قصة حب بعنوان فخ الحب!
فخ الحب يعبر عن الإدراك بأن الحب قد يكون تجربة قاسية ومؤلمة، يعبر عن تجربة من كثرة إيلامها وأوجاعها قد تؤدي إلى التضحية بالذات أو حتى إلى الشعور بالندم والأسى.
وغالبًا ما تتضمن هذه العبارة إشارة إلى أن الحب ليس دائمًا تجربة إيجابية وأن بعض العلاقات قد تكون مجرد “فخ” يوقع صاحبه في مصائب من الممكن ألا يخرج منها مدى حياته.
القصـــــــــــــــــــــة:
وقعت في حبه من عامها الجامعي الأول، كان يفوقها سنا في أواخر سنوات كلية الطب بخلافها كانت في بداية أعوامها بكلية الإعلام، كانت متميزة للغاية جميلة وأنيقة تأسر من يستمع لحديثها من شدة جمالها وأناقتها ولباقتها في الحديث، كان لأسلوبها شغف فريد يأسر كل من يقع في طريقها.
دونا عن غيره وقعت في حبه، سلبها قلبها بكلامه الجميل ووعدها بالزواج وفعل فور تخرجها من الجامعة، كانت طموحة للغاية شغوفة بالحياة، ومع سنوات الزواج الأولى بالفعل استطاعت أن تعمل مذيعة بأحد البرامج الشهيرة، ولكن جل اهتمامها كان مصبوبا على زوجها ومنزلها وأهل زوجها.
وبعد عام واحد من الزواج أصبحت حاملا بطفلها الأول، كانت السعادة تغشاها من فوقها من أسفل منها، أغدقت حبها كله على زوجها الذي كان سببا في سعادتها التي لا توصف على الإطلاق، وعلى الرغم من نشوة السعادة التي كانت تغمر قلبها إلا أن زوجها وقبيل موعد ولادتها تغيرت معاملته إليها.
كانت تجد منه أفعالا لم تعهدها عليه من قبل، وبالرغم من شعورها إلا أنها كانت على الدوام تكذب نفسها وتكذب شعورها حتى جاء اليوم الذي أخبرها فيه وبصراحة أنه يريد عنها الانفصال وبشكل تام!
صعقت الفتاة المسكينة مما سمعته منه، ولاسيما أنها كانت ضحية زواج فاشل بين والدها ووالدتها، فقد ربتها والدتها بمفردها ولم تعلم شيئا طوال حياتها عن والدها والذي كان يسكن بمدينة تبعد آلاف الكيلومترات عنهما، فلم ترد لصغيرها الذي لم يرى نور الحياة بعد أن يخوض نفس تجربتها المريرة، حاولت مرارا ومرارا أن تجعل زوجها يعدل عن فكرة الانفصال ولكن دون جدوى ودون أي أمل!
ويوم ولادتها ذهب بها للمستشفى، ووضعت ولدا ما أجمله، كانت تصبر نفسها بأن صغيرها من الممكن أن يكون سببا في عدل والده عن قراره العجيب، ولكن هيهات لها إذ أنه جمع كافة أغراضه من المنزل وتركه لها ولرضيعهما، ويوم ولادتها كان يوم انفصالهما رسميا.
وجدت الحياة بأكملها سوداء اللون لا لون ولا طعم ولا رائحة، عانت كثيرا ولكنها تماسكت بسبب صغيرها، بعد زواجها كانت العلاقات متوترة بينها وبين والدتها، لهذا السبب لم تخبرها عن خبر انفصالها وآثرت التألم في صمت وتحمل المسئولية كاملة، ولكنها كانت يائسة من الكون بما حوى!
لم تيأس من التواصل مع والد صغيرها ومحاولة إقناعه بالعدول عن رأيه من أجل مصلحة ابنهما، ولكنه كان مصرا على رأيه، وفي كل مرة تواصلت معه كانت حالتها النفسية تزداد سوء أكثر من قبل، اكتشفت بعد شهر واحد من انفصالهما إعلانه عن خطبته لطبيبة بنفس مجاله، وهنا اكتشفت السر الذي كان وراء تغييره كليا وبشكل جذري، أيقنت حينها أنها كانت ضحية فخ الحب الذي أغرقها به!
كانت منهارة على الدوام، دوما تجلس في حديقة منزلها والدموع تتساقط من عينيها، كان يلاحظها جار لها في صمت دون أن يحاول التحدث إليها ولو بكلمة واحدة، وفي يوم من الأيام أتاها زوجها السابق ليأخذ بقية أغراضه من المنزل، علا صوتها وأخرجت كامل غضبها عليه وطردته من المنزل، وما إن خرج منه أخرجت كافة أشيائه وذكرياتهما معا بالحديقة وأشعلت النيران بكل شيء، لقد سقطت مغشيا عليها من هول ما كانت تشعر به.
لم تستفق إلا في غرفة للطوارئ بإحدى المستشفيات، لقد أتى بها جارها للمستشفى، وعندما نظرت إليه هرعت تسأل عن صغيرها لتجد شابا في مقتبل عمره فائق الجمال يحمل صغيرها بين يديه!
أرادت أن تشكره على ما قدمه لها، إلا إنه أعطاها بأسلوب غاية في الجمال درسا قيما لن تنساه أبد ما حييت، أوصل إليها فكرة أنها ضعيفة وأسيرة لشخص لا يشعر بها من الأساس، وأنها في حاجة ماسة لتقلب الوضع والتقدم للأمام، وأنها أسيرة اليأس والاستسلام وصغيرها لا يستحق كل هذا يكفيه أن خسر أباه قبل أن يراه!
كانت كلماته على قلبها لها أثر السهام، تواصلت مع والدتها وأعلمتها بأمر انفصالها، وفي الحال أتت إليها أمها تهرع إليها، احتضنتها واحتوتها واعتذرت إليها، انهارت ابنتها بين يديها، وبالفعل عملت بنصيحة جارها وتقبلت الأمر وخطت بثبات خطواتها للأمام، صبت كامل تركيزها على عملها وصغيرها وأمها، تركت والدتها منزلها وانتقلت لتعيش مع ابنتها وحفيدها، وبالفعل استطاعت أن تحرز تقدما ملحوظا للغاية في عملها، واستطاعت أن تخرج برنامجا جديدا للغاية للنور، حصد شهرة عالمية في أسابيع قليلة من انطلاقته، وتفاجأت فيما بعد بأن جارها طبيب شهير ولم تكن على علم بذلك.
وفي صباح يوم باكر وجدت زوجها السابق يدق جرس الباب، يريد العودة إليها وإلى صغيره مجددا، وجدت نفسها في حيرة بالغة، من داخلها لا تريد العودة إليه ولكنها في نفس الوقت تحمل هم صغيرها لكيلا يتربى بنفس الطريقة التي تربت بها.
قررت ألا تعود إليه، لتكتشف مع الأيام أنه عاد إليها بعد الشهرة الواسعة التي حصدتها والأرباح التي جنتها بسبب جدها، لقد تخطته حرفيا، وتقدم للزواج بها جاره فوافقت على الفور دون تردد، أما بالنسبة لزوجها السابق فأعطته الإذن بزيارة صغيرهما في أي وقت أراد.
اقرأ أيضا:
قصة حب بعنوان سأظل أحبك لآخر رمق!