قصص وعبر بعنوان الغدر والوقوع في المهالك
غدر الأصدقاء جرح عميق، يصعب شفاؤه، وعندما يُقارن بخيانة الأعداء، فإنه يُعتبر طعنة الأقربين مؤلمة بشكل خاص، حيث تكسر الثقة وتهزّ مفهوم الصداقة نفسه، وقد يؤدي إلى الشعور بالعزلة وانعدام الثقة بالآخرين في المستقبل.
وبقصتنا بسبب غدر الأصدقاء أنهت حياتها بنفسها، فقد كان وقع ما عانت منه ليس باليسير على الإطلاق!
القصـــــــــــــــــــــة:
قصة حقيقية بكل كلمة جاءت بها، قصة من كثرة الآلام التي بها تمنيتِ لو أنكِ كنتِ تعلمين الفتاة لنصحتها ووقفتِ بجانبها وساندتها….
للعلم هذه القصة بعثت برسالة من مختص ما بناءً على رغبة صاحبتها لتكون عبرة لكل فتاة ولتجنب ما صار بها…
لقد كنت فتاة جامعية في أوائل العشرينات من عمري، طوال حياتي ما عهدت إلا التفوق والفلاح في دراستي وفي كل ما أفعله، كانت دراستي أهم شيء في حياتي، كنت متفوقة على كل الطلبة ممن معي، وهكذا كانت تسير حياتي بين جامعتي ومنزلنا وكتبي ومحاضراتي لا أعلم شيئا من الحياة الخارجية بعد.
وفي يوم من الأيام تقربت مني إحدى زميلاتي بالدفعة، عبرت عن مدى إعجابها بي وأنها لا ترغب في شيء إلا أن تكون صديقتي المقربة، في الحقيقة رحبت بها كثيرا، وأعطيت لها متسع المجال لتكون صديقتي، وبعدها بمدة زمنية وجدتها تتحايل علي لأدخل في جروب الدفعة، فهناك طالب قد تغيب كثيرا عن المحاضرات ويجعل أسئلة كثيرة على الجروب ولا يجد من يجيبه عنها، وبعد إصرار منها وجدت نفسي قد وافقت على طلبها.
بعد أيام طوال كنت أجيب عن كل الأسئلة التي ترد على جروب الدفعة وأحتسبها لله سبحانه وتعالى، وأشهد الله أني ما بخلت بمعلومة واحدة أعلمها وحتى ما لا أعلمه أو أشك به ولو شيئا بسيطا كنت أطالع كثيرا وآتي بالمعلومة كافة ووافية، وجدت نفس الزميل يدخل إلي على الخاص ويسألني أسئلة، ترددت في البداية وأوضحت له أن كل ما يريده لن يجده إلا على المجموعة العامة.
ذكرت الموضوع لصديقتي فوجدتها تستنكر علي فعلتي، وتخبرني بألا أكون متشددة، اقتنعت بكلامها وأجبت على كل سؤله حينما أرسل إلي مجددا على الخاص، ولكني وجدته يتمادى في كسر كل الحدود بيننا، نهرته حينما وجدته يعبر عن مدى إعجابه بشخصيتي، ولكني وجدت نفسي أحببت إطرائه وأسلوبه معي في الحديث، فبعدما كنت أنهره وجدت في نفسي سعادة لا توصف بحديثه، لا أدري كيف ولا متى قابلته مرة تلو الأخرى، فجأة ودون مقدمات وقعت معه في الزنا!
كانت مرة واحدة ولكنها كانت كفيلة لضياع حياتي بأسرها، ذهبت إلى والدتي لأعترف بذنبي وتساعدني على أمري غير أني وجدت نفسي غارقة في الدموع ولا أقوى على الكلمات، فكرت في أبي ولكني عجزت عن ذلك؛ لم أجد أمامي سوى خالي أبرحني حينها ضربا، وقرر أن يساعدني أعلمني بأنه يعلم طبيبا يمكنه أن يقوم بإجراء عملية الإجهاض لي ومن بعدها يعيدني فتاة مثلما كنت سابقا، وبذلك لن يفتضح أمري حتى أمام أقرب الأقربين لي، طاب قلبي قبل أن أسمع شرطه وهو أن أمكنه من نفسي!
لا أدري كيف أنني مكنته من نفسي!، أجريت بعدها العملية الجراحية، وعدت لجامعتي محاولة أن ألملم شتات نفسي الممزقة، واكتشفت يوم عودتي الوجه الحقيقي لمن أوقعت بي، لقد كانت في مراهن مع الشاب الذي سلبني عذريتي، وقد أوردها مالا في نظير ما فعله بي!
هددني إن لم أمكنه مرارا وتكرارا من نفسي سيفضح أمري بمقطع صوره لي يومها، لم أجد مخرجا فمكنته من نفسي، وعدت لخالي ليغيثني فسقطت في الهاوية واكتشف حملي للمرة الثانية ولا أدري لأي منهما، في حين وصول قصتي فثق يقينا حينها بأني قد أنهيت حياتي وبنفسي.
كانت هذه رسالة إحدى الفتيات، والتي لم تكن لتتخيل يوما أنها من الممكن أن تلاقي كل ما لاقت، جميعنا يشعر ببعده الكلي عن المعاصي والذنوب ولكننا ما إن نفتح سبيلا من سبل الشيطان نجد أنفسنا في التهلكة الحقيقية التي لا رجعة منها.
لا أدري ماذا أقول حقيقة، ولكن اللهم عافنا واعفو عنها، واللهم ألطف بها وارحمها فقد كانت ضحية للغدر والخيانة، اللهم أنت أدرى بها فارحمها يا أرحم الراحمين.
للمزيـــــــــــد من قصص وعبر يمكننا من خلال:
قصص وعبر بعنوان حقائق مُرَّة لا يمكننا أن نجحدها!











