قصص الأنبياء

قصص القران الكريم دلاليا وجماليا مكتبة نرجس

نقدم لكم هذه المقالة بعنوان قصص القران الكريم دلاليا وجماليا مكتبة نرجس، حيث اختلف العلماء في الوجهة التي يتم بها النظر إلى قصص القرآن الكريم، فهناك من كان ينظر إليها على أنها عبارة عن قصص لاستنباط العبر والعظات، وتأتي داخل الإطار الفكري للسورة التي ترد بها فيما يخص مختلف الاوجه سواء الاجتماعية أو الفلسفية أو العقائدية أو الأحكام وهى النظرة الفكرية لقصص القرآن، ولكن كان هناك منهم من كان يرى بأن قصص القرآن يجب النظر إليها من الناحية الجمالية والفنية، حيث يتم فيها الالتفات إلى الأسلوب أو النمط الذي صيغت به القصص، فلكل قصة أسلوب أو نمط منفرد والذي يرى بأن القصة تأتي مع اسلوب عرض وعوامل تعمل على التشويق، وبخاصة أنها اولًا وأخيرا قصص وحكايات ودائما ما تجذب الحكايات آذان واعين الناس لسماعها أو قرائتها.

قصص القران الكريم دلاليا وجماليا مكتبة نرجس:

قصة احياء القتيل:

جاءت تلك القصة في سورة البقرة وهى أطول سورة في القرآن ومن المعروف بأن تقريبًا ثلثي السورة ذكر به مجموعة مختلفة من قصص بني إسرائيل، وجميعها كانت تعبر وبشكل واضح عن سلوك بني إسرائيل المتمرد والمجادل في الباطل، ولكن سورة البقرة كانت تتمحور بشكل كبير حول فكرة الاحياء والاماته ثم سلوك بني اسرائيل.

 

كانت القصة تدور حول حادث قتل وقتيل والقاتل غير معلوم، ولم يكن هناك من الادلة ما يشير إلى القاتل، فذهبوا إلى موسى حتى يدلهم على القاتل فأمرهم بذبح بقرة وأعطاهم صفات محددة لتلك البقرة، ثم يتم أخذ جزء من البقرة ويتم ضرب القتيل به، فيعود حيًا ويخبر عن قاتله، أي أن القصة أولها حادث القتل والقتيل ووسطها ذبح البقرة وآخرها هو إحياء القتيل وهو المحور الرئيسي للقصة و السورة.

البناء الفني للقصة:

تمتلك القصة بناء هندسي منتظم حيث تجد القصة مستمرة في شكل سرد زمني متصل، مما يسمح بإمكانية سردها من أي نقطة سواء من البداية أو الوسط أو من النهاية، وربما يظهر ذلك في الطريقة التي تم سرد القصة بها، حيث بدأت تقريبًا من المنتصف فالسرد القرآني بدأ من ذبح البقرة ثم عاد وذكر البداية وبعدها جاء بالخاتمة.

هل من الممكن أن يتم سرد تلك القصص بتلك الطريقة نعم ولكن يجب أن يكون هناك من المبررات أو الأسباب ما يدعم تلك الطريقة في العرض، وهنا يمكن القول بأن من الاسباب الداعمة لأهمية السرد على هذا النحو أولًا إن الذبح والضرب ببعضها هو امر الاهي، ثانيا دلالة على الاهمية، وثالثا للفت الانتباه للظاهرة الاساسية في ختام القصة وهى إحياء الموتى، وأخيرًا التعبير بشكل واضح عن صفات التمرد في بني اسرائيل.

بشكل اساسي كانت القصة تحافظ على المحورين الاساسيين للسورة، المحور الأول هو فكرة الإحياء والاماتة التي ظهرت في نهاية القصة، أما الثاني فهى سلوك بني اسرائيل الشاذ والمتمرد والذي ظهر جليًا في الأخذ والرد في التعرف على صفات البقرة.

” وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى