قصص اطفال بعنوان ملك الغابة والفأر الصغير
هذه القصص تحمل رسائل حديثة وقيمًا مهمة لصغارنا، ويمكننا استخدامها كأدوات لتعزيز التعلم وتنمية القيم في نفوس الأطفال بطريقة ممتعة وجذابة.
عليكِ أن تعلمي أيتها الأم الجميلة أنه لا أقيم من سرد قصص اطفال على مسامع أطفالكِ لتغرسي بداخلهم أفضل القيم والمعاني المثلى.
قصـــــــــــــة الأسد والفأر:
كان يا ما كان، في قديم الزمان وفي غابة خضراء شاسعة، عاش أسد ضخم وقوي، وكان هذا الأسد منم ضخامته وقوته يُلقب بـ “ملك الغابة”.
وكان الأسد يقضي معظم وقته في راحة تحت ظل شجرة ضخمة، وكان على الدوام أسفلها يغط في نوم عميق بعد يوم طويل من التعب بسبب الصيد.
وفي أحد الأيام المشمسة، بينما كان ملك الغابة غارقا في أحلامه الجميلة ومستمتعا بنوم عميق، كان هناك فأر صغير ونشيط يتجول بالقرب منه، ودون أن يشعر الفأر الصغير بوجود الأسد بالمكان، بدأ يركض ويقفز حتى بات على ظهر الأسد الضخم!
وإذا بالأسد ملك الغابة يستيقظ من نومه مفزوعا على حركة الفأر المزعجة.
فتح عينيه الكبيرتين بغضب، وشعر بشيء صغير يتحرك على ظهره، وفي لا شيء قبض الأسد على الفأر بمخلبه الضخم.
وبالطبع ارتجف الصغير من قبضة الأسد إياه، وبالكاد يُسمع صوته الصغير توسل الأسد الضخم.
فتحدث إليه الأسد بصوت عميق وهدده قائلا: “يا لك من كائن صغير ولكنك جريء! كيف تجرؤ على إزعاج ملك الغابة في نومه؟! سألتهمك الآن لأجعلك عبرة لغيرك من سائر أصناف الحيوانات!”
تحدث الفأر الصغير للأسد وكان الصدق في عينيه، وقال بصوت مرتجف: “يا سيدي ملك الغابة، أرجوك سامحني هذه المرة وحسب! لم أقصد إزعاجك، أنا مجرد فأر صغير تائه، أعدك أنك إذا تركتني وعفوت عني هذه المرة، فلن أنسى لك هذا المعروف أبداً، ومن يدري؟!، ربما يأتي يوم وأستطيع أن أرد لك فيه جميل صنعك هذا!”
ضحك الأسد ضحكة عالية اهتزت لها الغابة استهزاء بحديث الفأر الصغير، وقال: “أنت تساعدني؟!، إن حجمك لا يزيد عن إصبعي الصغير! هل تعتقد أنك تستطيع مساعدة ملك الغابة شخصيا؟!”
وفي نهاية الأمر تفوقت طيبة قلب الأسد على غضبه، ورق لحال الفأر المسكين الذي كان يرتعش من شدة الخوف، فقرر العفو عنه، فرفع عنه مخلبه برفق.
قفز الفأر بعيداً في سعادة عارمة وهو يهتف بشكر وامتنان: “شكراً لك ملك الغابة العظيم، لن أنسى لطفك أبد ما حييت!”
ومضت الأيام كحالها، ونسي الأسد هذه الحادثة كليا، وفي يوم من الأيام، كان الأسد يتجول في الغابة كعادته، يبحث عن فريسته، وإذ فجأة وقع في فخ قد نصبه أحد الصيادين!
وكان الفخ عبارة عن شبكة قوية مصنوعة من حبال سميكة للغاية، التفت حول جسد الأسد بإحكام في الحال، كان الأسد كلما حاول الخروج ازدادت في إحكامها عليه، زأر الأسد بصوت مدوٍ ممزوج بالألم والغضب، وحاول جاهداً تمزيق الشبكة بمخالبه القوية، ولكن هيهات لما أراد!
سمع الفأر الصغير زئير الأسد، فقد كان موجودا بالقرب من المكان، وكان في الأساس صوت زئير الأسد عالي سمعه كل حيوانات الغابة، تذكر الفأر معروف الأسد له، فركض بأقصى سرعة يمتلكها نحو مصدر الصوت.
وصل الفأر للمكان المقصود، ورأى الأسد الضخم حبيسا داخل الشبكة، فشعر بالحزن الشديد لأجله وتذكر وعده له.
فقال الفأر الصغير للأسد: “لا تخف أيها الملك! سأساعدك على الفور!”
قال الأسد بيأس شديد فقد حاول كثيرا دون فائدة: “كيف لك أن تفعل شيئاً؟!”
لكن الفأر الذكي لم يضيع وقته في الكلام خوفا من قدوم الصياد، فبدأ يستخدم أسنانه الحادة الصغيرة، وبدأ في تمزيق الحبال السميكة والمشدودة بإتقان، يمزق ويقرض الحبل تلو الآخر، حتى استطاع أن يجعل في الشبكة خرق كبير بحجم الأسد الضخم.
وبعد فترة ليست طويلة، تمكن الفأر من قطع ما يكفي من الحبال المتينة، وعندها فقط استطاع الأسد أن يدفع الشبكة ويخرج منها حراً طليقاً!
نظر الأسد إلى الفأر الصغير بتقدير وحب ولأول مرة يفعلها طوال حياته، وقال بصوت حنون: “سامحني أيها الصديق العزيز، لقد كنت مخطئاً عندما استخففت بك، لقد أنقذت اليوم حياتي! حقاً، أفعال الخير لا تُقاس بالحجم، والمساعدة والعون يأتيان إلينا من حيث لا نتوقع”.
ومنذ ذلك اليوم، بات الأسد والفأر صديقين حميمين، يعيشان في الغابة بسلام، وتعلما أن الصداقة والإحسان لا تعرف حجماً ولا قوة.
والعبرة يا صغاري من هذه القصة الجميلة:
- لا تستهن أبدا بأي شخص مهما كان صغيراً أو ضعيفاً.
- معروف صغير تفعله قد يعود إليك بالخير العظيم في وقت الشدة.
- وأخيرا اللطف والرحمة أهم من القوة والبطش.
للمزيـــــــــــــــد من قصص اطفال لصغارنا يمكننا من خلال:
قصص اطفال بعنوان تجربة حقيقة لإعطاء درس قيم في التحكم بالنفس أثناء الغضب
 
				










