قصص مضحكة

حكايتان من التراث بقلم : يحيي بشير حاج يحيي

يسعدنا ان نقدم لكم اليوم في هذا المقال من موقع قصص واقعية حكايتان من التراث ، الاولي بعنوان الهرة والميزان والثاني بعنوان ذكاء العرب، حكايات مسلية وممتعة استمتعوا معنا الآن بقراءتهما وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص مضحكة .

قصة الهرة والميزان

ابتلي أحد الفقراء بزوجة نهمة شرهة، لا تدع شيئا من طعام إلا أكلته ولا ترض بالقليل، ولا تقنع بالكثير فكل ما يأتي به هذا الزوج تستولي عليه، حتى سماها الجيران والأكولة، وقد عاش زوجها المسكين معها حياة التعاسة والنكد، فهي تزداد سمنا وضخامة، وهو يزداد ضالة وضعفا.”

وفي أحد الأيام دعا الى منزله ضيفا مسافرا، واحضر كمية من اللحم لتصنع منها زوجته غداء مناسيا، ثم خرج مع ضيفه الى السوق، وعادا بعد الظهر، وقد احسا بالجوع، فانتظرا كثيرا ولكن الزوجة لم تحضر الطعام، فخرج الزوج وبحث عنها، فوجدها مستلقية، تغط في نوم عميق، فأيقظها وهو يقول: أين طعام الغداء، لقد تأخرت كثيرا؟ فقالت، وهي تتمطى وتتثاءب: إني أسفة، فإن اللحم الذي أحضرته قد استولت عليه الهرة، والتهمته كله، فتعجب الزوج، وقال: ولكن الهرة لم تفعل مثل ذلك قبل اليوم؟ وليس هذا عادة فيها، فكيف حدث؟ فقالت الزوجة الشرهة! | إن الحيوانات لا أمان لها، ولا تثبت على عادة.

فشك الزوج في كلامها، فقام واحضر الميزان، ثم بحث عن الهرة، فوجدها تموء من الجوع، فأخذها ووضعها في إحدى الكفتين، ووضع ما يعادل وزن اللحم، ولكن وزنها لم يبلغ اللحم الذي كان أحضره فنظر الی زوجته غاضبا وقال: أيتها الشرهة أن وزن الهرة لم يبلغ وزن نصف اللحم، فإن كانت قد أكلت ما يتسع له جسمها، فأين الباقي؟ فعجزت عن الجواب، وشعرت بأن حجمها صار أقل من حجم الهرة. فقال الزوج، وقد عرف ما يدور في نفسها: ما أضخم هذه الهرة البريئة إنها تبدو في نظري أضخم منك، مع أنها لم تذق لقمة واحدة من اللحم. ثم خرج الي السوق، ليعود بطعام الي ضيفه المنتظر .

ذكاء العرب

انتشر خبر ذكاء الخليل بن أحمد الفراهيدي بين الناس ووصلت أخباره الى ملك الروم وقد قص بعض العرب في مجلس الملك عن ذكاء هذا العربي، فتعجب من ذلك حيث قال احدهم أيها الملك: لقد بلغ من ذكاء الخليل أنه يرد على الرسالة التي لا يعرف لغتها بالجواب المناسب، فاتفقوا أن يكتب أحد العرب رسالة بالعربية ثم تنقل الى اليونانية القديمة المجهولة عند الكثيرين، وحين وصلت الرسالة الي الخليل، قالوا: هذه رسالة بعث بها أحد العرب في بلاد الروم وقد نقلت الى اليونانية وهو يطلب الجواب، فقال أمهلوني عدة ايام، واخذ الرسالة وبدأ يتفحصها ، ثم ترجمها الى العربية وكتب الجواب المناسب، فتعجبوا من عمله وقالوا: كيف فهمت ما تحويه الرسالة؟ وكيف كتبت الجواب؟ فقال الخليل: حين قلتم آن مرسل الرسالة عربي، ادركت انها ستكون بحسب عادتنا وطريقتنا، فقدرت انه سيبدأ ب «بسم الله الرحمن الرحيم، فقابلت بین حروف البسملة، فعرفت عشرة من الحروف اليونانية، ثم تتبعت الحروف التي عرفتها، وهكذا كلما عرفت كلمة أو أكثر حروفها مما أعرف أصل بعد تفكير الى بقية الحروف، الي ان تعرفت على الحروف كلها، فنقلتها الى العربية ثم كتبت الجواب المناسب.

دهش الحاضرون من ذكاء الخليل، ومضي حمل الرسالة الي ملك الروم وحين وصل امر الملك بإحضار كاتب الرسالة بالحروف اليونانية وقارنوا بين الرسالة وجوابها، فكان مناسب لما جاء فيها فازدادوا عجباً وكان اشدهم تعجباً ملك الروم وكبار وزرائه الذين ادهشهم ذكاء العرب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى