قصص دينيةقصص وعبر

قصص القرآن راتب النابلسي، ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم

قصص القرآن راتب النابلسي

من أجمل قصص القرآن لراتب النابلسي فضل ومفهوم الآية التي وردت بالقرآن الكريم ” مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا”، فالله هو الرحمن الرحيم وهو ألطف بعباده، ولكن كل ما يلقاه الإنسان من صعوبات وأهوال بالدنيا إنما هو من فعل يده، فقد قال تعالى: ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”.

من أروع ما روى الدكتور راتب النابلسي:

بيوم من الأيام أصر شاب على مقابلته لمعرفة أمر هام يتعلق بحياته، فبدأ الشاب يعرف عن نفسه قائلا: “أنا مهندس خيوط، أتممت دراستي الجامعية خارج البلاد برومانيا، وتوظفت بمعمل كبير بدمشق، أصاب بالصرع في أي وقت وبأي مكان مما يعرضني لخطورة بالغة، أكاد أسحق يوميا، أتكبد مشقات كثيرة بحياتي؛ والسؤال الذي أريد جوابا عنه لماذا أنا كذلك؟”.

الرد على سؤال الشاب:

يحكي الدكتور راتب النابلسي أن ما ورد بذهنه بمجرد سماعه لسؤال الشاب أن مرض الصرع هو مرض خطير يؤذي الدماغ ومرض عضال يدوم مدى الحياة، ولكنه علم مراد الشاب من سؤاله وهو لماذا يفعل الله به هكذا؟!؛ وعلى الفور رد عليه قائلا: ” مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا”.

إنصات الشاب الشديد عند سماعه للآية الشريفة:

يحكي الدكتور ويقول رأيت من الشاب إنصاتا يفوق حد الخيال، وسألني بعدها ما معنى هذه الآية، فأوضح الدكتور أن الآية تعني باستحالة رضا الله سبحانه وتعالى بالأذية والوجع لعباده وهم على صراطه المستقيم ويفعلون أوامره؛ فطلب الشاب على الفور كل ما ينبغي عليه فعله، وبمجرد بدء الدكتور بذكر كل ما طلبه منه الشاب أخرج الشاب ورقة وقلما وبدأ في كتابة كل ما يقوله الدكتور رغبة في شفائه وإزالة كل ما به من غم وهم.

إصرار الشاب الشديد على إتباع كل التعاليم:

كان للدكتور راتب النابلسي كل جمعة درس يلقيه، فذهب الشاب بعد الأسبوع الأول من مقابلته للدكتور إلى الدرس وطمأنه الشاب بعدم إصابته بالمرض وأنه استقام على العبادة، فرح الدكتور فرحا شديدا بما سمعه من الشاب؛ ومر الأسبوع الثاني والثالث ويأتي إليه الشاب ليطمئنه، ولكنه في الأسبوع الرابع لم يأتِ الشاب للدرس فقلق الدكتور قلقا شديدا عليه، وسأل عنه فأخبره الشاب أنه بذلك الأسبوع قصر في حق الله فأصابته نوبة.

المستفاد من القصة:

ينبغي على كل إنسان التحلي بالإيمان والرضا بكل ما يواجهه من صعوبات بالحياة؛ أن الله سبحانه وتعالى لا يريدنا نتوجع ونتأذى، ولكن من حين لآخر يبتلينا بأشياء تقربنا إليه؛ وأن الإنسان لو أمعن التفكير لوجد أن حتى نزول المصائب عليه بها رحمة له من الله ولطف كبير، فكما قال تعالى: “كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” فهما واجه الإنسان بالحياة تعد لا شيئا بالنسبة لما سيواجهه بالآخرة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى