قصص الأنبياء بعنوان نبي الله “نوح” عليه السلام والطوفان
إن قصص الأنبياء لهي قصص رائعة ومليئة بالعبر والحكم، وهي مهمة جدًا للأطفال والكبار على حد سواء لتعلم القيم الدينية والأخلاقية كما وردت بقرآننا الكريم.
ونظرًا لأن تفاصيل قصص الأنبياء طويلة للغاية ونعجز عن ذكرها دفعة واحدة بصورة شاملة ووافية، لذا سنقدم بموقعنا قصص واقعية قصة أحد الأنبياء بالتفصيل، ثم يمكنكم أن تخبرونا إذا كنتم تودون أن نكمل بنفس التفصيل مع الأنبياء الآخرين، أم إذا كنتم تفضلون طريقة عرض مختلفة غيرها؟
قصة نبي الله “نوح عليه السلام”:
تبدأ قصة سيدنا “نوح” عليه السلام في زمن كان فيه الناس قد ضلوا عن عبادة الله وحده سبحانه وتعالى، وأصبحوا يعبدون الأصنام والأوثان من دونه؛ أرسل الله تعالى نبيه “نوحًا” عليه السلام إلى قومه ليدعوهم إلى التوحيد، وترك عبادة الأصنام التي يتخذونها من دونه.
وقد مكث نبي الله “نوح” عليه السلام بين قومه تسعمائة وخمسين عامًا، كان خلالها يدعو قومه ليلاً ونهارًا، سرًا وعلانية، وبأساليب مختلفة، يدعوهم إلى عبادة خالقهم بالحكمة والموعظة الحسنة، كان يجادلهم بالتي هي أحسن، كان يدعوهم باللين والرأفة، ويذكرهم بنعم الله سبحانه وتعالى عليهم، والتي لا تعد ولا تحصى
وتارة أخرى يدعوهم بالتحذير والتخويف، كان يحذرهم من عذاب الله ووعيده إذا استمروا في كفرهم وطغيانهم؛ وتارة أخرى يدعوهم بالترغيب والتبشير، إذ كان يعدهم بالمغفرة والجنة إذا آمنوا.
ولكن قومه استكبروا وطغوا وأصروا على كفرهم وعنادهم إصرارا، وصل بهم الجحود أنهم كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم لكيلا يسمعوا دعوته لهم، كانوا يغطون وجوههم بثيابهم، ويسخرون من “نوح” عليه السلام ومن دعوته؛ وصل بهم الفجر أنهم كانوا يهددون نبي الله بإيذائه!
أمر بصناعة الفُلك:
بعد كل هذه المدة الطويلة التي قضاها نبي الله “نوح” عليه السلام في دعوة قومه وإصرارهم الدائم على الكفر بكل ما جاء إليهم به، أوحى الله إليه أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن بالفعل، وأنه لا يحزن عليهم، وأتاه أمر من الله سبحانه وتعالى بأن يصنع الفُلك تحت رعاية الله وتحت إشرافه.
وبالفعل شرع سيدنا “نوح” عليه السلام في بناء السفينة في مكان بعيد عن الماء، وكان قومه لا يتركونه وشأنه فكانوا كلما مروا عليه ويسخرون منه ويستهزئون به قائلين: “يا نوح، نراك بت نجارًا بعد أن كنت نبيًا؟!، أخبرنا كيف ستبحر هذه السفينة في الصحراء؟!”
فكان نبي الله “نوح” يرد عليهم بهدوء وثقة: “إن تسخروا منا اليوم، فسنسخر منكم غدًا عندما يأتي أمر الله”.
واستمر نوح في بناء السفينة كما أمره الله سبحانه وتعالى، بمساعدة المؤمنين القليلين الذين آمنوا معه، وكانت السفينة ضخمة جدًا، وقد تم بناؤها على عدة طبقات.
الطوفان:
وما إن اكتمل بناء السفينة، جاء أمر الله ببدء الطوفان العظيم، وكانت الإشارة لنبي الله أن يفور التنور، أمر الله نوحًا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين (ذكر وأنثى) من جميع الحيوانات، بالإضافة إلى أهله المؤمنين ومن آمن بما جاء به من قومه.
وما إن صعدوا إلى السفينة حتى بدأت السماء تمطر بغزارة لم يسبق لها مثيل، وتفجرت الأرض بالعيون، وارتفعت المياه من كل مكان؛ كان طوفان مهولًا، غمر الجبال وكل شيء على وجه الأرض ولم يبقي على أي شيء.
وفي بداية الطوفان كان ابن نوح الكافر واسمه “كنعان”، وربما “يام” كما ذكر ببعض الروايات، رفض أن يركب السفينة مع أبيه ظنًا منه أنه سيصعد إلى جبل يحميه من الماء.
وعل الرغم من أن أباه ناداه بحنان: “يا بُني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين!”
ولكن الابن كان عنيدا للغاية قال لأبيه: “سآوي إلى جبل يعصمني من الماء”.
فأجابه أبوه بحسرة على حاله: “لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم”.
وبينما يتحدث إليه حال بينهما الموج، فكان ابنه من المغرقين.
نهاية الطوفان:
وبعد فترة من الزمن، أوحى الله سبحانه وتعالى إلى الأرض أن تبلع ماءها، وإلى السماء أن تمسك مطرها، فبدأت المياه تنحسر تدريجيًا، واستقرت السفينة على جبل اسمه الجودي.
نزل سيدنا “نوح” عليه السلام ومن معه من المؤمنين والحيوانات بسلام إلى الأرض، وكانت الأرض قد طهرت من الكافرين جميعا ومن فسادهم.
عودة الحياة وتكاثر البشرية:
وبدأت الحياة من جديد على الأرض، كان المؤمنون الذين نزلوا من السفينة هم نواة البشرية الجديدة التي انتشرت وتكاثرت بعد ذلك، ولأجل ذلك سمي نوح بـأبي البشر الثاني، وقد عاش سيدنا “نوح” بعد الطوفان فترة من الزمن يعبد الله ويدعو إلى الخير.
للمزيد من قصص الأنبياء يمكننا من خلال:
أروع قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام “يوسف” عليه السلام
وأيضا/ قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة من قصص الأنبياء عليهم السلام