قصص أطفال

قصص أطفال بعنوان الفراشة الصغيرة ورحلة البحث عن السعادة

إن نوعية قصص أطفال تعمل على تنمية قدرات الطفل العقلية والحسية أيضا والإدراكية، فنجدها تنشأ جوا من الاستمتاع بين الأطفال والآباء حين قراءتها تحديدا حيث أن الطفل يشعر بأن والديه يخصصان الكثير من الوقت لأجله ولأجل مطالعة الكتب لأجله.

ومن هنا علينا أن نجعل وقت القراءة بأكمله مليئا بالكثير من اللعب والضحك والمرح والمداعبة، لكي يربط الأطفال القراءة في أذهانهم بالكثير من المشاعر الطيبة السعيدة، لتتحول القراءة لعادة وأسلوب حياة للأطفال في الكبر.

        قصـــــــة الفراشة الصغيرة والبحث عن السعادة:

يحكى أنه في غابة خضراء جميلة تملؤها الأشجار من كل الجوانب وعلى كل الحواف، حيث تتراقص أشعة الشمس بين الأغصان وتُغني الطيور أجمل الألحان، عاشت فراشة صغيرة، كانت أجنحة هذه الفراشة الصغيرة تتلألأ بألوان زاهية وكأنها الماس، لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا مفقودًا في حياتها؛ كانت تراقب الفراشات الأكبر منها وهي تطير برشاقة فوق حقول الزهور، وتتساءل في نفسها على الدوام: “أيعقل أن تكون السعادة الحقيقية هي في الطيران لأبعد الأماكن؟!”

رحلة البحث عن السعادة الحقيقية:

في يوم من الأيام قررت الفراشة والتي لا تزال صغيرة أن تبدأ رحلة بحثها عن السعادة المفقودة، طلبت من والدتها الفراشة العجوز: “سأذهب لأبحث عن السعادة الحقيقية، بداخلي يقين أنها ليست هنا في غابتنا”!

ابتسمت الأم بحنان وقالت: “ابحثي عن سعادتك الحقيقية يا صغيرتي، ولكن عليكِ أن تتذكري دوما أن السعادة غالبًا ما تكون أقرب إلينا مما نتوقع”.

لم تفهم الصغيرة الرسالة من وراء نصح أمها وحلقت بعيدًا، حلقت عبر الوديان الخضراء والجبال الشاهقة، وأول ما التقت به الفراشة الصغيرة كانت نحلة بمثل عمرها غير أنها كانت تنشر السعادة وهي تجمع الرحيق من زهرة كبيرة بكل نشاط، السعادة التي لحظتها الفراشة الصغيرة على ملامحها وفي كل أفعالها جعلتها تسأل النحلة الصغيرة: “هل تجدين السعادة الحقيقية في العمل الدؤوب وجمع الرحيق من الأزهار المختلفة؟”

فأجابتها النحلة الصغيرة وهي تواصل عملها الجاد في جمع الرحيق دون توقف: “إنني أجد سعادتي الحقيقية في الفائدة الجمة التي تنتج عن عملي الدؤوب وما أقدمه لمن حولي، أجد سعادتي في العسل الذي نصنعه بكل حب وإتقان ويُفيد الكثيرين، وهذا ما يُشعرني بالسعادة والرضا عن نفسي”.

تابعت الفراشة الصغيرة رحلة بحثها عن السعادة الحقيقية، ومرت في طريقها على طائر صغير يبني عشه بعناية فائقة، فسألته: “أيها الطائر هل تجد السعادة الحقيقية في بناء بيتك وحماية صغارك؟!”

فأجابها الطائر وهو يضع غصنًا صغيرًا في العش: “أجد سعادتي في الأمان الذي أوفره لعائلتي، وفي الحب الذي يجمعنا، هذه السعادة الحقيقية التي أراها”.

حلقت أبعد وأبعد، حتى وصلت إلى بحيرة كبيرة كانت تعيش فيها سمكة ذهبية، لاحظت الفراشة الصغيرة السعادة مرتسمة على وجه السمكة الذهبية، فسألت السمكة: “هل تجدين السعادة الحقيقية في السباحة في هذه البحيرة الواسعة والتمتع بحريتك؟!”

فأجابت السمكة وهي تسبح بهدوء: “إنني أجد السعادة الحقيقية في هدوء الماء، وفي الأصدقاء الذين أشاركهم هذا المكان الجميل، السعادة الحقيقية بالنسبة لي هي أن أكون حيث أنتمي”

وبعد الكثير من التحليق بدأت الفراشة الصغيرة تشعر بالتعب والإرهاق الشديدين، مرت الأيام، ورأت الكثير من الكائنات، وكل واحد منهم وجد سعادته الحقيقية من وجهة نظره وحسب اعتقاده في شيء مختلف، كان منهم من وجدها في العمل، ومنهم من وجدها في العائلة، ومنهم من وجدها قابعة في السلام الداخلي.

تذكرت الفراشة الصغيرة كلمات أمها: “السعادة غالبًا ما تكون أقرب إلينا مما نتوقع”!

الكنز الحقيقي:

لذا قررت الفراشة الصغيرة أن تعود إلى غابتها، وعندما وصلت كانت متعبة للغاية لكنها كانت تملك الكثير من بالأفكار، حطت على زهرة كانت تزورها كل يوم قبل أن تبدأ رحلتها، وبينما كانت تحاول الحصول على بعض الراحة، شعرت بالدفء من حولها؛ وحينها رأت أمها وأخواتها الفراشات يطيرون من حولها بفرح سعدون ومرحبون بعودتها.

وفي تلك اللحظة تحديدا، شعرت الفراشة الصغيرة وأخيرا بالسعادة الحقيقية التي كانت تغمرها من قبل ولم تكن تشعر بها.

أدركت وأخيرا أن السعادة لم تكن في مكان بعيد أو في شيء عظيم ومختلف؛ وإنما كانت في الأشياء البسيطة التي كانت تمتلكها من الأساس؛ سعادتها الحقيقية كانت في وجودها بجانب عائلتها وأصدقاؤها.

ومن حينها لم تعد تبحث عن السعادة الحقيقية، ولكنها شعرت بها في كل يوم، كانت تغمرها في كل زهرة تزورها وتحط عليها، وفي كل ضحكة تُشاركها مع أحبائها.

العبرة من القصة:

إن السعادة الحقيقة ليست وجهة أو طريق لنبحث عنها ونصل إليها، وإنما هي طريقة نعيش بها.

فغالبًا ما تكون السعادة الحقيقية في الأشياء البسيطة التي نمتلكها من حولنا، في الشعور بالامتنان لما نملك، وفي العلاقات الطيبة مع من نحب.

إننا لا تحتاج لأن نذهب بعيدًا لنجد السعادة الحقيقية، كل ما علينا فعله أن نفتح أعيينا على آخرها وقلوبنا لما بين يدينا وحينها سنجد السعادة الحقيقية بين أيدينا ومنذ زمن بالفعل.

اقرأ مزيدا من قصص أطفال لصغارك:

قصص أطفال قبل النوم جديدة ورائعة 2025

وأيضا/ قصص أطفال في أهمية التحلي بخلق الصدق والأمانة

10 قصص أطفال مفيدة وهادفة اغتنميها لأطفالكِ

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى