قصص أطفال من أروع ما يكون اغتنمها لصغارك
كل امرئ منا لا يحب أحدا أكثر من نفسه إلا أبنائه، فأطفالنا هم الوحيدون الذين نحبهم أكثر من أنفسنا!
وهم أيضا الوحيدون من نتمنى لهم مستقبلا وماضيا وحاضرا أفضل مما نلناه طوال حياتنا، ومن أجل ذلك نفعل لأجل عيونهم كل ما يساهم في تطوير بنيتهم وجعلهم الأفضل دوما.
وكناصح أمين لا يوجد أفضل من تحبيبهم في القراءة، فالقراءة غذاء الروح.
ولا يوجد بالنسبة لصغارنا أروع من قصص أطفال، فإننا نساعدهم بهذه النوعية من القصص على حب القراءة والشغف بها.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
يحكى أنه في إحدى الغابات كان هناك ضفدع عاشق للعب بمشاعر الحيوانات بمختلف ألوانها من حوله، وذات يوم صادف الضفدع فأر وكون صداقة معه، وكان ذلك الفأر وفيا معه لأبعد الحدود.
وبيوم من الأيام اقترح الضفدع أن يربط نفسه مع الفأر بحبل حتى لا يتفرقا على الإطلاق، وبالفعل أمضيا ذلك اليوم في سعادة كثيرة يأكلان سويا ويمرحان في البر ويتنقلان بين السهول، ولكن كان من طباع الضفدع أنه خائنا ولا يمكن استئمانه بشكل نهائي، وبعد الثقة البالغة التي وضعها الفأر به أخذ صديقه الفأر وجره جرا تجاه مياه البحيرة، وغاص الضفدع بكل سهولة وأريحية، ففي النهاية هذه بيئته التي يحبها ويعشقها ومتعود على الحياة بداخلها، فهو ضفدع كائن برمائي بخلاف الفأر المسكين الذي في البداية أخذ يستنجد به ويتوسل إليه أن ينقذه ويخرجه من المياه، ولكنه غرق وفقد حياته بسبب الضفدع الخائن.
وسبحان الله العلي العظيم، لقد نال الضفدع الخائن عاقبة ما فعل بصديقه الذي وثق فيه، فعندما مات الفأر غرقا طفت جثته فوق المياه، كان لا يزال الضفدع معلقا بالحبل الذي ربط يه صديقته الفأر قبل أن يخونه، وصداف أنه كان هناك صقر في السماء يرقب جثة الفأر الطافية فوق المياه فخطفه من على سطح المياه، ولم يكن يعلم الضفدع أن لعبته المفضلة ستنقلب عليه ويحل به مثلما كان يفعل مع الآخرين، فقد كان الحبل الذي اختاره ميتة للفأر الذي وثق فيه سببا في فقدانه لحياته، وذلك بعد أن التهمه الصقر والضفدع في لقمة واحدة، ويستحق الضفدع هذه النهاية الأليمة عقابا لما فعله.
القصـــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــة:
باقتراب يوم العيد، وبينما كان الناس معظمهم يستعدون لاستقباله والاحتفال بقدومه أفضل استقبال، كانت هناك أم تمسك بيد ابنتها بكل اهتمام وتجول هنا وتصول بحثا عن شيء يسعد ابنتها الصغيرة، وقد قطعت الأم الكثير من الطرقات وسارت كثيرا حتى وصلت لمكان اعتقدت أنه الأنسب على الإطلاق.
دخلت الأم للمتجر وبيدها ابنتها والتي كانت تخطف نظرات بريئة بكل الأرجاء، أتتهما البائعة وقد كانت غاية في اللطف وانتقت لهما كل الأثواب التي من الممكن أن تنال إعجابهما، كانت الأم ترغب في ثوب لابنتها بمواصفات معينة، وبالفعل استطاعت البائعة أن تعرض عليهما ما يكون على ذوقهما، وبقي شيء واحد أن الأثواب لها العديد من الألوان، فأرادت البائعة أن تعلم اللون المحبب للطفلة الصغيرة،
فسألت الأم ابنتها: “حبيبتي هل يمكنكِ انتقاء لون تحبين أن ترتدينه بيوم العيد؟”
فأجابت الابنة والسعادة تقرأ على وجهها: “نعم يا أمي، أريد ثوبا أحمر اللون”.
وبعدما جاءت البائعة بالثوب المطلوب وقد كان غاية في الجمال والروعة، كان مناسبا على الطفلة لأبعد الحدود، وفي لحظة صمت قالت الابنة الصغيرة: “وأريد ثوبا آخر وردي اللون”.
نظرت إليها الأم بغضب وقالت: “لن نأخذ اليوم إلا ثوبا واحد وحسب”.
ولكن الابنة كان لديها إصرار منقطع النظير: “أرجوكِ يا أمي، أريد ثوبا آخر مثله”.
فردت الأم: “أتعلمين لقد انتهى الحديث، ثوب واحد يكفي، وقد اخترتِ لونه، وإن لم يعجبكِ القرار فلن نأخذ أي شيء عقابا لكِ”!
فقالت الابنة وقد سالت الدموع من عينيها: “أمي، أتوسل إليكِ، أسماء صديقتي توفي والدها، وأمها فقيرة ولن تقدر على شراء ثوب جديد للعيد، وأسماء تحب اللون الوردي”.
تأثرت الأم والبائعة بحديث الابنة الصغيرة لدرجة الأم سالت الدموع من عينيها، فطلبت الأم من البائعة تجهيز فستان آخر لنفس النوع باستثناء اللون.
ودفعت الأم النقود، وبينما كانت تدفع للبائعة أيقنت أنه سيتوجب عليها التضحية ببعض المشتريات، ولكنها كانت راضية، فقد جعلتها ابنتها تتعلم تعلمت درسا جميلا.
أما عن الابنة الصغيرة فقد حملت ثوب صديقتها وثوبها بفرح شديد، واستأذنت من أمها وذهبت إليها لتفرحها بهدية العيد.
اقرأ مزيدا من قصص أطفال من خلال:
قصص أطفال بعنوان الفراشة الصغيرة ورحلة البحث عن السعادة