلى الفور أصبح “سفروت” زرافة، فسأل الزرافة عن جبل عبقر، فأجابته الزرافة: “إنه بعيد… بعيد… بعيد”.

استكمل سيره حتى وصل إلى بلد الثعالب، تمنى في نفسه أن يصبح ثعلبا مثلهم حتى يتمكن من الحديث معهم، و يا للعجب أصبح “سفروت” على الفور ثعلبا، فسأل أحد الثعالب عن مكان جبل عبقر، فأجابه الثعلب: “إنه بعيد… بعيد… بعيد”.

واصل السير “سفروت” حتى وجد نفسه بوادي الأسود، تمنى لو يصبح أسدا، وعلى الفور تحققت أمنيته فأصبح أسدا، وسأل أسد هناك عن مكان جبل عبقر، فأجابه الأسد: “إنه بعيد… بعيد… بعيد”.

وصل “سفروت” لمدينة الدببة، تمنى أن يكون دبا مثلهم، وعلى الفور تحققت رغبته فأصبح دبا، فسأل سفروت الدب الذي رآه عن مكان جبل عبقر، فأجابه الدب: “إنه بعيد… بعيد… بعيد”.

ومشى طويلا “سفروت” حتى قابل في طريقه واديا للغزلان، فتمنى أن يكون غزالة مثلهم ليتمكن من مخاطبتهم وفهم لغتهم، وعلى الفور أصبح غزالة، وسأل غزالة رآها بالوادي عن مكان جبل عبقر، فأجابته الغزالة: “إنه بعيد… بعيد… بعيد”.

واصل السير من جديد حتى وصل إلى مدينة الأطواس، كان “سفروت” قد أنهكه السير فاستراح قليلا، ومن بعدها رأى طاووسا فتمنى أن يصبح مثله حتى يسأله عن جبل عبقر، وعلى الفور تحققت رغبته فأصبح طاووسا، فسأل الطاووس الذي رآه عن مكان جبل عبقر، فأجابه الطاووس: “إنه بعيد… بعيد… بعيد”.

واصل سيره دون أن يمل ففي قلبه رغبة بالحصول على دواء الأميرة المريضة، وصل لمطار النسور، فتمنى أن يصبح نسرا حتى يسأل عن مان جبل عبقر، وعلى الفور أصبح نسرا، فسأل النسر عن مكان جبل عبقر، فأجابه النسر: “إنه قريب… قريب… قريب”.

وصل “سفروت” وهيئته كانت نسرا مع النسر الذي دله على طريق جبل عبقر، وصلا لقمة الجبل، وهناك حصل “سفروت” على الدواء، فحمل “سفروت” الدواء وعاد لبلده، وفي طريقه قال في نفسه: “الناس لا يفهمون لغة النسور”، فتمنى أن يعود إنسانا طبيعيا، وعلى الفور عاد إنسانا، وكان معه دواء “حب التوت” ابنة السلطان المريضة.

وأثناء ذهاب “سفروت” لقصر السلطان لإعطائه الدواء، تذكر الساحر “أبي طرطور”، فقال في نفسه: “لولا خاتم الساحر أبي طرطور لما استطعت الذهاب لرأس جبل عبقر”، فمر عليه ليشكره، ولكنه لم يجده في قصره ووجد ورقة مكتوب عليها: “تحياتي للصغير الشجاع، لقد هاجرت لجزيرة الوقواق، وقد وهبتك كل ثروتي وأملاكي وقصري، فاقلب شكري وامتناني على صدقك وشجاعتك، واقبل هديتي”.

ذهب لقصر السلطان، وقدم الدواء للأميرة المريضة، شفيت الأميرة المريضة، فرح السلطان وابنته، أعلن السلطان عن زواج ابنته “حب التوت” من “سفروت” الشجاع، والجميع كان في غاية السعادة والسرور.

اقرأ أيضا:

الدب الكسول والسمكة الصغيرة قصص اطفال هادفة بقلم منى حارس

قصص اطفال مفيدة وقصيرة قصة الكنز والكلب الوفي

قصص اطفال من زمان الملك والأمراء الثلاثة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى