قصص طويلة

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء السادس

قصص قبل النوم رومانسية طويلة

ومازلنا في طيات قصتنا الشيقة والممتعة، القصة التي تجسد حالة الحب الصادق، وأن الله سبحانه وتعالى ينصر من يصدقه ويعينه على قضاء أمره أيضا.

من قصص قبل النوم رومانسية طويلة:

التقاء روحين (الحب).
التقاء روحين (الحب).

                      رجوع العاشق المجنون الجزء السادس

كان ينظر بصمت رهيب، سألته: “إذا أخبرني لماذا تنظر إلي هكذا؟!”

الشاب وبدا أنه سينطق أخيرا وفجأة كسر حاجز صمته: “لقد وقعت بحبكِ!”.

أتذكر حينها أن وجهي أصبح لونه أصفر من الخضة، لم أستوعب كلامه، على الرغم من أنني شعرت بصدق مشاعري تجاهه، أتذكر أنني لم أبدي أية ردة فعل سوى النظر إليه ووجهي رسم عليه علامة التعجب والاندهاش، أصبحت عيني تمحصان بوجهه يمينا ويسارا، وفجأة…

ضحك بصوت مرتفع: “نظري لوجهكِ، إنكِ حقا غريبة، كل هذه الفترة عرفتني فيها ولم تستطيعي بعد التمييز بين جدي ومزاحي، متى عرفتني جادا؟!، ولا مرة منذ أن تعرفنا على بعضنا البعض”.

تضايقت من تصرفه ولكنني كتمتها بنفسي ولم أبدها له، استكمل حديثه موضحا: “إنني حقا لا أستطيع أن أكون على دراية بأمور الحب هذه، كيف لإنسان أن يعيش طوال حياته مع امرأة واحدة، فالعالم مليء بالجميلات والفاتنات، هناك من تملك عيونا ساحرة، وأخرى شفاه لا تقاوم، وثالثة لديها شعر جذاب…”

استقطعت حديثه: أنتم الرجال متشابهون جميعكم، لا يوجد بينكم أي اختلاف أو فرق ولو كان بسيطا”.

الشاب: “أما أنتِ فمختلفة كليا، إنكِ تؤمنين بقواعد الحب لدرجة أنكِ ستتزوجين من شخص لا تعرفين شكله حتى، وتقضين كامل حياتكِ معه مضحية بكل شيء، يا له من حب صادق”.

شعرت وكأنه يستفزني بكلامه لأصب عليه كامل غضبي من قراري بالزواج من ابن صديق والدي، لذلك التزمت الصمت وكبحت الدموع بعيني على قدر المستطاع، شعر بضيقي الشديد.

الشاب: “لحظة واحدة، لنفترض أنكِ تحبين شخصا، لنقل أنكِ أحببتِ أحدا بالرحلة، ولماذا نذهب بعيد، فلنفترض أنكِ تحبيني وأنا أحبكِ، هل في هذه الحالة ستعودين منزلكِ وتتزوجين من الشاب الذي اختاره لكِ والدكِ، أم أنكِ ستتحلين بالشجاعة وتفرين بالهرب معي؟!”

صراحة لم أستطع الرد على سؤاله، وغمرتني مشاعر الضيق والرغبة بالبكاء، ولثاني مرة ينقذني صوت القطار من الإجابة على سؤاله…

أخبرته قائلة: “حقيقة لا أريد أن أفوت القطار مرة أخرى”.

فرد: “أما أنا فأرغب بتفويته معكِ مرة بعد الأخرى”.

صعدنا القطار، وكانت رحلة عودتنا للندن، طوال الطريق همت أفكر في كلامه، هل أضحي بكل شيء في سبيل سعادتي، أم أفعل العكس؟!

ودع كل منا الآخر…

هذه نهاية المطاف، أشكرك على كل شيء.

الشاب: “لا عليكِ”.

طلبت منه عنوانه حتى أرسل إليه بطاقة دعوة زفافي، ولكن رده جعلني في حيرة من أمري…

الشاب: “ليس بالضروري، فإنني لن آتي”.

أنا متأكدة أنني رأيت الدموع في عينيه وهو يخبرني بامتناعه عن حضور حفل زفافي، غادرني فشعرت وكأنني أفارق سعادتي برحيله، وكأن شيئا ما بداخلي اقتلعه من مكانه وأخذه معه، لدرجة أنني ما عدت أشعر بأي شيء بخلاف صورته التي أجدها في كل مكان أمامي ومن خلفي وعن يميني وعن يساري، لا أطيق صبرا على فراقه.

لقد بات قلبي يخبرني في كل وقت وحين، لقد وقعت في الحب، يمكنكِ الإنكار ملايين المرات، ولكنكِ وقعت في حبه.

وصلت المنزل وكم كنت مشتاقة لوالدي وأختي الصغيرة، ولم أنتظر الصباح لأصارح أمي وأبوح لها بما في قلبي عله يهدأ ويستكين…

أمي أتتذكرين الحلم الذي سردته لكِ مسبقا؟، ذلك الشخص الذي حلمت أنه أمسك بيدي، ذلك الوجه الملائكي الذي تمنيت أن أقابله يوما؟

لقد قابلته يا أمي، وواجهته ووجها لوجه، وعلى الرغم من ظهور علامات التعجب على وجهها إلا أنني واصلت حديثي أملا في أن أجد بصدرها الحنون الدواء…

ببداية رحلتي كنت أعلم جيدا ما أريده، فلم أرد إلا أن آخذ أكبر قدر وافر من السعادة ومن ثم أعود، حتى أتمكن من مواصلة حياتي بعدها بالزواج من ذاك الغريب الذي لا أعرفه بعد؛ كنت راضية بما قسمه الله لي، ولكن لم أكن أعلم بما يخبئه لي القدر من مفاجآت، لقد كان مثل العاصفة الجارفة التي أخذتني في طريقها كما تأخذ الورقات المتساقطة من الأشجار، لطالما قرأت عن الحب وسمعت عنه كثيرا، ولكنني لم أفهمه يوما؛ عندما مد لي يده لمساعدتي بالمرة الأولى، وأمضينا وقت الرحلة معا لم أكن أشعر بشيء، حتى حان اليوم موعد الرحيل بالمحطة شعرت وكأنني لن أراه مرة أخرى، وكأن شيئا ما بداخلي أرادني أن أفصح له بمشاعري، مكثت أنظر إليه طويلا ولكنه كان يبتعد عني شيئا فشيئا، أدركت في هذه اللحظة أنه الحب الذي لطالما قرأت عنه وسمعت عنه كثيرا الآن فقط فهمته.

لقد تحققت به ومعه كل أحلامي يا أمي، لا أعلم إن كان يحبني مثلما أحبه أم لا؛ ولكن كل ما أعلمه وعلى يقين به أنه لي بمثابة الحياة، فلن أكون لغيره يا أمي.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا:

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الأول

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثاني

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثالث

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الرابع

قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الخامس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى