قصص أطفال عن الصدق والأمانة وجزائهما
إن نوعية قصص أطفال تعمل على تنمية قدرات الطفل العقلية والحسية أيضا والإدراكية، فنجدها تنشأ جوا من الاستمتاع بين الأطفال والآباء حين قراءتها تحديدا حيث أن الطفل يشعر بأن والديه يخصصان الكثير من الوقت لأجله ولأجل مطالعة الكتب لأجله.
أولا/ قصة صاحب الدينار الصادق:
يُحكى أنه كان هناك شاب فقير، وكان يعمل باجتهاد في سوق مدينته ليجمع قوت يومه، وعلى الرغم من كل ظروفه السيئة إلا إنه كان يتميز بالصدق والأمانة بين الناس.
وفي يوم من الأيام، كان يبيع بضاعته المتواضعة، ومر به رجل من أثرياء المدينة عُرِف عنه زهده في المظاهر، وكانت عادته الحقيقية هذا الثري اختبار الناس.
اشترى الرجل الثري من الشاب بعض البضائع، وأعطاه كيساً من المال ليأخذ منه ثمنها، وعندما أخذ منه الشاب المبلغ من الكيس الذي أعطاه إياه، أسرع الثري بالابتعاد.
تفاجأ الشاب عندما فتح الكيس ليجد فيه عشرة دنانير ذهبية، وجد هذا المبلغ الضخم مع أن ثمن البضاعة لا يتجاوز ديناراً واحداً وحسب.
أسرع الشاب وهو ينادي على الرجل الثري، ولكنه لم يستمع إليه مطلقاً، فظن الشاب أنه لم يسمعه بسبب الضجيج بالسوق.
ولكن الرجل الثري بمجرد أن رآه يلحق به توقف في مكانه، وقع في نفس الشاب أن الرجل طيب القلب أراد أن يمنحه هذا المبلغ الكبير إكراماً له وإعانة له.
وما إن وصل عنده الشاب الفقير وبخه بطريقة الخائف عليه من تبديد أمواله وإنفاقها على غيره، وقال له: “سامحك الله يا أخي، فأنا لم أرد منك صدقة، كل ما أردته منك هو إعادة هذه الدنانير التسعة التي زادت على الثمن المستحق لبضاعتي، فمالك أمانة في عنقي”.
وإذا بالرجل الثير يبتسم، ومد يده ليأخذ الدنانير من الشاب، قائلاً: “بارك الله لك في أمانتك يا بُني، أتراني قد تعمدتُ فعل ذلك معك لأرى رد فعلك، ولكنك لم تزدني إلا يقيناً بأن المعدن الأصيل لا تغيره الفاقة على الإطلاق”.
فقام الرجل الثري بمنحه الدنانير العشرة مكافأة له على صدقه، وتعلم الشاب يومها أن الصدق والأمانة هما رأس مال الإنسان الحقيقي، وأن الله يرزق عباده الصادقين من حيث لا يحتسبون.
ثانياً/ قصة الراعي والصرة المنسية:
يُحكى أنه كان هناك راعٍ للأغنام كان يعيش في بادية بعيدة، وكان رقيق الحال لا يملك من حطام الدنيا إلا عصاه وبعض الخراف التي يرعاها لأهل القرية مقابل أجر زهيد، ومع فقره المدقع، كان معروفاً بقلب قنوع ونفس عفيفة للغاية لا تتطلع لما في أيدي الناس من حوله.
وفي يوم من الأيام، نزل بئر ماء ليروي ظمأ أغنامه، فوجد بجانب البئر رجلاً غريباً يبدو عليه الثراء والوقار، قد أناخ راحلته ليستريح، فسقى الراعي أغنامه ثم سقى الرجل الغريب وقدم له بعض التمر واللبن مما كان يدخره الراعي لغدائه، ثم انصرف الراعي ليكمل عمله تاركاً الرجل يستريح.
وبعد أن غادر الراعي بمسافة، لمح شيئاً يلمع في المكان الذي كان يجلس فيه الرجل، فعاد أدراجه ليجد صرة ثقيلة من الجلد الفاخر آنذاك، فتحها فإذا هي مملوءة بالجواهر والذهب، تكفي لجعله أغنى وأثرى أهل زمانه.
أخذ يبحث الراعي من حوله فلم يجد أحداً، وكانت نفسه تحدثه بأن هذا رزق ساقه الله إليه ليغنيه من عناء الرعي وكد العيش، لكن صوتاً في داخله صرخ: “كيف يهنأ لك عيش بمال ليس لك؟!، إنها أمانة ولابد أن تعود لمالكها”.
ركض الراعي بأقصى سرعته خلف الأثر الذي تركته راحلة الرجل الغريب، وظل يركض تحت أشعة الشمس الحارقة حتى انقطعت أنفاسه، ولازال على حاله حتى لمح غبار الراحلة من بعيد، فصار يلوح بعصاه ويصيح بأعلى صوته حتى انتبه له الرجل وتوقف.
لحقه الراعي لاهثاً، والعرق يتصبب من جبينه، ومد يده بالصرة قائلاً: “يا أخي، لقد نسيت هذه عند البئر، وخشيت أن تبتعد كثيراً فيشق عليّ اللحاق بك، إليك أمانتك”.
نظر الرجل الثري إلى الراعي بذهول، ثم إلى الصرة، وقال بهدوء عجيب: “ألم تفتحها لترى ما فيها؟!”.
أجابه قائلا: ” لقد رأيت بريق ما فيها، ولكن خوفي من الله كان أشد بريقاً في قلبي”.
وإذا بالرجل الثري يبتسم ابتسامة عريضة قائلا: “يا أخي، إنني لم أنسها، ولكني تركتها متعمداً، إنني تاجر أجوب البلاد طولا وعرضا أبحث عن رجل أمين ليشاركني تجارتي ويدير أموالي، وقد اختبرت قبلك كثيرين فخانتهم نفوسهم، أما أنت فقد فزت بالاختبار”.
أخذ التاجر الراعي معه، وعلمه كل أسرار تجارته، وأصبح شريكه الأمين، فتبدل حال الراعي من الفقر المدقع إلى الغنى والثراء الفاحش.
اقرأ مزيدا من قصص أطفال من خلال:
3 قصص أطفال من أجمل ما يكون لا تفوتهم على صغارك
وأيضا/ قصص أطفال قبل النوم عمر 3 سنوات بعنوان شجرة التفاح وشجرة الزيتون











