3 قصص أطفال ذات قيم فعالة ومثلى
إن حب القراءة لدينا ولدى صغارنا يفتح الأبواب أمام خوض مغامرات وتجارب ولا أروع منها، القراءة تفتح أبوابا أمام تعلم أشياء جديدة، كما أنها تمكننا وتمكن صغارنا من إثراء المفردات اللغوي، كما أنها تساعدنا على تنمية القدرة على اكتساب ثقافات جديدة وبخصوص صغارنا فإنها تعمل على تنمية القدرة على تعزيز المفردات اللغوية لديهم وتحفزهم على الكلام.
وأما عن الآباء الموفقين في قراءة القصص لصغارهم فإن القراءة لديها سحر خاص في تنشئة لحظات خاصة تعزز الترابط الأسري والعاطفي بين الآباء وصغارهم وتكوين لحظات لا تنسى.
أولاً/ قصة جزاء الإيثار وحكمة العطاء:
يُحكى أنه في زمن القحط وقلة العيش، كانت هناك قرية صغيرة عانت من جفاف الأنهار وقلة الزرع، وقد كان في القرية شيخ حكيم يرى أن الأخلاق تبقى أثمن من أي محصول زائل ومن أي مال مهما بلغ.
وفي يوم من الأيام، جمع هذا الشيخ ثلاثة من شباب القرية المعروفين بالصبر والاجتهاد والعمل الصالح، وأعطى كلاً من الثلاثة حفنة من حبوب القمح، وطلب منهم أن يزرعوا الحبوب والشرط الوحيد أن يقوموا بإخفاء ثمار زرعهم عن الأنظار وألا يخبروا أحداً بما سيجنون.
وبعد فترة من الزمن عاد الشاب الأول وهو يحمل كيساً مليئاً بالقمح، وقال للشيخ: “يا شيخي، لقد زرعت الحبوب في بقعة بعيدة، وعزلتها عن جميع الأنظار، وهذا ما جنيت”.
وعاد الشاب الثاني بما يشبهه، أما الشاب الثالث منهم، فقد استغرق الكثير من الوقت، ثم عاد والكيَس الذي يحمله كان أصغر كثيرا مقارنة بالشابين، ولكنه كان يفوح من كيسه عبير مميز.
سأله الشيخ: “ولكن أخبرني لماذا قَل حصادك عنهما؟!”.
فأجابه الشاب قائلاً: “يا شيخي، لقد زرعت الحبوب، ولكنني رأيت عائلة فقيرة تجلس جوار حقلي وقد أنهكها الجوع والإعياء، ووجدت أن الإيثار أولى من إخفاء الحصاد مثلما أمرتني، فأخذت جزءاً من المحصول وأعطيته لهم ليقتاتوا عليه، وكنت كلما زرعت ونما المحصول كنت على يقين أن بركة العطاء تُضاعف القليل وتزيده”.
حينها أدرك الشيخ الحكيم أن الشاب الثالث لم يكتفِ بإخفاء الثمرة عن الأعين وفعل ما أمره به، ولكنه أقدم على فعل أعظم أنواع التضحية التي لا ترى، وهي العطاء في السر، فكافأه على إيثاره وجعله قدوة للقرية بأكملها.
اقرأ مزيــــــــــدا من قصص أطفال من خلال: 3 قصص أطفال من أجمل ما يكون لا تفوتهم على صغارك
ثانياً/ قصة الحاجة تُولد الإبداع والابتكار:
يُحكى أنه في مدينة قديمة، كان فيها حاكم على يديه عم العدل بالبلاد، أراد أن يختبر براعة سكانها في حل المشكلات وتفادي المعيقات والتغلب على الصعاب مهما بلغت.
وفي يوم من الأيام، أمر بأن تُقام مسابقة هندسية ويعم الخبر كل البلاد، وبالمسابقة يُعطى كل مشارك أدوات بسيطة ومحدودة للغاية ليستخدمها في إنشاء جسراً صغيراً فوق مجرى مائي واسع، والشرط ألا يغرق أي جزء من الجسر في الماء.
وقد شارك في المسابقة مهندس يمتلك الأدوات الأغلى، ونجار يمتلك المهارة الأقدم بالبلاد، وكان من بينهم فتى فقير لا يملك سوى ذكائه الفطري الذي حباه الله إياه.
وقد عملا المهندس والنجار بجهد منقطع النظير، ومع ذلك إلا أنهما واجها صعوبة بسبب محدودية المواد، فبات الجسر إما هشاً أو يميل نحو الغرق تارة أخرى.
أما الفتى الفقير، فقد ظل يراقب حركة المياه والضوء الساقط عليها بإمعان، أما عن المهندس والنجار ذوي الخبرة كل منهما استخدم الأدوات المحدودة المتاحة بين أيديهما، بخلاف الشاب الصغير الذي اعتمد اعتمادا كليا على قوة الملاحظة والتفكير خارج الصندوق تفكير مبتكر لا يمت للتقليدي بأي صلة على الإطلاق!
وقد خطرت ببال الشاب فكرة رائعة للغاية، خطر بباله أن يستغل ظاهرة انكسار الضوء على سطح الماء؛ فقام ببناء الجسر على شكل قوس رفيع يرتكز على ضفتي المجرى المائي دون أن يلامس سطحه، مستخدماً خيوطاً قوية وأحجاراً خفيفة.
وبالفعل ومع أداء الشاب الذكي استطاع أن يتجاوز شرط المسابقة بأنه لم يغرق أي جزء من الجسر في الماء، لقد تفوق الشاب ببراعة فائقة.
أدرك الحاكم حينها أن الإبداع ليس مرهوناً بكثرة الأدوات أو المال، ولكنه مرهون بحسن استغلال الموارد المتاحة، ومرهون بصفاء الذهن وحسن التدبير، وكافأ الشاب على فطنته وحسن صنيعه.
اقرأ مزيــــــــــدا من قصص أطفال من خلال: قصص أطفال قبل النوم عمر 3 سنوات بعنوان شجرة التفاح وشجرة الزيتون










