قصص اطفال بعنوان النسر المغرور والعبرة منها
إن أطفالنا هم فلذة أكبادنا نفعل المستحيل من أجل توفير كل ما هو أفضل لهم ومن أجل مستقبل مزهر باسم لهم؛ تساعدنا قراءة القصص لهم على فعل كل ذلك وأكثر ولكن كل ما علينا فعله هو انتقاء الأفضل من بينهن دائما وسرده بطريقة مثلى من أجل أن يتذكرها أحبابنا الصغار دائما بطريقة كأنها قد نقشت على حجر والتصقت بعقولهم الصغيرة.
القصـــــــــــــــــة:
تعتبر واحدة من قصص اطفال مفيدة وذات معاني قيمة علينا تعليمها لصغارنا…
يحكى أنه بأحد شواطئ نهر كبير كانت هناك مجموعة من الطيور البيضاء الجميلة ذات المنقار الطويل، كانت تعيش هذه الطيور في مجموعات وتتسم بأجنحة كبيرة بيضاء ومناقير طويلة أيضا، كانت تستخدمهما في صيد الأسماك لتقتات عليها وتطعم صغارها.
فكانت هذه الطيور تتجمَّع كُلّ يوم في الصّباح الباكر معا وتسبحُ في مياه النَّهر بهدوء، باحثةً عن الأسماك لتصطادها بمناقيرها الطويلة
وفي صباح باكر ليوم من الأيام، بينما كانت هذه الطيور مُتجمَّعة على شاطئِ النَّهر، هبّت رياح قوية، واضطربت مياه النهّر، وفجأة، انقضَّ نسر ضخم من السماء ظهر من العدم، والتقط سمكة كبيرة بمخالبه، ثمّ ارتفع بها عاليًا في الهواء.
فعله اربك الطيور، وجعلها تتساءل بقلق فيما بينها: “ما تفسير ما رأيناه للتو؟!”، فقال قائد السرب: “إنَّه جارنا الجديد، لقد رأيتُه يبني عشَّهُ فوق الشجرة العالية هناك”.
كان النسر في كل صباح باكر يفعل ما فعله أول مرة، ويوما بعد يوم أحكم سيطرته التامة على النهر بأكمله، لقد كان مغرورًا متفاخرا بقوّته وحجمه، يضرب الماء بجناحيه ليُرهب جميع الطيور وكأنه إنذار لهم جميعا، كان يصطاد كلّ الأسماك في النهر ويخيف البقيّة فيهربون فلا يتبقى شيئا تصطاد الطيور المسكينة لتطعم صغارها الجائعين.
لم يجد قائد السرب إلا حلا واحدا، التحدث إليه، اقترب منه وقال: “إنك تخيف الصغار، وتصطاد بعنف فتُرعب سائر الأسماك وتُفزّعها؛ لماذا لا تصطاد بهدوءٍ مثلنا؟!، عليك أن تحترمنا وإلا رحلت عنا”!
ضحك النسر بأعلى صوت لديه: وقال: “ وأنا حينما آخذ نصيحة آخذها منك أيها العجوز؟!، أتجرؤ على تهديدي؟!، أما علمت من أنا؟!”
ردّ اعليه الطائر بثقة: “ما أنت إلا مجرّد نسر مغرور ومتكبرّ”.
قال النسر غاضبا: “إنني أقوى منكم جميعًا، أنتم ضعفاء لا تقوون إلا على الأسماك الضعيفة أمثالكم، أمّا أنا فأصطاد من الأعماق”.
وبالفعل أمسك بسمكة كبيرة من قلب النهر وانطلق بعيدًا إلى عشه وهو يضحك بسخرية من بقيّة الطيور الأخرى وتحديدا قائدها.
ومرّت الأيام والنَّسر لا يزال مصرا على مواصلة أفعالها، كان غروره يُعكّر صفو حياة الطيور، فكان قاصدا ينقضّ على الأسماك التي يحاولون اصطيادها فيرهبهم بذلك فتركوا المكان ويرحلوا لغيره فيطاردهم من جديد، حذّره قائد الطيور من عاقبة أفعاله وغروره، ولكنَّ النسر لم يُبالِ بحديثه، وظلّ يسخر منهم على الدوام.
وفي صباح باكر، قررت الطيور التوغّل داخل النهر لاصطياد أي أسماك لإطعام صغارهن، لكّن قائد المجموعة حذّرهنّ من عاقبة قرارهن ومنعهن من الاقتراب من منتصف النهر لشدة خطورته وتياره القويّ، فتراجعت الطيور جائعة حزينة.
وقتها كان النسر يراقب المشهد في هدوء تام، ثم قال في نفسه ساخرًا: “سأصطاد سمكة كبيرة الحجم ليعلموا أيّنا أشدّ قوةً وأكثر ذكاءً”.
انطلق النسر إلى منتصف النهر بسرعة فائقة، وانقضَّ على سمكة كبيرةٍ وأدخل مخالبه فيها وارتفع بها في الهواء إلى عشه فخورًا بنفسه، ويومها قررت إحدى الطيور أن تذهب إلى النسر لتحصل منه على فتات لإطعام صغارها، رفض النسر رفضا قاطعا وصاح بها قائلا: “اذهبي فلا مكان هنا للضعفاء أمثالكِ”
وفي صباح اليوم التالي، يشاء الله سبحانه وتعالى أن يصطاد سمكة أضخم وأكثر قوة منه، قاومته بعدما اصطادها حتى جعلته بمنتصف النهر مبتلا وأسيرا للأمواج العاتية، بدأ يرفرف بجناحيه محاولاً النجاة، ولكنه لم يتمكّن من ذلك بسبب قوّة التيار والرياح.
لقد خارت قواه واستسلم للغرق، عندها رأى الطيور التي طالما سخر منها تطير بجانبه، نظر إليها برجاء، في البداية لم ترغب الطيور في مساعدته، ولكنّ قائدهن حثهن على المساعدة والإغاثة، فتعاونت الطيور معًا، ومدّت أجنحتها لتصنع سلسلة طويلة، وبالفعل تمكّن النسر من التعلّق بها، ثم سحبته الطيور إلى برّ الأمان.
شعر بالأسى على كل ما قدمت يداه وعلى كل أفعاله مع الطيور، هون عليه القائد وقال: “كلنا نخطئ، ولكن المهم أن نتغير ونتعلّم أنه لا أحد أفضل من الآخر وأن الاحترام والتعاون هما سر الحياة الحقيقي”.
ومنذ ذلك اليوم، تغيّر النسر وصار متواضعًا يصطاد بهدوء، ويحترم الطيور الأخرى من حوله، بل ويساعدهن في كثير من الأحيان.
العبـــــــــــــــرة من القصة:
علينا أن نعلم صغارنا أن الغرور أسوء صفة على الإطلاق من الممكن أن نتحلى بها، وقد يجعلنا نخسر أصدقائنا وكل ما نملكه.
اقرأ مزيدا من قصص اطفال من خلال:
قصص اطفال بوابة الصغار إلى الحياة
