قصص جن

قصص جن حقيقية من قلب صعيد مصر

لقد عرف صعيد مصر بتراثه العريق وقصصه المتوارثة، ومما عرف به صعيد مصر بأنه بيئة خصبة لحكايات الجن التي تتناقلها الأجيال.

وقصص الجن هذه ليست مجرد خرافات، وإنما هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للعديد من القرى والنجوع، حيث يرويها الكبار والصغار كأحداث انغمسوا فيها وعايشوها بكل تفاصيلها أو سمعوا عنها من مصادر موثوقة.

وإليكم بعض قصص جن حقيقية كما يرويها أهل الصعيد ويتبادلونها فيما بينهم، مع تغيير في بعض التفاصيل للحفاظ على خصوصية أصحاب القصص الحقيقيين.

        من قصص جن حقيقية من قلب صعيد مصر:

أولا/ قصة عمدة القرية والجن العاشق:

يحكى أنه في إحدى قرى المنيا، كان هناك عمدة قد عرف بحكمته وهيبته بين الناس أجمعين، وكان له بيت كبير يعود لأجيال سابقة، كان منزل عريق مبني بالطوب اللبن وله فناء واسع.

وفي إحدى الليالي تحديدا وبعد منتصف الليل، استيقظ العمدة على صوت نحيب خافت يأتي من الغرفة المجاورة لغرفته، كانت الغرفة لابنته الوحيدة والتي كانت على وشك الزواج، في بداية الأمر ظن العمدة بأن ما سمعه ربما كان كابوس قد راوده، ولكن الصوت تكرر مرة أخرى بعد استيقاظه من نومه، وبدأ يشعر ببرودة غريبة في الغرفة رغم حرارة الجو.

ترك العمدة سريره وتوجه نحو الغرفة ليطمئن على ابنته، وما أن فتح الباب حتى رأى ابنته نائمة، ولكن صوت النحيب كان يأتيه من أسفل سريرها.

لقد شعر العمدة بخوف شديد حينها، وهو ذاك الرجل الذي لا يهاب شيئًا على الإطلاق، فشرع في قراءة آية الكرسي بصوت عالٍ، وما أن بدأ بالقراءة حتى شعر باهتزاز السرير وازداد صوت النحيب وكأن شيئًا ما يتألم بشدة.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن العمدة استمر في القراءة بل وازداد من وتيرتها، علا الصوت كثيرا ومن بعدها فجأة اختفى تمامًا، وعادت الغرفة إلى هدوئها المعتاد.

وفي صباح اليوم التالي، جميع أقراد العائلة قد لاحظوا على ابنة العمدة شحوب شديد على وجهها وضعف بسائر جسدها، لقد باتت الفتاة المرحة المفعمة بالحياة منعزلة وباتت هادئة بشكل غير معهود عليها من قبل!

شك أبوها العمدة أن ما حدث بالليلة الماضية كان مرتبطًا بالجن، فاستدعى شيخًا من القرية معروفًا بعلمه بالرقية الشرعية، وبعد أن استمع الشيخ لقصة العمدة، أخبره أن هناك جنيًا عاشقًا لابنته، وأنه كان بالفعل يحاول أذيتها ليلة أمس، ولاسيما أن موعد زفافها قد اقترب.

وبالفعل بدأ شيخ القرية في قراءة الرقية الشرعية على الفتاة، وما هي إلا دقائق معدودات حتى بدأت الفتاة تتشنج وتتحدث بصوت أجش غير صوتها كليا، تارة تتوسل وتارة تهدد؛ استمر الشيخ في قراءة الرقية لساعات طوال، حتى أغمي على الفتاة.

وعندما استيقظت، كانت تبدو أفضل حالًا، وعادت إليها روحها المرحة، أخبرها الشيخ بضرورة قراءة الأذكار صباحًا ومساءً، وأوصى العمدة بتحصين بيته على الدوام وقراءة سورة البقرة يوميا به، ولم يعد صوت النحيب يظهر بعد ذلك، وتزوجت الفتاة وعاشت حياة طبيعية للغاية، ولكن ذكرى تلك الليلة الأليمة ظلت محفورة في ذاكرة العمدة.

ثانيــــــا/ قصة الزوار الخفيين في بيت الصاغة:

حدثت هذه القصة الحقيقية في محافظة أسيوط، بيوم من الأيام اشترى شاب بيتًا قديمًا كان قد ورث جزء منه عن جدته، وكان البيت معروفًا في الحي بأنه مسكون!

لم يصدق الشاب هذه الخرافات بكل تأكيد، وقرر تجديد البيت والانتقال إليه في أسرع وقت ممكن، وبعد أسابيع قليلة من انتقاله، بدأ الشاب في ملاحظة أشياء غريبة تحدث من حوله في البيت.

كانت الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، وكانت الأضواء تشتعل وتنطفئ من تلقاء نفسها أيضا، وأحيانًا يسمع همسات خافتة في أوقات متفاوتة وكأن هناك من يتحدث إليه تحديدا.

 

في إحدى الليالي، استيقظ الشاب على صوت جلبة في المطبخ. ظن أن لصًا قد تسلل إلى بيته، فتسلح بعصا وتوجه بحذر نحو المطبخ. وما أن وصل حتى رأى الأواني تتحرك وحدها، والأطباق تتطاير في الهواء. أصابته الدهشة والخوف، فبدأ في تلاوة القرآن بصوت مرتفع. وما أن بدأ حتى سقطت الأواني على الأرض بضجيج عالٍ، واختفت الظواهر الغريبة.

لم يستطع الشاب تجاوز هذه العجائب التي لا يتقبلها عقل بشري على الإطلاق، لقد كاد أن يفقد عقله من هول ما يرى ويسمع، فقرر أن يستعين بأحد المشايخ من حوله المعروفين في أسيوط.

وبعد أن زار الشيخ البيت وتفقد كل زواياه، أخبر الشاب أن البيت بالفعل مسكون بالجن وليست إشاعات مثلما ذكرت، ولحسن الحظ بأنهم من الجن الصالحين، لكنهم لا يحبون الإزعاج ويريدونك أن تتركهم وشأنهم!

نصح الشيخ الشاب بقراءة سورة البقرة يوميًا في البيت للتحصين ولدحرهم عن المنزل، وتشغيل القرآن الكريم باستمرار، وعدم إيذاء أي كائن حي في البيت مهما كان صغيرا، أكد على عدم أذية أي كائن حي حتى لو كان حشرة صغيرة، فالجن حباهم الله سبحانه وتعالى القدرة على التشكل بأي شكل أرادوا.

التزم الشاب بنصائح الشيخ جميعها، وبمرور الوقت بدأت الظواهر الغريبة التي كانت تحدث معه على الدوام منذ أن سكن المنزل تختفي تدريجيًا.

أصبح البيت أكثر هدوءًا، ولم يعد الشاب يسمع أو يرى أي شيء غريب مثلما كان آنفا، عاش الشاب في هذا البيت لسنوات طويلة، وأصبح يحكي قصته لأصدقائه وعائلته، مؤكدًا أن الجن موجودون حولنا، وأنهم يحتاجون إلى الاحترام والتعايش السلمي.

اقرأ مزيدا من قصص جن حقيقية من خلال:

قصص جن حقيقية ام خيال مرعبة للغاية

وأيضا/ قصص رعب حقيقية عن الجن من دول عربية مختلفة بقلم د منى حارس

قصص رعب حقيقية احمد يونس قصة مائدة الجن

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى